«الإماراتية» و«القطرية» في الحلبة السعودية

مع اقتراب موسم الإجازة السنوية تشتد معركة خفية بين الناقلات الذكية في الإقليم للتنافس في حصص مجزية من السوق السعودية. هذا التنافس مدفوع أولا بحجم الإنفاق المتوقع أن يدفعه السعوديون هذا الصيف لشراء تذاكر الطيران، التي تشير التقديرات إلى أنها في خانة المليارين من الدولارات. العامل الثاني يأتي من ضعف "الخطوط السعودية" في إدارة الحجز والمبيعات، حيث أدى ذلك إلى هدر متمثل في حجم السعة المقعدية الشاغرة رغم حجم الطلب الكبير. ولا تتوافر إحصاءات دقيقة عن هذه المشكلة، التي يعكسها مؤشر مهم في صناعة النقل الجوي هو نسبة عدد الركاب على كل رحلة إلى عدد مقاعد الرحلة، إلا أن مشاهدات كثير من زبائن "الخطوط السعودية" تشير إلى دهشة الركاب من كثرة المقاعد الشاغرة رغم أن الانطباع كان عكس ذلك.
توافق شهر رمضان المبارك مع الإجازة الصيفية يصب أيضا في تضخيم العائد لشركات الطيران، حيث يؤدي إلى رفع القدرة الشرائية من الزبون المندفع للسفر بسبب ضيق المساحة الزمنية المتاحة له للتمتع بإجازته السنوية.
في رأيي، فإن "طيران الإمارات" هي الأكثر فاعلية في التعامل مع سوق السفر السعودية لأسباب كثيرة أهمها احترافيتها في التعامل مع السوق السعودية من خلال تطبيق متواز لمنهجيات التسويق الجزئي والكلي. وتأتي عوامل أخرى كجودة الخدمة وكثرة المدن، التي تصلها من مطار دبي والقيم المضافة كقضاء يومين في دبي والتسوق وغيرها.
كذلك فإن خطوط طيران الإمارات تتقن إدارة الأزمات، التي تحقق لها تكبير العائد، لذلك فإنها ستحصل على حصة كبيرة هذه السنة من السوق السعودية، مقارنة بـ "الخطوط القطرية" رغم تفوق القطرية في جودة الخدمة. كما أن مجموعة من خطوط النقل العارض، خاصة الشركات الأوروبية ستجد في السوق السعودية مخرجا من الأزمة المالية الأوروبية، التي أثرت في عملياتها، خاصة أن النسبة الأكبر من السياحة الخارجية السعودية أصبحت تفضل تركيا وبعض دول أوروبا الجديدة.
فرصة "طيران الإمارات" و"القطرية" تكمن في رحلات العائلات السعودية لزيارة أبنائهم المبتعثين، خاصة في أمريكا الشمالية، حيث تمتلك الناقلتان وجهات متعددة تضمن خيارات أفضل. كما أن شركة ناس، وهي الناقل الخاص الوحيد في المملكة، عليها اغتنام هذا الموسم والتكامل مع صناع العطلات، خاصة أوروبا القريبة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي