تركت منيرة الدوسري (مشرفة في مستشفى منى الوادي في المشاعر المقدسة) ذويها، وحزمت حقائبها إلى العاصمة المقدسة لمساعدة الحجاج وتقديم الخدمات الطبية اللازمة والضرورية، متخلية عن الاحتفال بالعيد على عكس العادة التي تحتفي بها النساء في الأعياد.
تقول منيرة الدوسري (42 عاما) إن عائلتها شجعتها على مواصلة خدمتها الطبية لضيوف الرحمن للسنة الـ 13، مضيفة أن التمريض السعودي أثبت جدارته وتميزه في المشاركة في الحج، بعد أن تجاوز عدد المشاركين فيه هذا العام في العناية المركزة عدد الممرضين الأجانب''.
وأوضحت ''أن الممرضات السعوديات المكلفات بالحج يقدمن الخدمات التمريضية للحجاج بحس وطني، ويواصلن المشاركة بمستوى علمي وعملي يفوق في جودته الأعوام السابقة''، مشيرة إلى أن مستشفيات مكة المكرمة والمدينة المنورة شهدت كفاءات علمية عالية من المكلفين بمهنة التمريض، حرصاً من وزارة الصحة على تحقيق تطلعات القيادة في تقديم أفضل الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام، لافتة إلى تجاوز نسبة السعوديين 79 في المائة مقارنة بالأعوام الماضية، وتعلق بالقول ''يدل التقدم على تطور الخدمات التمريضية''.
#2#
وتقول متطوعات وممرضات قدمن من خارج مكة المكرمة، في حديث خاص مع ''الاقتصادية'': إن شرف خدمة الدين والحجاج والوطن، يعلو المكانة التي تمثلها الأعياد التي يحتفلن بها على مدار العام، فضلا عن خبرات ميدانية وروحانية يكتسبنها أثناء شروعهن في العمل بالحج.
وقدِمت نهاد الرشيدي وهي متطوعة في المجال الصحي، من المدينة المنورة لخدمة ضيوف الرحمن، وتتمنى أن تشاطر أخواتها المتطوعات في الخدمة، لتساهم في إنجاح الحج، لافتةً إلى أن أجواء العمل تعزل عن التفكير في اغترابهن عن أهاليهن، وتقول ''إن قدسية المكان تشعرنا بالعطاء والحس الوطني، وأن تشاهد مختلف جنسيات العالم تراجعنا ونتعرف إليها من قرب''.
فيما تقول المتطوعة سهام الشهري: إن العمل في المشاعر المقدسة أمنية كل مواطنة، وذكرت أن من تتاح لها الظروف العائلية فأجزم أنها لن تتردد في العمل التطوعي في المشاعر المقدسة، لتخدم ضيوف وطنها.
أما الممرضة سعاد الناصر مديرة التمريض التي تخدم في الحج منذ 11عاماً فتقول: قضيت سنوات من العمل في المشاعر المقدسة تعلمت منها الشيء الكثير، تعلمت كيف أتعامل مع مختلف جنسيات العالم، وكذلك أنواع الشخصيات السهلة والصعبة منها، وعن عائلتها تقول: عائلتي كانت قلقة في بداية الأمر، ومع مرور السنوات أبدوا ارتياحهم وأصبحوا معتادين على غيابي، بل ويفتخرون بي.


