المكيون يتسابقون لإطعام الحجاج.. وضيوف الرحمن يفضلون «الكبسة»

المكيون يتسابقون لإطعام الحجاج.. وضيوف الرحمن يفضلون «الكبسة»

يتسابق أهل مكة المكرمة على تقديم الخير لضيوف الرحمن يشاطرهم الميسورون من المناطق الأخرى.. فالكل يجتهد قدر إمكانه، منهم ببدنه متطوعا للإرشاد والمساعدة، ومنهم بماله بإطعام الحجيج من أجود أنواع الوجبات والتمور، ومنهم متطوع بعلمه لشرح مناسك الحج والعمرة للحجاج..
''الاقتصادية'' رصدت خلال جولة ميدانية اصطفاف المئات من الحجاج أمام المكتب التعاوني بحي المنصور للحصول على وجبة الغداء، حيث أسهم 22 شاباً في تنظيم صفوف الرجال وفصلها عن صفوف النساء. يقول علي - أحد هؤلاء الشباب: أشارك مع زملائي في تقديم الوجبات للحجاج ونقدم لهم في الصباح الباكر كوب حليب أو شاي حسب طلب الحاج، إضافة إلى وجبة الإفطار، ونبدأ بعد صلاة الفجر.. وأنا من سكان الحي وأحببت أن أشارك بعد أن أصبح الحي مليئا بالحجاج.. كذلك نقوم بمساعدتهم وإرشادهم لمواقع معينة في مكة المكرمة يريدون إتيانها.
ويبين عبد المنعم بكر، مدير المكتب التعاوني للتوعية والإرشاد بحي المنصور بمكة المكرمة، أن هناك وجبات متنوعة منها المطبوخة ومنها الوجبات الجافة، إضافة إلى التمور والعصائر تقدم لضيوف الرحمن منذ قدومهم، حيث يعمل 22 شابا سعوديا ضمن فريق عمل يبدأون قبل الوجبة في تجهيز الموائد للحجاج الساكنين بمقربة من مقر المكتب التعاوني والمارين بالطرقات والمتجهين إلى الحرم المكي الشريف، حيث تقدم وجبة الإفطار مع أكواب الحليب والشاي. ووجبات الغداء عبارة عن وجبات مطبوخة ومغلفة تكفي الوجبة لحاج تتضمن الماء أيضا، كذلك يتم تقديم وجبات العشاء عبارة عن وجبات موائد ''سفر'' يتم تجهيزها لدى أحد المطابخ يوميا، حيث يتم ذبح خروفين للعشاء. وحول أعداد ما يتم تقديمه يوميا قال إن وجبة الإفطار تشمل ثلاثة آلاف وجبة، وفي الغداء 3500 وجبة والعشاء كذلك، هذا بخلاف ما يقدم من وجبات جافة وتمور وعصائر.
وحول الأنشطة الأخرى التي تقدم ضمن البرنامج، قال عبد المنعم، يوجد لدى المكتب التعاوني ما يعرف بالمركاز، وهو ركن يستضاف فيه الحجاج بعد الصلوات، حيث يتم الترحيب بهم وتوجيههم وتقديم المشورة لهم، كذلك توعية وإرشاد ديني لهؤلاء الضيوف يستمر العمل حتى 20 من شهر ذي الحجة. وقال إنه تم دعم جهود المكتب التعاوني بوجبات خيرية من فاعلي الخير حتى من خارج مكة المكرمة؛ ومن ذلك تلقينا مقطورة كبيرة محملة بالتمور لتقديمها للحجاج، إضافة إلى التزام أحد الفاعلين أيضا بتقديم وجبات متنوعة منذ دخول موسم الحج.
وفي مواقع أخرى رصدت ''الاقتصادية'' إقبال الحجاج على الوجبات والإطعام الخيري.. يقول أحمد - أحد المنسقين: إن الحجاج يرغبون في تذوق الوجبات المطبوخة أكثر من الوجبات الجافة لكونها وجبات غريبة عليهم ولم يسبق لهم أن تذوقوها في أوطانهم؛ مثل الكبسة السعودية والدجاج المضغوط واللحم المشوي والمدفون، ضمن الموائد ''السفر''، يشاركنا في ذلك الأبناء والأصدقاء، وسوف يستمر عملنا حتى يوم صعود الحجاج إلى منى يوم التروية بعد أن قدمنا خلال الأيام الماضية ما يمكننا أن نقدمه لضيوف الرحمن.. كذلك نعمل على توفير الماء البارد على مدار 24 ساعة خصوصا بعد الصلوات حيث يمتلئ المسجد المجاور لنا بالحجاج.. كما تمتلئ أيضا الطرقات المحيطة بالمصلين نظرا لكثافة أعدادهم.

الأكثر قراءة