الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الجمعة, 19 ديسمبر 2025 | 28 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.27
(-0.84%) -0.07
مجموعة تداول السعودية القابضة151.8
(-1.56%) -2.40
الشركة التعاونية للتأمين115
(-1.71%) -2.00
شركة الخدمات التجارية العربية120.3
(-0.66%) -0.80
شركة دراية المالية5.41
(2.08%) 0.11
شركة اليمامة للحديد والصلب31.3
(-1.26%) -0.40
البنك العربي الوطني21.18
(-0.24%) -0.05
شركة موبي الصناعية11.2
(0.00%) 0.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.4
(-1.23%) -0.38
شركة إتحاد مصانع الأسلاك19.84
(-0.55%) -0.11
بنك البلاد24.77
(-0.72%) -0.18
شركة أملاك العالمية للتمويل11.33
(0.18%) 0.02
شركة المنجم للأغذية53.85
(0.19%) 0.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.58
(0.87%) 0.10
الشركة السعودية للصناعات الأساسية52.75
(0.67%) 0.35
شركة سابك للمغذيات الزراعية112.7
(1.62%) 1.80
شركة الحمادي القابضة27.58
(-2.75%) -0.78
شركة الوطنية للتأمين12.98
(-0.61%) -0.08
أرامكو السعودية23.65
(0.21%) 0.05
شركة الأميانت العربية السعودية16.37
(-0.12%) -0.02
البنك الأهلي السعودي37
(1.09%) 0.40
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات28.16
(-0.78%) -0.22

تعانق البيوت الشعبية النجرانية القديمة أو ما تسمى محليا ''الدروب''، السحاب بطولها الذي يصل إلى 30 مترا، فوق الجبال التي يتراوح ارتفاعها في منطقة نجران بين 900 و1800 متر.

ولم يعرف النجرانيون البيوت الحديثة إلا في السنوات الأخيرة، حيث احتضنت هذه الدروب الأسر منذ مئات السنين، ويصل عمر الدرب الواحد إلى أكثر من 200 سنة.

صاحب أحد الدروب المرممة حديثا واسمه عامر الصقور اصطحب ''وكالة الأنباء السعودية'' في جولة لدربه الواقع جنوب نجران، والمكون من ثمانية طوابق وسط البساتين ومزارع الفواكه والنخيل، حيث يقع الدرب على مساحة ترواح بين 20 و30 مترا عرضا أرضيا، ويبدأ في الصعود الهرمي حتى يصل إلى قمته التي يراوح طولها بين سبعة وعشرة أمتار، آخذاً في تدرجه الهرمي ما يضمن القوة والمتانة والصمود.

ويصنع الدرب من مادة الطين والتبن، حيث يخلط مع بعضه ويلبن، وهو مشابه لغالبية عناصر البيوت الطينية في السعودية، ويبدأ الدرب ببوابة صغيرة تقود إلى ممر علوي وغرفتين واحدة على اليمين والأخرى على اليسار وهي تخصص للمواشي والأغنام والأبقار. أما الطابق الأول فمقسم إلى ثلاث غرف كبيرة، وعادة ما يخصصها القاطنون للحبوب والأغذية القابلة للتخزين، ويتصل بدرج ضيق يتسع لشخص واحد إلى الدور الثاني، وهو مخصص لغرف الجلوس والنوم، وهذا الطابق والطوابق التي تليه تكون مزينة بنقوش وزخارف وألوان بحسب رغبة الساكن، وفي هذا الدور تسكن عائلة مكونة من ثلاثة إلى سبعة أشخاص، وتتسم غالبية الغرف بأنها مستطيلة الشكل، وملحق بها غرفة صغيرة للمطبخ والمنافع العامة.

ويسكن في الدرب أكثر من عائلة حيث يتسع لثلاث أو أربع وأحيانا خمس عائلا جملة واحدة، وكل عائلة يخصص لها دور، وكل ما كان الدور أعلى كانت المساحة أصغر، لذا غالب ما يسكن في الأدوار العلوية هم المتزوجون حديثا.

ويسير الشكل الهرمي متعدد الأدوار حتى يصل إلى العلية، وهي مكان كبير للعائلة وتتسم بمواصفات متميزة من حيث الشكل والسعة والثقوب في الجدران التي تتيح المراقبة على العالمين في الزروع والنخيل والمحاصيل وتدبير شؤون العائلة، وتزخرف العلية بقطع قماشية في السقوف أما النوافذ فهي على شكل مثلثات مصبوغة بالألوان الزرقاء والصفراء واللون الأخضر، والعلية مكان لاستقبال الضيوف وفيها موقد للنار، ومكان مفتوح أشبه بالبلكونة المطلة على مساحة واسعة من المنطقة.

عاش عامر الصقور في الدرب 10 سنوات، قبل أن ينتقل إلى المدينة والبيوت المسلحة، ويؤكد أنه يحن دائما إلى مسقط رأسه، والمكان الذي عاش فيه طفولته. ويرى أن الدرب مكان جميل للعيش فهو صحي وهواه نقي، ويسمح بتدفق الهواء الداخلي عبر النوافذ في كل دور، مبينا أن الدرب يكون باردا وقت الصيف ودافئا وقت الشتاء.

ولا تزال البيوت الطينية في نجران من أهم المعالم التاريخية التي تتميز بها منطقة نجران، وتتخذ البيوت الشعبية النجرانية طابعا معماريا متعدد الأشكال من حيث الشكل الخارجي، ويقول عامر: ''منها ما هو على شكل مستطيل بارتفاع شاهق ومنها على شكل خط رأسي مستقيم ويتكون هذا النوع من مجموعة من الطوابق تصل أحياناً إلى ثمانية وتسعة طوابق، وهذا التصميم كان شائعاً في القرون السابقة في منطقة نجران''.

وأوضح أن الدرب يُنفذ على عدة مرحل بدءا من تجميع الحجارة والطين التي توضع فيما يعرف باسم ''المدماك''، حيث تمتزج الحجارة مع الطين في إطار حجري على شكل مستطيل، وبعد الانتهاء منه يترك لمدة يوم حتى تجف، وذلك في موسم الصيف فقط، مضيفا أنه في فصل الشتاء يترك على مدى يومين أو ثلاثة أيام وبعد الانتهاء من البناء تتم عملية الصماخ وهي ما تعرف في الوقت الحاضر باسم التلييس للبناء من الأسفل، بينما يتكون سقف المنزل الطيني النجراني من خشب وجذوع وسعف النخيل وأشجار الأثل أو السدر.

وزاد: ''وبعد مرور 20 يوماً على إعداد الأحجار الطينية عبر المدماك والصماخ يبدأ العمل على إعداد القضاض وهو الجير الأبيض الذي يثبت أركان البيت ويزينها مع اللون الطيني، ليتم الانتهاء من بناء المنزل بالتلييس بالطين وعملية التعسيف وهي عملية الدرج. وعادة ما تجد الأبواب والنوافذ اهتماما من حيث النقش الخشبي والزخرفة الطينية والجبسية''، مفيدا أن البيوت الطينية لا تقتصر على البناء فحسب، بل يتم تجميلها وزخرفتها وإضفاء عنصر الجمال إليها للراحة النفسية، ومن الإضافات الدكة وهي خاصة لكبار السن ويوضع في جدار الغرف ما يسمى بالكوة وهي لوضع الكتب أو المصباح، ويعمل في طرف الغرفة ما يسمى بالصفيف لوضع الأكل فوقه ولحماية البيت من الملوحة الأرضية والمياه يوضع أنواع من الحجارة والطين تنشأ للبناء من خارجه.

وتحتضن منطقة نجران أكثر من 230 بيتا طينيا من أبرزها قصر العان، وقصر الإمارة التاريخي، الذي يعد من أبرز المعالم فيها لما يحويه من طراز معماري فريد في تصميمه الداخلي والخارجي.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية