السياحه في السعودية .. الكنز المفقود !!

السياحه في السعودية .. الكنز المفقود !!

لم تعد النظرة للسياحه في العالم تلك النظرة القاصرة التي تحجمها وتقلل من قدرها وتجعلها رافداً ثانوياً في دخل البلد , بل إن كثير من البلدان إعتمدت على صناعة السياحة حتى أصبحت الرافد الأول في البلاد والذي لايمكن الإستغناء عنه إطلاقاً ,وسعت الى تطوير معالمها وخدماتها السياحيه بشكل متسارع وسنت الكثير من الأنظمه والقوانين والتي من شأنها أن تسهل وتزيد من إقبال السياح عليها. والمتأمل للوضع السياحي في الخليج سيجد بان مدينه كـدبي تحتل طليعة الوجهات السياحيه"غير الدينيه"وبمسافه شاسعه عن نظيراتها من المدن الخليجيه الأخرى , فدبي جعلت من السياحه صناعة حقيقيه يمكن الإعتماد عليها , فخططت بإتقان ونفذت بدقه , وأصبحت أحد أهم وجهات السياحه في العالم , وصنعت لدولة الإمارات أسماً في هذه الأوساط. على النقيض تماماً نجد بلد كالسعوديه يمتلك كل مقومات السياحه وبإمتياز , بدءً بمساحتها الشاسعه ومروراً بتنوعها الثقافي والحضاري والجغرافي وإنتهاءً بإحتضانها للحرمين الشريفين وكثير من المزارات الدينيه الأخرى والتي تؤهلها لأن تكون في طليعة دول العالم سياحيا فكيف بعد كل هذه المميزات تأتي السعوديه من ضمن اللذين لم ينجحوا في جعل السياحه صناعة تغني البلد عن كثير من الموارد !! فإذا توجهت الى مكه أو المدينه على سبيل المثال ستتفاجأ بالفوضى المروريه الكبيره وضيق الشوارع وإزدحاهما وندرة مواقف السيارات وسوئها إن وجدت , كذلك قلة الفنادق وسوء خدماتها ونظافتها مقارنةً بأسعارها العاليه جداً ,وإذا كانت هذه الفوضى وسوء التخطيط والتنظيم بالحرمين وحولهما فكيف إذاً ببقية المناطق؟ بالتأكيد سيكون الإهتمام بها والتنظيم والترتيب أسوأ بكثير , إذاً كيف بمن إعتاد تنسيق رحلاته من بيته قبل خروجه من بيته أو بلده ؟ ففهي هذه الحاله سنعتذر منه نحن معشر السعوديين فخدماتنا السياحيه عوضاً على أنها "مش حالك" فهي لاتتناسب مع من يرتب جدوله وخططه قبل السفر , لذا سأقول له فقط أذهب للسعوديه و "ربك يحلها" !! و المحزن أن سوء التخطيط لم يقتصر أثره على السعوديه كبلد وأنه كان بالإمكان مضاعفة المردود المادي الكبير جراء السياحه الدينيه الى أضعاف مضاعفه , بل إمتد اثره الى كل مسلم على هذه الأرض , فأصبح تحديد أعداد المعتمرين والحجاج عائقاً كبيراً لكثير من المسلمين وحرمانهم من اداء فريضة الحج او العمره وزيارة بيت الله أو السلام على نبيهم , وإلا المانع من أن يحتضن الحرم المكي أعداد أضخم تصل 15 مليون حاج ومعتمر على سبيل المثال بدلاً من حصرها في مليونين فقط !! فالذي منع هو إجتماع سوء التخطيط مع التأخر في التنفيذ. وعلى الرغم من تردي الوضع السياحي في السعوديه إلا أن دخل السياحه على الرغم من كل تلك العوائق يعتبر جيداً نوعاً ما. ففي تقرير نشرته الصحف السعوديه ذكر بأن دخل السياحه السعوديه يتراوح مابين 27 الى 50 ملياردولار سنوياً , وتقرير اخر نشرته صحيفة القارديان أشار الى أن السعوديه تجني ما يقارب من 66 مليار ريال للعام الواحد جراء السياحه الدينيه, وكل تلك المبالغ تعتبرجيده بلا شك , لكن تخيلوا معي بأن سهولة السياحه بالسعوديه كسهولتها ومتعتها في دبي أو ماليزيا وغيرها من الدول الإسلاميه من جميع النواحي كالسكن والمواصلات والخدمات والترفيه والقوانين التي تحمي السياح , وتخيلوا أيضاً إضافة لكل تلك الترتيبات والإغراءات والقوانين بأن الحرمين الشريفين يستوعبون أضعاف ما يستوعبونه الان .. هل ستبقى السعوديه أسيرة النفط وحده !! هل سيبقى في السعوديه عاطل ؟ هل ستبقى السعوديه مجهوله لمعظم سكان الأرض ؟ هل و هل و هل ..! بل إنني أجزم أنه لو تم إستغلال السياحه عموماً والدينيه خصوصاً بشكل منظم ومخطط لربما إستغنت السعوديه عن بيع نصف إنتاجها الحالي من النفط !!
إنشرها

أضف تعليق