صعبة قوية
صعبة قوية ليلة الخميس الماضي فقد ألقت بـ"هَمٍّ وحسرة" على الهلاليين في وقت كان الجميع ينتظر بـ"نشوة وثقة" اكتساح نجوم الكتيبة الزرقاء الفريق الكوري في ملعب "الفأل" الهلالي بوسط الملز، ولكن النتيجة أتت عكس المتوقع تماماً، فارتبك الموج الأزرق وانفرط "عقده الفني" في مهزلة تاريخية شوهت صورة الزعيم وجعلت الكثير يجدها "متنفساً للتندر والسخرية".
ولأن العقل مقدم على العاطفة لمن يريد أن "يمضي في طريق النجاح" ويستمر في توهجه فيجب على "العقلاء" ومن بيدهم زمام الأمر أن يراجعوا ما حدث بحثاً عن الخلل ومكامن الضعف"، فليست نهاية المطاف الخسارة وإن كانت مؤلمة جداً وقاسية في توقيتها، فجراح تلك الليلة زادتها "بعض الجماهير" بتكريسها معنى "العُقدة" وهي تردد صعبة قوية على مسامع لاعبيها وكأنها تقول: "بيدي لا بيد عمرو"، فلماذا الانكسار؟ ومتى كان الهلال ينحني سريعاً؟ مَنْ أضعف الروح لدى لاعبيه؟ ومَنْ كرَّس الاتكال؟ فمَنْ شاهدناهم كانوا "أشباحاً" لم نرَ لهم حقيقة ظاهرة تقنعنا بوجودهم، فكأن الحياة "قد توقفت" في عروقهم وسلبت منهم "الإرادة"، ويجب على الإدارة الاعتراف بتقصيرها وأنها لم "تقدر الكيان" كما يجب، فأين كانت ليلة المباراة وهي التي ملأت الدنيا ضجيجاً في كوريا بسبب ما تعتقد أنه تقصير من "السفارة السعودية" هناك، بينما تركت هي الفريق الذي يجب عليها القتال والدفاع عنه والوقوف بجانبه في أهم منعطف آسيوي؛ خصوصاً أنها ترى "العميد والراقي" قد عبرا بقوة إلى نصف النهائي، فكان حري بها الحرص والتفاني لتحفيز المجموعة والبقاء بجانبها، لكن بكل ألم وحرقة، لقد فسدت القصيدة يا سمو الأمير وتناثرت كلماتها تذروها الرياح، فهل من وقفة صادقة تعيد جمال السجع والمعنى والرصانة إلى قصيدة الزعيم؟
- عقد الفريدي أصبح منعطفا خطيرا ومنزلقا قد يهوي بالبيت الهلالي إلى مكان سحيق فالمحافظة على النجوم أبناء النادي أهم من عقود الاستثمار الفاشلة التي لم ينجح منها سوى صفقة نيفز أما البقية فلا طعم ولا رائحة سوى ورطة عقد هرماش التي أفقدت الفريق توازنه في المحور الدفاعي وخسر أهم مراكز القوة بعد رحيل رادوي القسري وضياع خالد عزيز تحت وطأة نيران صديقة.
- لم نعتد رؤية جماهير الهلال بتلك الصورة فالعهد بهم أنهم جماهير وفاء وصبر وعزيمة أما أن يستعيروا سياط الإخوة الأعداء ليجلدوا بها ظهر عشقهم فتلك قاصمة الظهر وإن كان مَنْ فعل ذلك قلة من محبي الزعيم ولكن العبرة بالفعل لا بكثرة فاعليه.
- دفع الهلاليون ثمن تأخر تعاقداتهم وانسجام الفريق مع مدربه الجديد الثمن غالياً ولكنه أي ثمن! طارت آسيا بعد أن كانت أقرب من أي وقت مضى.
متفرقات
روح فيكتور: الروح التي ظهر عليها فيكتور أمام الفريق الإيراني تحكي شيئا من سر التميز الأهلاوي وتعطي تفسيراً لثقة الجماهير في لاعبها الكبير وبما يبادله لاعبو الكتيبة الخضراء جماهيرهم من عطاء وتضحية أكسبت الفريق ثوباً من الانضباط والقوة.
مكاسب الاتحاد: فهد المولد وأحمد عسيري، إضافة إلى نايف هزازي كانوا أهم مفاتيح الفوز الكبير للنمور على الشمشون الصيني فشكراً لكانيدا على إتاحة الفرصة لهم وشكراً للأبطال على عطائهم، بيد أن المرتقب والمأمول مزيد من الأسماء الشابة حتى يستعيد النمر عافيته كاملة.
إعلام الفضائح: ليست كل القضايا من الممكن مناقشتها بشفافية وليست كل القضايا يمكن تعاطيها في الإعلام. هناك قضايا يجب أن تكون ملفاتها ذات خصوصية معينة وليس كل ما يُعلم يُقال وإلا فتحت الأبواب على مصراعيها لنبش وتحريك المجتمع الفضائحي وفقد الإعلام النزيه احترامه وتوازنه.
سنحلم يا ريكارد: هل سنرى بطلاً آسيويا من الفرق السعودية يعيد ابتسامة ووهج أمل يريد السيد ريكارد أن يطفئهما بعناده وكسله ويزيدنا غماً بغم حين يطالبنا بأن نعيش بلا أمل حتى يخلو له الجو فينام قرير العين هانئا. لا يا سيدي. فأحلامنا هي حياتنا ومستقبل إرادتنا فلن نتنازل عنها.
الخاتمة
رحم الله سالم الغامدي وأسكنه فسيح جناته وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله.