«طرق الرياض».. عين إلكترونية للحركة المرورية في العاصمة

«طرق الرياض».. عين إلكترونية للحركة المرورية في العاصمة
«طرق الرياض».. عين إلكترونية للحركة المرورية في العاصمة

لم يجد القائمون على حساب طرق الرياض (@Ruh_Rd) أي سبيل للتخلص من الزحام المروري الذي يخنق العاصمة بساكنيها كل يوم سوى أن يتكفلوا بمهمة التوعية حول حركة المرور على الطرق الرئيسة والفرعية في العاصمة متشاركين مع مجموعة ممن تسرق ساعات الزحمة منهم لحظات غالية من أعمارهم.

وقد وجد هذا الحساب على ''تويتر'' أرضية خصبة للنمو وخدمة سالكي الطريق، مدعوما بتفاعل 27 ألف متابع يزودونه أولا بأول بمستجدات الحركة المرورية على طرق الرياض، مدعومة في كثير من الأحيان بالصور، وبالتوقيت طبعا.

#2#

ويرسل مرتادو الطريق من متابعي الحساب حالة الحركة المرورية في الشارع الذي يسلكونه، موضحا بصورة إن أمكن، ليضعوا باقي متابعي الحساب بين خيار استخدام الطريق في حال كان سالكا أو استبداله بآخر في حال الازدحام.

وفي ذات السياق لا يغيب ''نظام ساهر'' عن المشهد فهو يحتل مساحة من تغريدات المشاركين الذين يرصدون سياراته وأماكنها قبل أن ترصدهم، وينشرون أماكنها سعيا منهم في منعه من مخالفة الآخرين في توجه إنساني بزعم المشاركين، ويقول البعض مبررا التنبيه عن سيارات ''ساهر'' رغم أنها وجدت أصلا لضبط الحركة المرورية: ''إذا كان الهدف من وجود سيارة ساهر هو تخفيف السرعة عند نقطة معينة بحسب ما يدعي القائمون على النظام، فالتنبيه عن وجود ساهر كفيل بتحقيق نفس الهدف''.

والحساب بعد استقطابه لعدد كبير من المتابعين تشعب في تقديم الخدمات التطوعية فأصبح ينشر صورا لسيارات متوقفة منذ زمن يعتقد أنها في الغالب مسروقة لتنبيه أصحابها من مستخدمي ''تويتر'' أو حتى معارفهم، كما ينشر بلاغات عن سرقة السيارات عند حدوثها في محاولة بحث جماعية تطوعية، ويخبر عن أماكن وقوع الحوادث، كما يتداول صورا تكشف عن تصرفات سلبية يرتكبها السائقون.

ورغم الطابع التطوعي للحساب إلا أن فكرته تستحق الاهتمام ليكون نواة لإدارة مرور إلكترونية تعنى بما يهم السائقين فعلا وهو الوصول إلى وجهاتهم بأقصر السبل.

ويعيب الحساب كثرة تغريداته التي تبدو مقبولة لدى البعض، نظرا لطبيعته التفاعلية، كما أنه يعيش مأزقا أخلاقيا في تعاطيه مع قضية ''ساهر'' فتبرير الكشف عن مواقعه يتداعى أمام حقيقة أن النظام خلق فرقا واضحا في السرعة على الطريق وتوقعه في كل مكان يساعد في تعزيز هذا الفرق.

كما يبرز عيب استخدام الهاتف للتصوير والتغريد عبر ''تويتر'' أثناء القيادة، وحول هذا يقول أحد المغردين: تضحية لا نقبلها مطلقا من المشاركين في الحساب أن يقوموا بتصوير الحركة المرورية من هواتفهم والتغريد أثناء القيادة حتى لو كان الطريق متوقفا، وأضاف: تغريدات المشاركين غالية علينا وتضحياتهم في سبيل خدمة الآخرين لا يمكن نسيانها، لكن حياتهم أغلى من كل هذا.

والزحام المروري هاجس ثقيل يعيش مع مرتادي الطريق قبل أن يعيشوه، يداهمهم ليلا ليرعبهم من ساعات الصباح الأولى التي تشهد كل شيء إلا ما يمكن أن يطلق عليه المرور، فلا شيء يمر إلا الدقائق الثقيلة التي تعلن اقتراب ساعة العمل أو الدراسة فيما لا يبدو في الأفق المليء بالسيارات أي انفراج أو بارقة أمل لحل جذري.

الأكثر قراءة