يا أبتِ ... يا أبتي

نسمع بعضهم يقول: يا أبتي - بإثبات الياء في المنادى - وهذا فيه نظر عند كثيرين من اللغويين، والصواب عندهم يا أبتِ بحذف (الياء) لأنَّ (التاء) في "يا أبتِ" هي عِوَض من الياء المحذوفة في "يا أبي" ولا يجوز عند النحويين الجمع بين العِوَض والمُعَوَّض منه في كلمة واحدة؛ ونَصَّ بعض أصحاب المعاجم اللغويَّة على ذلك؛ جاء في المختار: "وقولهم: يا أَبَتِ افْعَلْ - جعلوا تاء التأنيث عوضاً عن ياء الإضافة، ويقال: (يا أبتِ) و(يا أبتَ) لغتان فمن فَتَحَ أراد النُّدْبة فحذف".
ويظهر لي أنَّ إثبات الياء له ما يُسَوِّغه؛ لأنَّ بعضهم يُشْبِعُ الكسرة في (يا أبتِ) أي يُشْبع التاء المكسورة فتنقلب ياء في النطق - فالأصل والتقعيد شيء، والاستعمال اللغويّ شيءٌ آخر، وفق بعض اللهجات أو اللغات أو الظواهر الصوتيَّة. ومثل ذلك إشباع الفتحة في (يا أبتَ) فبعضهم يقول: يا أَبَتَا، أو يا أَبَتَاه بإلحاق (هاء السّكْت) في الندبة - فلا ضَيْرَ في الاستعمال؛ إذ كيف نُحَجِّر واسعاً!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي