مسلك عسكري
في جدة، حققت فرقة ''النمور'' الأهم بتفوقها على الجار ''الراقي'' بهدف هزازي، تفوق الأهلي (نسبياً) في معظم فترات المباراة وبالمقابل، رجحت خبرة القائد نور ورفاقه كفة الاتحاد.
اللافت في وصول ''الاتي'' إلى نصف نهائي البطولة الأقوى في قارة آسيا هو أن الفريق قد مر بأسوأ حالاته في الموسم الماضي، حيث كان يسير مترنحاً في دوري ''زين'' تحت تأثير أزمة مالية خانقة وصراعات (إدارية - شرفية) حادة ألقت بظلالها السلبية على نتائج الفريق. وسرعان ما انقلب الحال بعد عملية الترميم السريعة التي أجرتها الإدارة المنتخبة برئاسة محمد الفايز، وظهر كأن الاتحاد قد استعاد جزءا من شبابه وحيويته التي افتقدها بعد خسارته النهائي الآسيوي عام 2009.
المفارقة هنا هي أن الانخفاض التدريجي في مستوى الاتحاد قد بدأ بعد خسارة نهائي نسخة 2009 من دوري أبطال آسيا، واستعادة الاتحاد جزءا من مستواه المعهود قد اقترنت أيضاً بالبطولة ذاتها في نسختها الحالية.
عامل آخر مهم لا يمكن إغفاله أو التجاوز عنه هو العمل الفني المبهر الذي يقدمه ''الساحر'' كانيدا، فقد أتى هذا المدرب الإسباني ''المغمور'' إلى اتحاد جدة دون صخب وتسلّم الإدارة الفنية لفريق كان يمر بظروف فنية عصيبة، حتى أن جماهير الاتحاد كانت تطالب الإدارة بالاستغناء عن (عواجيز) الفريق وكثرت الأحاديث حينذاك عن قرب انتقال الثلاثي نور، كريري والمنتشري إلى أندية أخرى سعودية وخليجية!
اليوم وبعد أن قطع الاتحاد نصف المسافة المؤدية إلى نهائي آسيا، قدم كانيدا أوراق اعتماده كأحد أفضل المدربين الأجانب في السعودية، وأثبت فعلاً لا قولاً أن حكاية المدرب ''العالمي'' قد تكون في الكثير من الأحيان كذبة في تاريخ كرة القدم السعودية.
في الجانب الآخر من السعودية، وتحديداً في الدمام، حلّ الكويت الكويتي ضيفاً ثقيلاً على ''فارس الدهناء''، يحمل مع أمتعته أربعة أهداف سجلها ''العميد'' في مرمى الاتفاق في مباراة الذهاب، وأنهى الضيوف زيارتهم بنجاح بعد أن عمقوا جراح الفريق المضيف بهدفين إضافيين.
مهمة الاتفاق لم تكن شبه مستحيلة، بل كانت مستحيلة قياساً على حالة الفريق السيئة منذ بداية الموسم الحالي.
استحق الاتفاق الخسارة ذهاباً وإياباً لأنه لم يقدم ما يشفع له في الاستمرار والوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، والسؤال هنا: هل هذا الاتفاق وصيف كأس ولي العهد وأحد الأربعة الكبار في دوري ''زين'' الذي فرض احترامه على كل منافسيه في الموسم الماضي؟! هل هذا هو الاتفاق الذي هزم الكويت على ملعبه بخماسية في دور المجموعات من البطولة الآسيوية؟ والإجابة البدهية هي (لا) لكل ما سبق، ما الذي تغير؟.. لوصف حالة الاتفاق، لم أجد أفضل من الاقتباس من الروماني إيوان مارين ــ المدير الفني لفريق الكويت ــ الذي صرّح في المؤتمر الصحافي لمباراة الإياب في الدمام قائلاً: ''لقد تركت الاتفاق كسيارة ''مرسيدس'' جديدة، وشاهدته بعد عامين كسيارة عتيقة قديمة الصنع''. واقع الفريق يقول إن إدارة عبد العزيز الدوسري قد فشلت في إيجاد (قطع غيار) مناسبة لمرسيدس الشرقية بعد رحيل المدرب الكرواتي برانكو، هداف الفريق الأرجنتيني تيجالي، والمدافعين سياف البيشي والبرازيلي لازاروني. وفشل الإدارة هو نتيجة لسياسات إدارية ''تقليدية'' يطبقها الرئيس الدوسري ويرفض التخلي عنها، يعلمها الاتفاقيون جيداً، وهي مقاربة لوصف الروماني مارين.. عتيقة وقديمة.
في بريدة ''عاصمة التمور''، امتلأت الدنيا ضجيجاً بعد أن انتهجت إدارة نادي التعاون أسلوباً جديداً فريداً من نوعه في عالم الإدارة الرياضية؛ حيث سلكت الإدارة الجديدة لـ ''سكري القصيم'' مسلكاً عسكرياً في التعاطي مع شؤون النادي وشجون جماهيره، أقول مجازا إن قائد ''المجلس العسكري'' محمد القاسم يشن حملة صاروخية على رئيس نادي نجران تارة، ورابطة دوري المحترفين تارة أخرى! على الجانب الآخر من الجبهة (التعاونية) يخوض معاون القائد طارق العيدان حرب رسائل نصية مع رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم عمر المهنا!، ولا انعكاسات إيجابية تذكر على حال الفريق الأصفر ما عدا إيجابية واحدة: رئيس التعاون ونائبه كسرا الرقم القياسي المسجل للظهور على وسائل الإعلام المحلية والإقليمية خلال فترة قياسية، هذا إذا ما اعتبرنا الظهور الإعلامي المكثف ظاهرة إيجابية.
آخر فنجان
تتم صناعة نجوم الرياضة العالمية في الملاعب والأكاديميات، فيما تتم صناعة نجوم الرياضة الخليجية في مجالس الإدارات!