بدأت ثقافة المقاطعة تنتشر في السعودية مع ثورة الاتصالات و التقنية ,وازدهرت مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة, ومواقع التواصل الاجتماعية في اوساط المجتمع السعودي الذي يمثل الشباب به 60% من المجتمع.
اتذكر ان لم تخونني الذاكرة أن أول حملة مقاطعة فعلية في السعودية ,كانت موجهه الى أحد وكلاء السيارات,تلاها مقاطعة لأحد شركات الالبان ,تلاها مقاطعه للدجاج ,واعتقد ان هذه الحملات سوف تستمر أن لم تعمل الجهات الرقابية والاختصاصية بشكل فعال وسريع,فالمواطن اصبح هو من يفرض العقوبات بهذا المقاطعة ,وبالذات عندما يكون المنتج محلي الصنع ,وتاريخ صلاحيته قصير ,فهذه العوامل تساعد في اظهار تأثير نتائج المقاطعة بشكل سريع.
على قناة البي بي سي العربية كان هنالك تقرير حول ازمة الدجاج وحملة المقاطعة في السعودية ,وقد علقت حول حملة المقاطعة للدواجن انها اختيارية في الوقت الراهن ,ولكن اخشى ان تكون إجبارية في المستقبل بسبب الارتفاعات المتتالية للمواد الغذائية رغم الدعم الحكومي لها,إلا ان الدكتور القدير انور عشقي انتقد حملات المقاطعة معللاً ذلك بأنها تضر بالاقتصاد السعودي,وتلحق الضرر بالمستثمر الصغير ,وتفقد المملكة السيادة في المنطقة في انتاج الدواجن.
وجهة نظر الدكتور عشقي منطقية ومقبولة لو كانت مشاريع الدواجن لا تدعم من قبل الدولة ,لكن هي في الوقت الراهن مدعومة , وللأسف هذا الدعم لا ينعكس على المستهلك الذي هو في المعني به في الاساس,كما أن الاقتصاد السعودي يملك وفرة مالية ضخمه,وهذا يعني أن الدولة ليست بحاجة لسيولة نقدية من المواطن ,بل الدولة تبحث عن مجالات اخرى للاستثمارات لتشغيل هذا الاحتياطي المالي به ,والاهم من ذلك هو أن السيادة الاقتصادية في المنطقة لا يمكن ان تكون على تحميل المواطن أعباء مالية إضافية قد تحرم شريحة كبيرة من المجتمع من شراء سلعها الاساسية مثل الدجاج ,والمواطن لن يضر الاقتصاد المحلي بالمقاطعة الاختيارية ,والسبب باختصار أن الاسعار ترتفع بشكل مستمر ودخله المواطن الشهري ثابت,وهذا يعني ام المواطن سوف يمتنع عن الشراء مرغماً لعدم مقدرته مالياً اذا استمرت هذه الارتفاعات في الاسعار.
حملات المقاطعة هي وسيلة سلمية لمنع التجار من التلاعب بالأسعار,والذين هم في الاساس يتلقون دعم مالي وتسهيلات اخر من قبل الدولة ,لكن الجشع اصبح صفة تلازم البعض منهم في تجارته,كما أن المقاطعة دليل على الترابط والإخاء بين افراد الشعب السعودي,فالمشاركين في المقاطعة ليس جميعهم فقراء,لكن هم يشعرون بمعاناة الآخرين,وهي كما ذكرت الوسيلة الوحيدة المتاحة للشعب الان لكبح جشع بعض التجار في ظل غياب وتقصير بعض الجهات الرقابية والاختصاصية الرسمية. همسة اخيره : احد فوائد المقاطعة انها تعيد تنظيم سلوك المواطن في الشراء ,, لذلك دمتم مقاطعين للجشعين.
