هذا الاسم لقبٌ على أحد علماء اللغة المشهورين صاحب المثلَّثات اللغويَّة المشهورة واسمه محمد بن المستنير، نحويٌّ، عالم بالأدب واللغة، من أهل البصرة. عاش في أواخر القرن الثاني الهجري وبداية الثالث الهجري، إذ مات سنة (206هـ) ويضبط (قُطْرُب) بضمِّ القاف وسكون الطاء، وضمّ الراء - كما في المعاجم اللغويَّة، ومعاني كلمة (قُطْرُب) كثيرة وغريبة فهو اللصُ الحاذِقُ، ونبات يَلْصقُ بمن يُمرّ به، والفارة، والذئب الأمعط، وذَكَر الغِيلان، وذُبابَة لا تفتر عن الحركة تضيء بالليل كأنها شُعْلَة، ومرض من أمراض الدماغ لا يستقرّ صاحبه في مضجعه، كأنَّه هذه الذبابة، والجاهل، والجبان والسَّفِيه، والمصروع، وصغار الكلاب، وصغار الجنّ والخفيف، وطائر. ينظر شرح ديباجة القاموس (فصل القاف، باب الباء)، والمعجم الوسيط، (القُطْرُب).

ولُقِّبَ محمد بن المستنير بهذا الاسم تشبيهاً له بالدُّويبة أو الذُّبابة التي لا تستريح نهارَها سَعْياً؛ لأنه كان يُبَكِّر إلى سيبويه، فكُلَّما فتح بابه وجَدَه فقال قولته المشهورة: “ما أنت إلاَّ قُطْرُبُ ليلٍ” إعجاباً بسعيه الحثيث على حلقات العلم. وفعله: (قَطْرَبَ) مجرَّد رباعي ومعناه: أَسْرَعَ، ويقال: تَقَطْرَبَ الرجل: حَرَّك رأسه في سرعة تَشَبُّهاً بالقُطْرُب، وهي الذُّبابة. وجمع (قُطْرُب): قطارِب.