الوطن في يوم عرسه التاريخي

تحتفي بلادنا بمناسبة اليوم الوطني، بكل ما تعنيه هذه المناسبة من مكونات روحية وتاريخية واجتماعية وثقافية، تكرست على مدى أكثر من ثمانية عقود، منذ معجزة التوحيد على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - يرحمه الله - وجهوده لإرساء دعائم الدولة وترسيخها بأسس النهضة الحديثة إلى انطلاق بلادنا نحو رحاب التنمية المستدامة بإنجازاتها على كافة الأصعدة لتحتل المملكة العربية السعودية بذلك موقع الصدارة في المنظومة العالمية، حتى أصبحت دولة من بين الدول العشرين الأكثر تقدماً اقتصاديا في العالم.
ومن المؤكد أن هذه المناسبة التي تحل علينا كل عام في مثل هذا اليوم، تمثل بذاتها دلالة رمزية مكثفة لمجد عظيم من تضحيات الأجداد والآباء في ظل قيادة حكيمة وتلاحم شعبي معها طوال هذه المسيرة المباركة، بات سجلها كنزا من الفخار في مقابلته التحديات بالعزم الجسور والإصرار الصلب والإرادة المبهرة والإيمان العميق، وذلك بتدبره وتأمله من شأنه أن يعمق فينا الإحساس في أن يكون الامتنان والتقدير لهذا المجد مترجماً من كل مواطن عملاً مخلصاً منذوراً للبذل بالحماس الوقاد حيثما كانت مواقعنا، مستهدفين الإتقان والجودة والنوعية ورفع الإنتاجية في جميع المجالات. فالتنمية لا تأخذ معناها إلا من الالتزام الأخلاقي في الممارسة والسلوك وإعلاء ثقافة العمل والحرص على المعرفة وبما يعبر فعلياً عن صدق الولاء لهذا الوطن والانتماء له، أي بالوعي الثاقب، ليس في أهمية وضرورة حراسة ما تم إنجازه من برامج ومشاريع التنمية، وإنما كذلك في المشاركة بإنجاز الجديد المبهر وبما يعزز الإنتاجية ويرتقي بها سواء في القطاعات الخدمية أو الإنتاجية. فالمكانة المتألقة لبلادنا التي نعتز بها اليوم تضع في أعناقنا أمانة أبعد من مواكبة التقدم الحضاري في أفضل معطياته إلى استشراف ما هو منتم للمستقبل بروح المنافسة لكي تظل تنميتنا في مسار الريادة والتقدم.
إننا نوقن أن أفق هذا التطلع والطموح هو إحساس أصيل عند كل مواطن، غير أن هذه المناسبة الوطنية الغالية تستدعيه على نحو أشد وأعمق، خصوصاً وحجم التحولات التنموية الشاملة المتوازنة بين المناطق قد انتقل ببلادنا إلى رخاء اقتصادي ونوعية من الحياة ومستوى من العيش الكريم، وبفيض من الإنجازات في مختلف القطاعات في أساسها التنمية البشرية علماً وتأهيلاً وعملاً وما يتمتع به اقتصادنا الوطني من متانة وقوة وزخم هائل لحراك الاستثمار وسوق العمل.. وكلها تحولات نوعية وجدت من قيادة هذه البلاد على الدوام الرعاية والعناية المبادرة إلى ما يحقق للمواطن أمنه واستقراره ورفاهيته، الأمر الذي يقتضي معه، ووطننا اليوم في عرسه التاريخي أن يكون تألقه الحاضر وهجا يلمع في الخافقين يضفي عليه في كل عام يمر كل مواطن غيور مزيدا من اللمعان أينما كان موقعه وحيثما كان عمله، فمن حبات النور كانت الشمس.. وشمس وطننا التي أشرقت في مثل هذا اليوم منذ عقود بجهود المؤسس والأجداد والآباء ينبغي أن ننذر لها نحن والأجيال القادمة طاقة توهجها لتضيء لنا وللعالم دروب المحبة والسلام .. وكل يوم وطني وأنت بخير أيها الوطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي