4 ملاحظات لوزارة الشؤون الإسلامية
إشارة لما نشرته ''الاقتصادية'' بتاريخ 1/6/1433هـ تحت عنوان ''23 في المائة من المساجد فقط مدرج فى عقود الصيانة والنظافة ونقص الأئمة والخطباء يصل إلى 30 في المائة، ومطالبة بإنشاء معاهد لتدريبهم وإعادة تأهيلهم (تقرير للشؤون الإسلامية) عدم كفاية بند صيانة الجوامع والمساجد (أكثر من 61 ألفا ما بين جامع ومسجد ومصلى على مستوى المملكة). وأوضحت الوزارة أن هناك معوقات تواجهها، منها عدم اعتماد وظائف لأئمة ومؤذنين وخدم، والمطالبة بإنشاء معاهد تدريب الأئمة والخطباء، ويذكر أن عدد المساجد تجاوز 73 ألفا (وفقا لإحصائية وزارة التخطيط) وأن نقص الأئمة يقدر بـ 30478 ... إلخ.
حقيقة إن الحديث عن الجوامع والمساجد من الأهمية بمكان، حيث هي بيوت الله وأماكن العبادة ولها خصوصيات تتميز بها عن غيرها، وبحكم أنني مؤذن لأحد جوامع مدينة الرياض منذ أكثر من 15 سنة، أقول وبالله التوفيق:
- نقص الأئمة والمؤذنين بهذا العدد يستوجب الإعلان، فبلادنا - والحمد لله - لديها شباب متدين يتوق إلى القيام بمثل تلك الوظائف، يحتسبون الأمر لله قبل غيره باعتباره نوعا من العبادة ووسيلة للمحافظة على أداء الصلوات مع الجماعة، ولا سيما طلبة تحفيظ القرآن سواء فى مدارس التحفيظ أو الجمعيات الخيرية للتحفيظ، بل هناك متقاعدون يتمنون القيام بمثل تلك المهن الشريفة.
- التفاوت بين إجمالى عدد الجوامع والمساجد والمصليات، فيما أورده تقرير الوزارة وما أوردته وزارة التخطيط قد يتجاوز 12 ألفا، ما يلفت الانتباه ويدعو وزارة الشؤون الإسلامية إلى التحقق من العدد الصحيح لأنها المعنية بذلك.
- تقرير الوزارة يقول إن بند الصيانة المعتمد لا يغطي صيانة أكثر من 24 في المائة من الجوامع والمساجد، وهنا أقول والخافي أعظم، وهو أن تلك الجوامع والمساجد المحظوظة بالصيانة لا تجد الصيانة المفروضة؛ مجرد استبدال التالف من اللمبات فقط، أقول فقط، ومن المؤسف أن فرق الصيانة ربما لا تتجاوز الواحدة أو الاثنتين (في مدينة الرياض) بدليل أنك لا تكاد تراهم أكثر من مرة في الشهر والشهرين، هذا مع إلحاح الطلب، وعند الإلحاح لا تجد من يجيبك سوى عامل يصرف كل الأمور (لكنه كثيرا ما يدور بوش) وإن حضروا أصلحوا جزءا من التالف (المنتهية صلاحيته من المصابيح) والباقي غدا، أي بعد شهرين أو ثلاثة وهلم جرا، هذا الواقع ولو أرادت الوزارة أن تكون الصيانة كما ينبغي لبيوت الله ومن أجل صيانة كل الجوامع والمساجد، فعليها أن تولي أئمة الجوامع والمساجد ومؤذنيها تلك المهمة وتكون المحاسبة في نهاية كل شهر بموجب فواتير، ومن المؤكد أن الأمانة والصدق سيكونان ديدنهم، لأنهم في الأصل مؤتمنون، ولو أردت الحقيقة لقلت ولعدم سرعة التجاوب من مؤسسة الصيانة نحن الذين نصون جامعنا من حسابنا مرارا وتكرارا (من غير مراء) وأمثالنا كثير. بعد ذلك يبقى دور الوزارة في توفيرعمال للنظافة فقط من واقع قسم يشكل في الوزارة يعنى بالمتعاقدين (إدارة المتعاقدين).
- في نهاية التقرير أشير إلى المطالبة بإنشاء معاهد لتدريب الأئمة والخطباء، هنا أسأل: ممن تطلب الوزارة إنشاء المعاهد؟ فتلك من اختصاص وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومن يمنعها من ذلك؟ لا أحد.