6 مقترحات لتطوير مشعر منى لاستيعاب نحو 4 ملايين حاج

6 مقترحات لتطوير مشعر منى لاستيعاب نحو 4 ملايين حاج
6 مقترحات لتطوير مشعر منى لاستيعاب نحو 4 ملايين حاج

أكد مسؤول في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، أن على طاولتهم الآن أكثر من ستة مقترحات بحثية لدراسات تهدف إلى تطوير مشعر منى وزيادة طاقته الاستيعابية من الحجاج، وفقاً لرؤية المخطط الشامل للـ 30 عاماً المقبلة، والذي يستهدف بلوغ عدد الحجاج في سنة 2040 نحو أربعة ملايين حاج.
وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد العزيز بن رشاد سروجي عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة: "نعلم الآن أن المخطط الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة الذي اعتمد من قبل مجلس الوزراء في منتصف آب "أغسطس" الماضي، هو عبارة عن خطط استراتيجية كبيرة وليست تفصيلية، وهو يعطي رؤى واسعة عن كيفية تطوير الخدمات والمرافق ضمن خطط استراتيجية بعيدة المدى، والتي تحتاج إلى تنفيذها إلى خطط ودراسات تفصيلية".
وتابع: "هنا يأتي دور المعهد بصفته جهة بحثية علمية ليقوم بطرح بعض الدراسات التفصيلية"، مفيداً أن المعهد الآن يضع مقترحات لدراسات بحثية تهدف إلى تحقيق أهداف المخطط الشامل، وليتم بعد ذلك عقد لجان بين المعهد والجهات ذات العلاقة للخروج بدراسات يمكن من خلالها وضع التصور الكامل للدراسات التي يمكن أن يتم تطبيقها على الواقع فيما يعنى بتوسعة طاقة مشعر منى الاستيعابية.
وأفاد سروجي، أنهم خلال العام الجاري يعملون على إعداد دراسة وجّه بها رئيس لجنة الحج العليا، يدور محورها حول إدارة الحشود والتفويج في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج، مبيناً أنهم في هذه السنة بدأوا في إجراء الدراسة الأولى من خلال الفرق البحثية المتواجدة في الميدان.

#2#

وأشار إلى أن الدراسة تهدف إلى دراسة الوضع الراهن لحركة الحشود في الحج والعمرة والزيارة، تحديد أماكن الازدحام، تحديد المناطق الحرجة والأكثر خطورة، حصر أسباب الازدحام في كل منطقة على حدة، دراسة الخصائص الحركية والاجتماعية في الحج والعمرة والزيارة، دراسة الظواهر والسلوكيات السلبية التي قد تحدث أو حدثت ورصد تأثيراتها في حركة الحشود، وتطوير مقترحات وحلول متكاملة يمكن تنفيذها على المدى القريب أو البعيد لإدارة حركة الحشود.
وحول الشرائح الذكية التي تأتي مكملة لمشروع المسار الإلكتروني لحجاج الخارج الذي وافق عليه مجلس الوزراء أخيرا، قال سروجي: "المعهد قدّم منذ ثلاثة أعوام دراسة حول استخدام البطاقة الذكية لتخزين كل المعلومات عن الحاج من الاسم وبقية التفاصيل الأخرى كالمؤسسة التي قدم من خلالها، ومكتب الطوافة الذي يتبع له، ومقر سكنه في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة".
وأوضح أن هذه الشرائح الذكية يمكن اكتشافها عبر الأقمار الصناعية ويمكنها أيضاً تحديد موقع الحاج في حال الحاجة إلى ذلك خاصة في حال كان قد تاه أو ضاع أو حدث له أي أمر، مفيداً أن الدراسة يمكن تنفيذها عبر شرائح إلكترونية ذكية ترتبط بأسوارة في معصم الحاج.
وكشف أن المعهد الآن بصدد إعداد مشروع جديد مازال تحت الدراسة، يهدف إلى إيجاد ما يعرف بـ "الدليل الذكي"، والذي يأتي كتطبيق يمكن تحميله على الهواتف النقالة مستخدماً تقنية تحديد المواقع GBRS، وهو أيضاً مزود بالخرائط الخاصة التي تهم الحاج كالمنطقة المركزية والحرم المكي الشريف ومواقع الخيام وغيرها، لافتاً إلى أن من شأن الدليل أن يسهم في وصول الحاج إلى الموقع الذي يرغب فيه من خلال عملية تحديد المسار.
ويرى سروجي، أن المسار الإلكتروني الذي اعتمده مجلس الوزراء، من شأنه المساهمة في تسهيل العمليات الإجرائية للحجاج القادمين من الخارج منذ وصولهم إلى أرض المملكة وحتى مغادرتهم، حيث يمكن للجهات المعنية أن تحصل على المعلومات من خلال عملية مسح سريعة لشريحة البيانات التي يحملها كل حاج على حدة.
وكانت خطة تطوير المشاعر المقدسة الواردة في المخطط الشامل لمكة المكرمة للـ 30 عاما المقبلة، كشفت أن عدد الحجاج الراغبين في أداء فريضة الحج في المستقبل القريب قد يصل إلى القدرة الاستيعابية القصوى للمشاعر المقدسة، التي تبلغ حاليا نحو 2.8 مليون حاج، مشيرة إلى أنها سترتفع وفقا لرؤية المخطط وستصل في عام 2040 إلى أربعة ملايين حاج، وهي المدة التي حدد فيها تنفيذ المخطط بشكل كلي.
ووفقا للمخطط الشامل - تحتفظ "الاقتصادية" بنسخة منه -، تمثل البرمجة المكانية الذكية المطلوبة لاستيعابية المشاعر المقدسة تحديا فريدا من نوعه، إذ إنها يجب أن تستوعب تدفق ملايين الحجاج القادمين إليها.
ويأتي ضمن أبرز القيود على إمكانية نجاح مثل ذلك التخطيط وتلك البرمجة، أن مساحة كل من المشاعر المقدسة محدودة ضمن الحدود الشرعية لكل منها، وأن الجميع يؤدون مناسك محددة في مواعيد محددة زمنيا. ويضاف إلى هذه القيود حقيقة أن الحجاج يتحركون معا كحشود كبيرة من مكان أحد المناسك إلى مكان منسك آخر، الأمر الذي يوجد تحديا لوجستيا لتوفير وتنسيق وسائل النقل والإمداد والإدارة الملائمة.

الأكثر قراءة