المرأة والعمل والمتسوقات
أخبار سارة جدا نشرتها صحفنا اليومية بعناوين ''بعد حرمانهن من حافز والتوظيف في الشركات الوطنية سعوديات يقتحمن سوق العمل في الكاشير والأمن''، وذلك حينما اتجهت 30 فتاة للعمل في أحد المجمعات التجارية في الدمام المتخصصة في بيع المواد الغذائية والاستهلاكية وملابس الأطفال، وهؤلاء الـ 30 فتاة يعملن في مجالات شتى، وأعطين دورات ومحاضرات وورش عمل لمدة ثلاثة أسابيع لتأهيلهن للعمل. أما الثاني فهو عن توظيف 468 فتاة في محال بيع المستلزمات النسائية في تسع شركات وطنية، أما الثالث فعن أن جازان تحتضن أول تجربة لتوظيف فتياتها خارج المحال النسائية والراتب 3600 ريال يعملن كاشيرات وبائعات ومسؤولات أقسام في مركز تجاري لبيع المواد الغذائية، أما الخبر الأكثر سرورا فهو ما ذكرته بعض أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا عن انتشار البائعات في أسواق العثيم جوار الدائري الشرقي في الرياض، وأنهن وجدن الراحة والطمأنينة حينما يقضين لوازمهن من بائعات من جنسهن، وبدأن يتناسين تلك النظرات الذئبية التي يجدنها من بعض البائعين، بل ارتاحت آذانهن بعد أن نأت عن سماع تلك الكلمات التي تخدش الحياء، التي يسمعنها أحيانا من بعض البائعين أو الجائلين، بل ارتاحت أعينهن لانزواء تلك المناظر التي تشمئز من رؤيتها الأنفس لدى عرض الباعة البعض من الملابس الداخلية أمام الداخل والخارج، وما ذلك إلا من فضل ربي ومن ثم العزيمة والحرص على توفير كل ما يريح أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا، وتسمع وأنت أمام أي من البوابات الخارجات من النساء حامدات شاكرات لله، ثم لمن كان السبب في اقتراح أن تبيع المرأة إلى أختها، ومن تابع هذا من حين أن كان على الورق إلى أن أصبح حقيقة مشاهدة أمام الأعين، ومما سمعت وأنا جالس أمام البوابة أنتظر سمعت بعض تلك النساء الخارجات من المجمع يأملن بل يدعين الله أن ينطبق هذا الأمر على أسواق المجد المجاورة، وعلى كل الأسواق التي تخص النساء، وما ذلك على الله بعزيز، وحقيقة ما إن سمعت محادثاتهن إلا وهرعت مسرعا لأجول داخل أسواق المجد لأنظر إلى بضاعتها فوجدتها 100 في المائة تخص النساء والباعة رجال أغلبهم من جنسيتين (يمنية وبنغالية) واسعي العيون ما عدا البعض من المعارض، وهي قليلة، التي تفتح على الخارج ففيها ما يخص الجنسين وكثيرها يخص النساء وقليلها يخص الرجال، وإن كان أمر ذلك سيكون صعبا لأني أتوقع أن معظم البائعين فيه متستر عليهم (يمنيون وبنغالة)، ولقد تمنى البعض من المتسوقات أن يكون لدى بائعات الملابس الجاهزة التي تحتاج إلى أخذ القياس أن يكون لديها في المعرض مكان خاص بهذا الأمر لا يتجاوز المتر والنصف طولا بعرض المتر سهل التحريك يماثل ما يستخدم في المستشفيات كسواتر متحركة بدلا من خروج المتسوقات إلى غرف خاصة بذلك؛ وفي هذا راحة نفسية للمتسوقات بل أكثر أمانا واطمئنانا، والذي لا شك فيه أن عمل النساء في تلك المجالات فيه فوائد عدة؛ منها القضاء على البطالة النسائية، ومنها أن المرأة تتسوق بكل حرية وأمان، ومنها التخفيف من العمالة الأجنبية، وهذا ما نتمنى الخلاص منه، وبصراحة فإني أضم صوتي لتلك الأصوات التي سمعتها وأتمنى تلك الأمنيات التي تمنينها حبا في الحفاظ على شقيقاتي من كل ما يمسهن بسوء ولو كان الهواء، راجيا من الله ألا يرين بعد اليوم في أسواقهن ما ينغص عليهن تسوقهن وألا يسمعن ما يكرهن سماعه، وألا يرين ما يستقبحن النظر إليه بأعينهن أوما يكدرعليهن التسوق.