على نسق البرنامج الفضائي ''أكلة من كل بلد''، تخطى سكان حي ''قروى'' في الطائف حاجز اختلاف اللغة والجنسية في عيد الفطر المبارك، إذ حرصوا على ''لمّ شمّل'' جميع أهالي الحي من مختلف الجنسيات بالاجتماع على وليمة غداء تشتمل على أشهر المأكولات التي تتميز بها كل جنسية تقطن في الحي، وتستمر تلك الوليمة بصفة يومية على مدى أربعة أيام خلال العيد.
وتتضمن مائدة الغداء وجبات متنوعة من بلدان مختلفة منها السعودي والشامي والمصري والهندي واليمني والكويتي، مثل السليق والمرقوق والمشويات والكشري والحمام المحشي والمنتو والفرموزة والحلبة وسلطات الخضار والمعدوس والكبة اللبنية والمشوية ومطبق الزبيدي. وعلى الرغم من اختلاف الجنسيات إلا أن جميع سكان الحي حرصوا على الحضور والتعرف على عادات وأكلات جنسيات مختلفة، في جو لا يخلو من الود والمشاعر الصادقة من أجل تقوية الصلة والروابط بين سكان الحي، إضافة إلى أن هذا التجمع فرصة لتعويض المغتربين بعدهم عن أوطانهم وأهاليهم وذويهم خاصة في العيد، ما يخفف عنهم آلام الغربة.
وحول طريقة الاستعداد لهذا التجمع والفعاليات قال أحد المنظمين: ''يتم الاستعداد للتجمع منذ أواخر رمضان، بتجهيز المكان بالفرش، ووضع جهاز عرض مرئي لعرض المسابقات وبعض المحاضرات، ويتم إحضار بعض الألعاب النارية، وتوزيع الفعاليات والمسابقات المصاحبة في كل يوم، كما يتم اختيار أربع شخصيات في الحي ليمثل كل منها ضيف اليوم، أو ضيف الأمسية، فيقوم الحضور بمناقشته في موضوع يتم اختياره من المنظمين في جو بهيج من السمر والحكايات وتبادل الثقافة والخبرات''.
وعن الفكرة وبداية طرحها والتجاوب معها، قال عبد الله عليوي أحد كبار الحي: ''عندما تم طرح هذه الفكرة قام جميع القاطنين في الحي بتشجيعها ودعمها، إذ إنه من الجميل أن نرى هذا الحدث الذي يوطد العلاقات بين سكان الحي في عودة إلى الزمن الجميل الذي كان كل أهل الحي فيه أسرة واحدة، كما أنه يشيع جوا من الألفة والمحبة بين مختلف الجنسيات في الحي''، داعيا إلى تعميم الفكرة في جميع أحياء ومدن السعودية.
وأضاف: إنه في كل سنة يتم تطوير التجمع بأفكار جديدة تخدم مصلحة الحي وتخدم جميع القاطنين فيه.
وقال حمد عبد الله: ''يتم أيضا التجمع في فترة العصر لمناقشة بعض أمور الحي أو القيام بإحدى الفعاليات، وبعد صلاة المغرب يتم وضع وجبات خفيفة مثل: مقلقل وكبدة، إضافة إلى الاستعداد للعشاء، وبعد الانتهاء من العشاء قرابة الساعة العاشرة ليلا تتم مناقشة أحد كبار السن من الذين تم اختيارهم لمعرفة ما كان عليه العيد في الماضي، وبعدها تقوم المسابقات الدينية والعروض المرئية للكبار والصغار، ويتم توزيع الهدايا والعيديات على الأطفال''، مضيفا: إن مثل هذا التجمع يغرس في الصغار وجميع القاطنين من مختلف الجنسيات في الحي الألفة والمحبة فيما بينهم، ويذكرهم بحقوق الجار، متمنيا أن تقوم جميع الأحياء بمثل لهذا التجمع في جميع مناطق المملكة.
