النبات يرى ويسمع ويتكلم!

ألم يسبق لك أن مشيت بين الأشجار وانتابك شعور بأن هناك حواراً يدور فوق رأسك ومن خلفك مع كل حركة غصن وحفيف وكأنها تعلم بعضها بوجودك؟!
هذا ما كان يحدث "للأمير شارلز" الذي كان يقضي جزءاً من وقته في الحديث إلى النباتات والأشجار والاستماع إليها فقد تشاهده مستلقياً على الأرض للحديث والإنصات إلى نبتة ما عند زيارتك للقصر الملكي في جولة سياحية، هناك مَن يقول إنه كان يسألها عمّا حدث في غيابه مثلما كانت العرب تفعل قبل أن تسافر فتسلم الأشجار الحراسة وتسألها عمّا حدث في فترة غيابهم، فهل كانت الأشجار تسر لهم بذلك؟!
لقد أثبتت الدراسات على مر السنين أن هناك حواراً قائماً بين النباتات من الجنس نفسه ومن الأجناس الأخرى وبينها وبين البشر، لقد حيّر العلماء سلوك النباتات تجاه النباتات الأخرى فهي إما أن تسمح لها بالعيش وتهتم بها أو تقضي عليها وتعطل نموها ومن العجيب أن النبات يعرف أفراد فصيلته ويعاملها معاملة خاصّة فيحتويها ويساعدها ويعزف عن مساعدة الفصائل الأخرى، بل يسحب جذوره لمنع الغذاء عنها!
والسر يكمن في نشوء علاقات حب بين الفصائل المختلفة فتجد أن الطماطم تحب أن تنمو قرب الجزر، والجزر صديق البصل، فرائحة كل منهما تطرد الحشرات عن الآخر، ورائحة العنب تصبح أشد عطرا إذا جاور النرجس، بينما يموت إذا جاور الكرنب والحلبة، إذا فالنبات يحب ويكره ويغضب ويحقد ويتألم ويبكي من الحزن ويصرخ من الألم ويفرز مادة مسكنة تشبه الأسبرين؛ وقد ينتحر من الحزن هذا ما اكتشفه العالم المصري "صلاح زرد" فكيف تخرج كل هذه المشاعر من النباتات وينتقل شعورها للنباتات الأخرى وهي تبدو في منتهى السكون؟!
إنها تتحدث مثل البشر غير أن لغة البشر متطورة ولغة النبات ثابتة ولكنها متعدّدة، فهناك لغة حوار تدور عند تلامس الأغصان وأخرى عند تلامس الجذور، وعن طريق إفراز مواد كيماوية على سطح الورقة للتحاور مع الحشرات إما أن تجذبها أو تطردها حسب مصلحتها، أو ترسل رسائل تحذيرية للأشجار الأخرى بواسطة إطلاق روائح في الجو فتتجاوب معها، أما أعجب لغة للنبات فهو ما اكتُشف أخيرا في جامعة بريستول من سماع صوت طرقات إيقاعية صادرة من الجذور فبعد مراقبة نبات الشمر وجدوه يتحدث بلغتين عن طريق الروائح وطرقات الجذور التي نبّهت الفلفل لينمو بسرعة أدهشت العلماء قبل مهاجمة الحشرات له حتى بعد عزل ومنع لغة الروائح!
وقد تحدث عن هذه اللغة "ايد واجنر" وسمّاها موجات w وبلغت سرعتها متراًَ في الثانية ـــ ألم يسمع النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ حنين الجذع، فنزل من منبره وحضنه حتى هدأ وسكن؟
لقد سجّل عالم النبات باكستر مشاهداته في كتاب سمّاه "حياة النبات الغامضة" بعد أن قاس انفعالات النبات التي ثبت من خلالها أن بإمكان النباتات أن تقرأ الأفكار وتتنبأ بما سيحدث وتتذكّر الشخص الذي آذاها أو آذى غيرها من الحيوانات أمامها فقد سجّل الجهاز أعلى ذبذبة عندما مرّ بالقرب من النبتة (مساعد باكستر) الذي حرق أوراق نبات آخر وقام بإلقاء حيوانات حيّة في الماء المغلي أمامها فكيف شعرت به وقرأت أفكاره إن لم تكن تراه.. فهل ستثبت الأيام أن للنبات عيوناً من نوع خاص كما ثبت أنها تسمع وتتكلم وتشعر؟!
أما إذا أردتم أن تتحدثوا إلى شجرة فما عليكم سوى دخول هذا الموقع www.Talking-tree للتعرُّف على مشاعرها وتفاعلها مع ما يدور حولها والتي قاموا بتسجيلها ثم ترجمتها ووضعها على شبكات التواصل الاجتماعي!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي