مقعد الدبل

وضعت نفسي في مأزق بعد أن قررت الكتابة عن المرحوم - بإذن الله - عبدالله خالد الدبل؛ قلمي ينحني، كلماتي تعجز، وسطوري لا ولن تفي هذا الراحل النبيل حقه وقدره. لا أعلم ماذا أقول عن القامة الشامخة والهامة العالية الذي أفنى حياته في خدمة مليكه ووطنه، خدم الدبل الرياضة السعودية بلا كللٍ ولا ملل، وضع وطنه في قلبه إلى أن توقف قلبه الكبير عن النبض وفاضت روحه إلى باريها وهو في مهمةٍ وطنية، فكان آخر مشهدٍ في حياته متشحاً بلون البيرق الأخضر، ومشعاً ببياض سيف الحق وكلمة التوحيد.
أكرم الله سبحانه وتعالى "العلم" عبدالله الدبل بمواصفات استثنائية، مكنته من نيل ثقة القيادة الرياضية المتمثلة في فقيد الرياضة العربية فيصل بن فهد بن عبدالعزيز بعد أن قدم الدبل عملاً لافتاً في نادي الاتفاق الذي حقق المركز الثالث من الدوري الممتاز خلال فترته الرئاسية، فكان أهلاً للثقة وخير ممثلٍ للمملكة في الاتحادات واللجان القارية والدولية، حيث أصبح الدبل في فترةٍ قياسية لم تتجاوز الثلاث سنوات رجل العلاقات الرياضية الدولية الأول في السعودية والقارة الآسيوية. وأمضى معظم فترات حياته في رحلاتٍ مكوكية ما بين زيوريخ السويسرية (مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم) وكوالالمبور الماليزية (مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم)، سعياً وراء ترجمة الثقة التي منحت إليه إلى منجزاتٍ ملموسة تسجل باسم وطنه، فكان من أبرز إنجازاته التي يصعب حصرها، تسجيل براءة اختراع "بطولة القارات" باسم السعودية، إضافة إلى لعبه دوراً مهماً ورئيساً في استضافة السعودية لنهائيات كأس العالم للشباب عام 1988. ولا يفوتني هنا أن أذكر وفقة الدبل المشرفة نحو الكويت حين تآمر الأمين العام السابق للاتحاد الآسيوي بيتر فيلبان وعصابته على الكويت مما أدى إلى اختلاق أزمة بين "فيفا" والاتحاد الكويتي لكرة القدم عام 1988، فكان لتدخل الدبل دور إيجابي في احتواء الأزمة نظراً لما يتمتع به من ثقلٍ دولي، وفق ما رواه لي النائب الأول لرئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سابقاً ورفيق درب الدبل، الكويتي أسد تقي.
حظي المرحوم عبدالله خالد الدبل بدعمٍ لا محدود من قادته، فقدم في المقابل عطاءً لا محدود، حُمّل بوافر كرم الفقيد فيصل بن فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه، وكان ذا خلقٍ كريم. رحل أبو خالد، وبقيت ذكراه خالدة خلود إنجازاته.
آخر فنجان:
أعطي عبدالله الدبل الثقة، فحصل على معقدٍ شرفي دائم مدى الحياة في "فيفا"، فيما نال آخرون القدر ذاته من الثقة.. ففرطوا بنصف معقدٍ آسيوي!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي