ليلة «التحلية»
لنا غداً موعد مؤكد مع الإثارة والمتعة في ليلة جماهيرية ''ملكية'' يطمح من خلالها الأهلاوية إلى المحافظة على لقبهم وتأكيد عودتهم المستحقة إلى قنص البطولات، فيما يتوق النصراوية إلى معانقة الذهب مجدداً وإنعاش خزينة النادي التي انتشرت فيها خيوط العنكبوت بكأسٍ جديدة، كأس قد تعيد إلى ساحة المنافسة فارساً نجدياً ابتعد عن تسجيل البطولات باسمه منذ زمن بعيد.
فوز الأهلي بكأس الملك في نسخته الماضية بعد طول غياب عن تحقيق البطولات كانت له فوائد وثمار عديدة جناها ''الراقي'' كما جنتها كرة القدم السعودية، تتمثل في عودة الأهلي كما كان في سابق عهده منافساً شرساً ودائماً على البطولات، ودخول طرف جديد على خط المنافسة محلياً والتي انحصرت في السنوات الأخيرة في الهلال، الاتحاد والشباب، إضافة إلى مشاركة الأهلي في بطولة دوري أبطال آسيا وتسجيله نتائج وعروض جيدة كأحد ممثلي أندية المحترفين السعودية.
لو طبقنا ''الحالة الأهلاوية'' على النصر ولو تكرر مشهد ختام الموسم الماضي بفوز الأهلي على الاتحاد الأجهز فنياً وفاز النصر على الأهلي، فما الذي سيتغير في النصر؟ هل يمتلك النصر مقومات العودة أم أنها ستكون بطولة (مفردة) يتلوها سبات عميق؟ هل ما زال النصر يحتفظ بشخصية البطل أم أن ''الحقبة الغابرة'' من تاريخه قد خيمت على عقول لاعبيه وأصابتهم بـ''فوبيا المنصات''؟ لغة الواقع تقول إن الأهلي هو الأقرب إلى نيل الذهب، لكن لغة الواقع أحياناً لا تجد لنفسها مكاناً في عالم كرة القدم! ماذا لو فعلها النصر وفاز؟ هل ستلتئم التصدعات المنتشرة في جدار البيت النصراوي وتكون البطولة بلسماً لجروح جماهير ''العالمي'' الغائرة أم أن أطرافاً نصراوية ''شرفية'' ستعمل على استثمار البطولة وحالة الفرح لتستأثر لنفسها بمقعد أبرز وأوجه في ''الصالون'' النصراوي؟
أتمنى شخصياً فوز الأهلي بالكأس من أجل جماهيره التي استحقت الرقم واحد في المدرجات السعودية في الموسم الحالي ولشفاء مرارتها من خسارة كأس الدوري في عقر دارها في آخر جولة، كما أتمنى فوز النصر بالكأس لكي تعود ''جماهير الشمس'' إلى استنشاق هواء المنصة ''الملكية'' من جديد بعد أن جثمت الانتكاسات على أنفاسها أكثر من عقد من الزمن، والفيصل في أمنياتي هو عطاء الفريقين داخل الملعب.
أخيراً.. إن فاز النصر، أتمنى أن تصل ''كعكة الفوز'' إلى العريجاء ككتلة متماسكة وألا تتفتت بأيدي أعضاء شرف كثرتهم زي قلتهم!
آخر فنجان:
غداً، سيكون في الرياض منتصر وفي جدة مهزوم، أو سيكون في جدة منتصر وفي الرياض مهزوم، وسيبقى شارع ''التحلية''.. دوماً منتصرا!