يعد برج الحمام في شرايع النخل في مكة المكرمة معلما بارزا تم بناؤه قبل أكثر من 80 عاما وذلك لتوفير السماد لأصحاب المزارع المنتشرة في ذلك الوقت، وحتى يومنا هذا ما زال متماسك البناء مضيفا لمسة جمالية إلى المكان الموجود فيه.
ويقول عبد الله العصيمي الذي تجاوز العقد الثامن من العمر لـ''الاقتصادية'' إن شرايع النخل كانت في السابق عبارة عن مزارع عديدة وأسراب الحمام توجد بكثرة وقد تم بناء البرج من طوب اللبن، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 20 مترا تقريباً وروعي في مساكن الحمام أن تكون معرضة للشمس معظم الوقت لتطهير المسكن ومنع تكاثر الحشرات بسبب حاجة الحمام إلى تهوية جيدة وخاصة في فصل الصيف، ولذلك تم تزويد المساكن بفتحات خاصة لهذا الغرض من الجهة الأمامية له، مشيرين إلى أن في فصل الشتاء يجب عزل المسكن جيداً، حيث يوجد فيه الحمام بكثرة وكثافة عاليه، وتستخدم هذه الطريقة بهدف انعدام تكاليف الغذاء والماء، فالحمام هنا يعتمد على نفسه في البحث عن الطعام، كما أن طريقة بناء أبراج الحمام ملائمة لإنتاج السماد الزراعي.
يقول المهندس إبراهيم السقطي، صاحب مكتب هندسي، يتوقف شكل البرج على المكان الذي سيقام فيه، وعادة يأخذ شكل البرج شكلاً هرمياً أو برميلياً، حيث يتم بناء الأبراج من الطوب اللبن في حالة إقامتها بالمزارع أو يتم بناؤها من الخشب عند وضعها فوق أسطح المنازل أو في الحدائق. وأضاف السقطي، أن الميزة الأساسية التي يمنحها البرج للمكان هي النظافة، إضافة إلى الطابع المعماري المميز للبرج الذي يمنح سمة جمالية للمكان، لكن الفوائد لا تقتصر على المكان بل تتجاوزه أيضا إلى أن البرج بطبيعته الصديقة للبيئة، يضفي جوا صحيا للحمام نفسه. ويضيف السقطي أن تربية الحمام في الأبراج طريقة قديمة، وهي غير مفضلة للمحترفين والمهتمين.
وأشار الدكتور فواز الدهاس، المشرف العام علي متاحف جامعة أم القرى، إلى أن البرج قريب من قصر ابن سليمان الذي يوجد فيه العديد من المزارع التي كان بعضها ملكاً له وكانت محطات ينزلها ضيوفه سواء كانوا قادمين من مكة أو في طريقهم إلى الرياض تبعاً لتحركات جلالة الملك المؤسس - رحمه الله - حيث كانت هذه المنطقة تعد الظهير الزراعي لمنطقة مكة المكرمة، إذ يجلب منها جميع الخضراوات الورقية من الليمون والموز، الذي يوجد بكثرة في منطقة الزيما القريبة منها، التي كانت تهتم بالمنتجات الزراعية التي تتوافر في هذه المنطقة، وأشار ببناء برج الحمام الذي يوجد بكثرة.
