لماذا تخون المرأة !!

كنت لا أصدق ما أسمع من حكايات عن هذه .. وتلك وعن هذا وذاك ، وأظل أفكر بالأسباب ومنظومة القيّم الإنسانية التي تسمح لضمائر البعض باتخاذ خليلة وتجاوز حدود الله والجرأة بالتشدقّ أمام الأصدقاء بعدد العشيقات وطابور المنتظرات .. متهاونين ومتهاونات بالعواقب!
ما تؤكده المعلومات والمصادر أنه يندر حدوث الخيانة من جهة المرأة ولكن ذلك لا يعني أنها لا تحصل، ويصعب فك لغز أسباب (الغش) لدى ذاك الكائن الإنفعالي الذي يمثّل الأمومة والعطاء والتضحيات أكثر من الرجل.

إلا أني سأستعرض بعض وجهات النظر علّ وعسى يتنبّه (آدم) لحوائه وتئوب حواء إلى الضلع الأعوج.. وتنمو الأميال خضراء في مروج القلوب قبل فوات الأوان . فأقول... أنها قد تخون لأنها تبحث عن التشويق وما يطرد الملل ورتابة الحياة. فالغش العاطفي لا يكون بسبب شعوري بحت بقدر مايكون من أجل الإثارة والمتعة. وقد تخون لأنها تفتقر إلى الاشباع العاطفي والحنان والاهتمام (وماأكثره بين رجال الفنيلة القطن والسروال الأبيض)!! فهي تريد منه الكثير وهو صامت كقطعة أثاث لا يحتويها ولا يقدّر احتياجاتها ولا يفتش إلا عن إرضاء نفسه !

أما إن كانت المرأة بطبعها إنتقامية فقد تخون لأن الرجل قد خان.. ويتفاخر بعلاقاته أمامها وأمام أقاربها ، فبعض الرجال كجدران القبور تهرب إليه المرأة عندما تضيق الدائرة حولها، ولست أعتقد أن المرأة تخون لمجرد الخيانة أو للقيام بذلك كردة فعل على ما يفعله الشريك بها ، وإنما تنزلق أحياناً إن تدنت عندها منظومة القيم الدينية في المقام الأول ثم الافتقار للتربية السليمة في الصغر، وقد يدفعها الفقر والحاجة إلى الخيانة رغبةَ في التكسب وهرباً من العوز، معايير الانضباط متفلتة وبالتالي إن ارتمى أحدهم في طريقها وتعرضت لإغراءات من رجل آخر فسيسُتغل الضعف والاحتياج ويغني قيس على ليلاه وتصفق هي له.

ومن الأسباب أيضاً خيبة الرجل في غرفة النوم، فالمرأة بطبيعتها تنحو إلى التغيير وتعشق التجديد تماماً كالرجال، وإن لم يتمكن الزوج من السير على هذا النهج والارتقاء درجةً درجة فإن البعض (من الخائنات) سيفتشن عنه في الخارج.

أما السبب الأهم والجوهري في نظري فهو الشعور يالاهمال وعدم اهتمام الشريك بها. فعندما سٌئلت بعض النساء عن سبب الخيانة ، أرجعن الأكبر إلى الشعور بعدم الجدوى والاهمال ، بل ويتجاوز الشريك ذلك أحياناً إلى الإذلال والمهانة أمام الأولاد ، وبالتالي فإن المرأة تفتش عمن يهتم بها ويعزز من مشاعر الجدوى والأهمية خارج إطار الزوجية.

كانت شيّم العرب الأصيلة تحرص على محارم الناس وتحمي أعراضهم والمرأة بطبعها أمّيل للعفة والإحتشام وأحرص على العلاقة الجنسية الطبيعية من الرجل. فكيف انقلبت الموازين وجاز للرجل الخوض في مستنقع الخيانة والتفاخر بأنه الشعرة التي تجيد التحرر من (العجين)!؟ معاذ الله أن أهادن في أمر الخيانة ، إلا أني (استنكر وأشجب وأدين) الثقافة المجتمعية التي تجيز للرجل الفعل وتعطيه آلاف الأعذار وكأنها حق أصيل من حقوقه، بينما تعتبر خيانة المرأة جرم فادح لا يغتفر !!

لذا أتوجه إلى بعض الرجال (هداهم الله) حرصاً على تفادي مسلسلات الألم وتدمير الحياة الأسرية، (أنت متهم كرجل شرقي بالتفلت والاهمال وارتكاب ماحرم الله ، قد يستر الله عليك وتمضي المقادير إمهالاً لك من العلي القدير، (فالفنيلة القطن والسروال الأبيض لا يعبرون بالضرورة عن النقاء !) فإن استيقظت من الدوامة كان خيراً لك، وإن فعلتها وكررتها وتفاخرت بها.. فالفساد سيسري إلى أهلك لأن المخالطة حتماً ستؤثر .. وسيهتك الله عورة هؤلاء جزاءاً وفاقاً وكما تدين تدان . "فالخيانة بالزنا كالدين إذا أقرضته.. كان الوفا من أهل بيتك فاعلم". فأنظروا إلى ما تفعلون .. والغرس الذي تروون والحرث الذي ستحصدون ) ..

وإن خانت المرأة بعد معرفة الأسباب فللرجل دورٌ كبير في أخطاءها ، فأتق الله فيما ستترك خلفك.. والأمر عائد إليك لتمنح السعادة والرضا لمن تحب. وبعدها لا عزاء للخائنين !

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي