«شاحن» البشر!

هل هناك شاحنٌ للبشر؟ التاريخ يقول: نعم، هو عبارة عن حلقة صغيرة أو كرة من خشب أو زجاج أو عاج بحيث تكون خالية من الطاقة المغناطيسية، لا يتجاوز قطرها ثلاثة سنتيمترات تتدلى من خيط رفيع يحمل ألوان الطيف ولا يتعدّى طوله 30 سنتيمتراً تسمى "البندول"، استخدمه الفراعنة قبل آلاف السنين لتشخيص الأمراض وعلاجها، كما تبين ذلك من رسوماتهم، واقتبس منهم الفكرة ابن يونس المصري وصنع أول بندول لقياس الوقت وضبط الآلات, وفي القرن الـ 15 اُستخدم لإيجاد المعادن والتعدين، أما في القرن الـ 19 فقد اعتمد الأطباء في تشخيص مرضاهم على "الرقم الموجي" لكل شخص، والذي يُقاس بواسطة البندول، ويزعمون قدرته على ترجمة ما يصدر عن العقل الباطن على شكل حركة إما مع عقارب الساعة أو ضدّها، ويلعب شكل البندول دوراً في النتائج، له أكثر من 600 نوع أشهرها، البندول البسيط للمبتدئين، البندول الشاحن أو الوادج لعلاج السرطان والعدوى البكتيرية والفيروسية (يستخدم تحت إشراف متخصّص)، بندول التخاطر وإرسال الأفكار (الحلزوني)! بندول مير إيزيس للتشخيص يشبه لعبة (الفريرة القديمة)، في حرب فيتنام استخدمه جنود البحرية الأمريكية (المارينز) للعثور على الأسلحة، كما استخدمه العقيد بيرلي للكشف عن الألغام والأنفاق في الحرب العالمية الثانية. وعلمياً تعرف هذه الطريقة بـ "الراديسثيزا" التي عادت للظهور مجدّداً على السطح، ففي فرنسا يوجد شارع كامل لا يبيع أي شيء سوى البندول بأنواعه ومتعلقاته والكتب التي تحكي عنه!
ولا يقف استخدام هذه الطريقة على التشخيص والتعدين، بل تعداه إلى كشف الكذب حتى مع عدم وجود الشخص، فيكفي خط يده أو شيء من أثره أو صورته لمعرفة صدقه من كذبه، كما يمكن تشخيص المريض عن بُعد حتى في عدم وجود أثر منه بمجرد تخيُّل صورته!
كما يزعمون إمكانية إقناع شخص ولو عن بُعد بترك عادة سيئة مثل التدخين، وهذا سلاح من حدين قد نستفيد منه بالتأثير في أبنائنا بترك عاداتهم السيئة دون علمهم ودون إلحاح منا يولّد عنادهم وفي الوقت نفسه قد تستخدم هذه الطريقة للدخول إلى عقول البشر والسيطرة عليهم بإرسال أفكار معينة إلى عقلهم الباطن كنوع من أنواع غسيل المخ!
أما أغرب وأطرف ما قيل عن هذه الطريقة هو إمكانية استخدامها في تخفيف الوزن بقدرتها على اختيار طعامك أو زيادة معدل الحرق في جسمك بعد رسم دائرة وقطرين متعامدين لها ووضع البندول فوق نقطة المركز وكتابة نسبة الحرق الواقعية لك في طرف والزيادة التي تريد في الطرف الآخر وحركة البندول كفيلة بزيادة طاقة الحرق لديك!
لذلك أثارت هذه الطريقة جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية، فهل حقاً تستطيع هذه الأداة البسيطة فعل كل هذه الخوارق؟ نحتاج إلى أدلة وبراهين من مستخدميها كي نؤمن بذلك. ويبقى الكثير مما يُقال عنها مجرد محاولات أو أساطير إلى أن يقرّها العلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي