بشويش

ـــــ لن أدغدغ مشاعر جماهير نادي النصر بأحلام وأوهام وترهات كاذبة كما يفعل البعض، لن أكرر الأسطوانة المشروخة "عودة الكرة السعودية إلى المجد مرتبطة بصحوة فارس نجد"، ولن أدعي أنني ممن يهيمون بحب "العالمي"، بل سأقولها بصراحة وواقعية.. كل محبٍ لكرة القدم الجميلة سيصبح تلقائياً محباً للون رمال شبه الجزيرة العربية (الأصفر) ولون سمائها (الأزرق)، وأنا هنا أقصد "فارس نجد" بتاع زمان الذي كان مدججاً بالكبرياء والمجد، حينما كان النصر اسماً على مسمى.
ــــــ دخل النصر إلى الدور نصف النهائي من كأس خادم الحرمين الشريفين من الباب العريض بعد فوزه على الشباب بطل الدوري وأفضل فرق الموسم الحالي (رايح ـ جاي)، فتفجرت براكين الحب "الصفراء" في قلوب جماهير "العالمي"، تناسوا سنواتٍ عجاف مضت وكأن النصر الذي كان قبل عدة أسابيع (في خطر) قد عاد كما كان في سابق عهده (بمن حضر)!، قرعت الطبول، ضربت الدفوف، دوت الأنغام وراحت الأقلام "النصراوية" تتمايل على الورق فرحاً وتفرط في مدح فريقها مدحاً قد يقلب الفرح ترحاً، والأمل يأساً!. بين عشية وضحاها صار الكولومبي ماتورانا أفضل مدرب بنظرهم! وأبدوا رضاهم التام عن مستوى المحترفين، واتفقت غالبية الجماهير النصراوية على العودة إلى إطلاق لقب "كحيلان" على الرئيس الأمير فيصل بن تركي، علماً بأن الجماهير ذاتها ثارت على "كحيلان" أواخر العام الماضي مطالبةً بإبعاده وتسليم سلطاته إلى مجلس انتقالي لانتشال الفريق من ظروفه السيئة.. والسؤال هنا: ماذا لو فشل النصر في تخطي حاجز الفتح؟ هل ستستمر (حالة الحب) بين الجماهير والإدارة أم ماذا؟
ــــــــ على صعيدٍ آخر من الشأن النصراوي، حقق "العالمي" المركزين الثالث والخامس على التوالي في الموسمين الماضيين من دوري "زين" تحت إشراف إدارة "ابن تركي"، في الموسم الحالي، تعالت الأصوات النصراوية المطالبة بإبعاد "المشرف" عامر السلهام و"المدير" سلمان القريني محملةً إياهما مسؤولية تردي نتائج الفريق بسبب سوء اختيار المدرب والأجانب، ابتعد السلهام واستقال القريني وتسلمت "فرقة الإنقاذ" المشكلة بمعرفة العضو "الخالد" مسؤولية الفريق الأول، فما الذي تغير؟ تم استبدال الأجانب بمن هم أسوأ منهم وتراجع النصر أكثر وختم منافسات الدوري بالمركز السابع!. ما الفائدة التي جناها النصر من تدخل "الداعم" المنقذ؟.. لا أعلم.
ـــــ حين متابعتي لفرحة جماهير النصر العارمة بعد إقصاء الشباب والتأهل إلى دور الأربعة من كأس الأبطال، وجدتها كالرجل العقيم الذي رزقه الله سبحانه وتعالى بمولود بعد سنواتٍ من الانتظار، لم يحققوا البطولة بعد، لن تكفيهم فرحة عودة جزء من هيبة "العالمي" الغائبة.. من حق "جماهير الشمس" أن تفرح، وقبل الفرح، يجب على الجماهير أن تتذكر أن الفوز بالكأس هو السبيل الوحيد إلى بث روح النصر من جديد، وما عدا ذلك.. حمل كاذب!.

آخر فنجان:
في النصر فراغ عاطفة بعد رحيل "الرمز" أبو خالد، وفراغ نجومية بعد اعتزال "الأسطورة" ماجد.. من سيملأ الفراغ؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي