سوق الخميس في «عقلة ابن طوالة» .. أنشأه الأهالي وأهملته «البلدية»

اشتهرت القرى والهجر منذ القدم بإقامة الأسواق التجارية المتنقلة في أماكن التجمعات للحاضرة والبادية، من أجل أن يقضي المواطنون والمقيمون مستلزماتهم من المواد الغذائية الاستهلاكية والملابس والأثاث المنزلي وغيرها من متطلبات الحياة دون الحاجة إلى تكبد عناء السفر للمدن، ويعد سوق الخميس في عقلة ابن طوالة (شرق حائل 130 كيلو مترا) من أكبر الأسواق الشعبية في المنطقة الوسطى، وأشهرها سمعة لا سيما أن عمره الزمنى يفوق 25 عاما ويقام يوم الخميس من كل أسبوع ويقصده الباعة وكذلك المتسوقون من كل مناطق المملكة والدول الخليجية.

وتجتمع في السوق مجموعة كبيرة من الباعة الجوالة من مختلف مناطق السعودية، وكذلك من دول الخليج والدول العربية المجاورة في موقع السوق وذلك في يوم واحد من كل أسبوع وهو الخميس، لعرض مبيعاتهم المتنوعة من المواد الغذائية والمنتجات الزراعية من تمور وخضراوات وفاكهة ومنتجات شعبية من أقط وسمن وألبان وملابس وفرش وموكيت وغيرها، وجرت العادة أن يرتبط اسم السوق باسم القرية أو الهجرة التي يقام فيها، أو اليوم الذي يقام فيه الحراك التجاري مثل (سوق الخميس وسوق الجمعة)، ما يكون عاملا مساعدا على جذب هذه الأسواق المتنقلة الكثير من المتسوقين من خارج القرى والهجر التي تقام فيها.

#2#

واكتسب سوق الخميس في عقلة ابن طوالة بسبب موقعه الاستراتيجي وسط المملكة، والمتوسط بين منطقتي القصيم وحائل والمدينة المنورة، شهرة واسعة حيث يعد الأفضل تصنيفا بين الأسواق الشعبية الأسبوعية المماثلة، من حيث الأقدمية وارتياد الباعة له، وكذلك الإقبال من قبل المتسوقين من مختلف المناطق وبما يحويه من مستلزمات ومعروضات تلامس حاجة المستهلك، إضافة لتجهيزات مكان السوق من قبل أهالي القرية.

وقام أهالي القرية ببناء أكثر من 150 محلا مجهزا من الكهرباء والماء، ليضع فيها البائع بضاعته وتقيه برودة وحرارة الجو والأمطار، وكذلك 111 مظلة من الخرسانة إضافة مسجد يتسع لأكثر من 75 مصليا.

وقال عبد العزيز بن خلف الطوالة القائم على السوق: ''إن السوق تم إنشاؤها قبل أكثر من 25 عاما بجهود ذاتية من أهالي القرية، حيث تم بناء المحال وتجهيزها للبائع''، مضيفا: ''نحن إخوان عدة نقوم بالمحافظة على السوق والتواجد بشكل مستمر أسبوعيا لراحة مرتاديه، وتوفير ما يحتاجونه''.

وقام الطوالة وإخوانه بإنارة السوق وسفلتة شوارعه على حسابهم الخاص خدمة للأهالي وكذلك مرتاديه، مشيرا إلى أن السوق تعد من أشهر الأسواق على مستوى المملكة، لكن رواده يعانون عدم الاهتمام به من قِبَل البلدية، إذ إن من يقوم على نظافته بعد الانتهاء من السوق الأهالي فيجلبون عمالة على حسابهم الخاص لتنظيفه.

وتحتوي السوق على جميع ما يحتاج إليه المستهلك من ملابس ومواد غذائية وخضراوات وفاكهة وتمور ومبيعات شعبية وأغنام وإبل وطيور، فيما أكسب ''حراج الصقور'' السوق شهرة واسعة بين الصقارة على مستوى السعودية وكذلك الخليج، حيث يتوافد الصقارة على هذا الحراج للبيع أو الشراء وعرض جميع أصناف الصقور.

وقال وليد الميمان أحد الصقارة في حائل: ''إن حراج الصقور في عقلة بن طوالة من أفضل الأسواق على مستوى السعودية، فنحن اعتدنا المجيء إلى السوق، ويقصدها الصقارة من مختلف مناطق المملكة، ويتم فيها البيع والشراء لجميع أصناف الطيور''.

وأضاف: ''إن هذا الحراج عرفته منذ استهويت الصقارة قبل أكثر من 18 عاما وما زال من الأسواق الأفضل في المملكة، ولم تغب المأكولات الشعبية عن هذه السوق فالسمن البري والإقط واللبن والبهارات الشعبية من أكثر المبيعات طلبا خلاف عدد من المبيعات الشعبية والأدوية''.

واكتسحت المنتجات الشامية كالملابس والفراء والمشالح والجاكيتات والحلويات والدلال والأباريق والقطايف والفرش سوق الخميس، حيث يرتاده عدد من الباعة الجوالة القادمون من بلاد الشام والأردن لعرض مبيعاتهم التي تحويها سياراتهم، وأبان ماهر الحسن أن سوق عقلة ابن طواله أنه يرتاد السوق منذ 6 سنوات تقريبا، وقال: ''أنا بائع متجول بين بعض مناطق المملكة في الشمال والمنطقة الوسطى إلا أنني أحرص على التواجد بشكل مستمر كل خميس في هذا المكان، لأن السوق تعد من أفضل الأسواق الشعبية حركة شرائية''.

ولم يُخفِ عمر النوالي أحد مرتادي السوق من دولة الأردن إعجابه بالسوق وقال: ''إنني أبيع فيه بعض أشجار الحمضيات والزينة وأرتاد السوق منذ شهر فقط، وقد نصحني به أحد زملائي في الأردن ولله الحمد وجدت إقبالا من الزوار على شراء الأشجار''.

وأخذت المنتجات اليمنية من القهوة والبهارات مكانها في السوق، حيث يعرضها يمنيون يجولون الأسواق الشعبية في السعودية لعرض منتجاتهم.

وفتحت الحركة الكبيرة على السوق منافذ بيع لعدد كبير من العمالة الوافدة، التي استغلت هذا التجمع بفتح بوفيهات اتخذت من المحال المجهزة مكانا لها، وتقوم بتجهيز الأطعمة والوجبات السريعة والمشروبات الساخنة وبيعها لمرتادي السوق مفتقدة الرقابة الصحية من قِبَل البلدية.

وخُصص جزء كبير من السوق لبيع وشراء الماشية بمختلف أنواعها من النعيمي والنجدي والمعز وكذلك سوق للإبل، التي تعد الأكبر على مستوى المنطقة الوسطى وسوقا كبيرا للأعلاف بمختلف أنواعها، وخصص في السوق ركن لبيع أنواع الطيور والزواحف والدجاج يكتظ به المهتمون بمثل هذه الطيور والزواحف.