حجاج يؤدون النسك مشيا على الأقدام
رغم ما تقدمه السعودية من مشاريع تنموية وخدمية تسخر كافة إمكاناتها لتسهيل أداء حجاج بيت الله الحرام, إلا أن بعض الحجاج يصرون على عدم الاستفادة من أهم الخدمات التي تقدمها الدولة لهم, ويؤثرون قطع المشاعر المقدسة مشيا على الإقدام في مشقة تحاول تلك المشاريع الخدمية إزالتها عن كاهلهم.
هؤلاء الحجاج من مختلف الجنسيات, ولا عجب أن تجد من بينهم الكثير من المواطنين السعوديين, الذين أكدوا أنهم أجبروا على هذا الفعل نظير الأسعار المبالغ فيها التي وضعها أصحاب الحملات والتي تجاوز سقفها أكثر من 18 ألف ريال للشخص الواحد, مبينين أنهم لا يستطيعون دفع تلك المبالغ خصوصا لو افترضنا أن عدد الأسرة مكون من خمسة أشخاص، وبالتالي سيضطرون إلى دفع مبلغ يصل إلى 90 ألف ريال, الأمر الذي آثروا فيه سلك الطرق الوعرة على مداخل مكة للهرب من أعين الأجهزة الأمنية التي وضعت نقاط فرز لمنعهم, في رحلة محفوفة بالمخاطر, نظرا لأن يوجد معهم نساء وأطفال, والقدوم إلى مكة والتخييم في طرقاتها وأحيائها القريبة من المشاعر, ومن ثم الذهاب إلى رحلة الحج مشيا على الأقدام في مهمة شاقة ومتعبة.
وتعمل الجهات الأمنية المعنية في المشاعر المقدسة على التصدي لظاهرة الافتراش سنويا, وتضع الخطط والاستراتيجيات لمنعها وإجبار هؤلاء الحجاج المتسربين على الخروج من المشاعر وعدم المكوث فيها, إلا أنه في كل عام تتجدد هذه الظاهرة, معلنة التحدي لجميع المحاولات الأمنية, مما يشكل بها الفعل المخالف والسلبي نوعا من المخاطر من أهمها التكدس, والازدحامات, وفي حال حدوث حريق أو أمطار وسيول سيكون المتضرر الأكبر هؤلاء الحجاج الذين فضلوا الطرقات على الراحة في مخيمات جاهزة وخدمات معيشية أفضل.