غيرت المشاريع التنموية حول الحرم المكي الشريف خريطة الأسواق القديمة وأظهرت ملامح جديدة للتسوق في مكة المكرمة، ولم يبقَ من الأسواق القديمة الشعبية سوى "المسفلة" و"الهجلة" وأظهرت الأسواق الجديدة مستوى راقيا من الخدمة.
فيما أكد بعض سكان العاصمة المقدسة أن التغيير سُنة ومطلوب وستبقى هذه الأسواق عالقة في الأذهان.
وأوضح الدكتور محمد فاوتاي مدير صحة البيئة لـ"الاقتصادية" أن ارتباط ساكني مكة المكرمة وحتى زوارها بالأسواق الشعبية القديمة التي أزيلت كسوق الليل والجودرية، ارتباط تاريخي، وإذا "حافظنا على التراث لا بد من تقديم خدمة ومستوى يليق بالحاضر ولا يمكن التحجج بالتاريخ لهذه الأماكن ودليل على ذلك الأجيال القادمة ولا يهمّها الجانب التراثي ولا يمثل لها شيئا"، مضيفا أن هذه الأسواق الحديثة حول الحرم المكي الشريف ترتقي إلى مستوى عال من التميز في تقديم الخدمة ويتزامن ذلك مع عصر التقنية والجودة.
وقال فاوتاي إن الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف كانت في السابق عبارة عن مستودعات ومخازن تستخدم للتحضير والتجهيز للطعام وكان مستوى الخدمة الصحية متدنيا، فأزيلت هذه المواقع وقضي على كثير من المخالفات وتم احتواؤها والسيطرة عليها ومتابعتها من قبل صحة البيئة، مشيرا إلى أن "مواقع جبل عمر مخصصة ومهيأة مسبقاً للمطاعم وأخذ في عين الاعتبار المساحة ومصادر المياه والصرف الصحي، ومن الثمار الطيبة في المنطقة المركزية وجود مساحة للمطاعم والمعارض ونحن في صحة البيئة نراقب الخدمات بشكل ممتاز".
#2#
وبيّن هشام السيد رئيس لجنة الصناعية في غرفة مكة المكرمة أن هناك حاجة إلى إنشاء أسواق حول الحرم المكي، لا سيما بعد إزالة أسواق قديمة معروفة بسبب دخولها التوسعة المباركة، وكما أن الحجاج في زيادة مستمرة كل سنة، فإن هذا الكم الهائل الكبير يحتاج أسواقا لتلبية طلبات كل الحجاج والمعتمرين والمقيمين وأهل البلد، فلا بد إذا من توفير المشتريات وهذا خلاف ما يحمله الحاج والمعتمر من هدايا تذكارية من مكة المكرمة إلى بلده.
وأضاف السيد أن التوسعة المباركة في الآونة الأخيرة تتطلب التوسع والانتشار في المحال التجارية والأسواق، لذا من الضروري توفير الأسواق التي تخدم الحاج والمعتمر حتى لا يلجأ إلى التنقل من مكان إلى آخر واستخدام المواصلات إلى المحال البعيدة عنه ما يسبب المشقة ويزيد الازدحام للوصول إلى المكان المقصود الذي يقصده بغرض التسوق.
#3#
واعتبر حسن كنسارة عضو لجنة التجارة في غرفة مكة المكرمة أفضل خيار اتخذ "وهو إزالة الأسواق الشعبية التي كانت مليئة بالمطاعم الشعبية وكانت الخدمة سيئة جداً بالنسبة للمطاعم ولا توجد عليها رقابة في السابق.
أما الآن فهي أفضل بسبب التنظيم الجيد وتقديم الخدمة المتميزة في ظل الأسواق الحديثة"، لافتا إلى أن "أسواق التراث القديمة بالقرب من الحرم المكي ظل الشخص يستمتع بالتجول فيها، وافتقدنا هذا الآن، مثل تلك الأسواق كسوق المدعة حيث بها سوق العطور والبهارات والمشالح والأواني المنزلية، ولكن المصلحة العامة تقتضي إزالة هذه الأسواق الشعبية، حيث إن أعداد الحجاج والمعتمرين في ازدياد كبير.
وأضاف كنسارة: "حيث المشاريع التنموية في المنطقة المركزية أظهرت أسواقا في غاية الجمال في التصميم الهندسي وما وصل إليه من الطراز المعماري الحديث".
وذهب هيزع الشريف عمدة شِعب عامر إلى أن المشاريع التنموية أقيمت من أجل راحة زوار الحرم المكي الشريف، إذ كان في السابق يكثر الازدحام حول الأسواق الشعبية، مشيرا إلى أن من الأسواق الشعبية القديمة حول الحرم الشريف سوق المعلاة "الحلقة القديمة"، والجودرية، وخان الشروق والمدعة وبرحت القباني وأقدم وأقرب سوق "سوق الليل".
وأشار إلى أن هناك أسواقا شعبية منظمة في الهجلة والمسفلة وتعد من أقرب الأسواق حول الحرم المكي، كما أن هناك أسواقا جديدة مثل وقف الملك عبد العزيز، وشركة مكة للإنشاء والتعمير، وأسواق الصفوة.
ويذكر الشريف ومن معه من كبار السن المحال المشهورة في ذلك الوقت لكبار التجار من أصحاب المهن كالصاغة والملابس والعطارين وغيرها من المهن التراثية، إضافة إلى بائعي المأكولات الشعبية كالبليلة والزلابية والفول والترمس، وقد أزيلت مع تقدم الحضارة، ولكنها بقيت كمعلم لا يزال ماثلة في ذاكرة المكيين خاصة كبار السن.



