سفينة السلام اليابانية تصل جدة
وصلت إلى ميناء جدة الإسلامي أمس سفينة السلام اليابانية "Peace Boat" حاملة على متنها أكثر من 1000 شخص من اليابانيين والجنسيات الأخرى في إطار جولتها البحرية على عدد من دول العالم بهدف تعميق ثقافة السلام ونشرها بين شعوب العالم ، وتعد المملكة في مقدمة هذه الدول التي تتميز بأواصر صداقة وسلام قوية مع اليابان.
وقد أعد برنامج لزيارة السفينة بإشراف وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام استهل بكلمة ترحيبية ألقاها وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية السفير الدكتور يوسف بن طراد السعدون رحب خلالها بوفد سفينة السلام اليابانية على أرض المملكة ، مثنياً على دورها وأهدافها ورسالتها التي تقدمها لشعوب العالم في مجال السلام ونبذ الخلافات ، مشيداً بدور المملكة في تعميم ثقافة الحوار بين أتباع الأديان وإشاعة السلام ونبذ التفرقة.
#2#
ونوه السفير السعدون بضرورة تجسيد روح التواصل والانفتاح على الحضارات خلال مثل هذه الفعاليات والتجمعات ، منوها بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الحثيثة في نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات على المستوى المحلي والعربي والإقليمي والعالمي التي تميزت بالتمرحل من المحلية إلى العالمية أو الدولية مرورا بالإقليمية والعربية .
من جانبه أثنى وكيل وزارة الحج حاتم بن حسن قاضي على وصول سفينة السلام إلى المملكة ، مشيراً إلى أن المملكة ترفع راية السلام في جميع المحافل الدولية وتدعو إلى التعايش بين بني الإنسانية من خلال مواقف متعددة كمبادرة رائد السلام العالمي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - لحوار أتباع الأديان .
وأشار وكيل وزارة الحج إلى التشريع التربوي السلوكي في الإسلام لتوطيد ثقافة السلام في النفوس ، كما أبرز التقدم والتطور المستمر للخدمات التي تقدمها المملكة لحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على مر العصور والأزمنة ، مدللاً على ذلك بأنه قرابة 3 ملايين حاج وحاجة في كل عام يحجون بيت الله الحرام في جو تسوده السكينة والطمأنينة والفرح والسرور حيث تستقبل المملكة أكثر من 160 جنسية يقدمون من سائر أنحاء العالم في موسم الحج تتحول خلاله المشاعر المقدسة " منى وعرفات " إلى مدن مؤقتة متكاملة الخدمات وتوفر لقاصديها كل ما يحتاج إليه الإنسان في المدن الرئيسة والحضارية .
تخلل ذلك عرض لفلم مصور حول اهتمامات المملكة ورعايتها للحرمين الشريفين والخدمات التي تقدمها للمسلمين في كافة أنحاء العالم والاهتمام بقضاياهم المختلفة ، وفق النهج الذي تسير عليه في إقامة علاقات مثالية مع مختلف دول العالم .
بعد ذلك قدمت نبذة عن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية والتخصصات البحثية التي تشملها والمرافق والصروح العلمية المقامة عليها حيث تتربع على مساحة تقدر بـ 36 مليون متر مربع الواقعة في مدينة ثول ، وهي من أكبر المدن الجامعية على مستوى العالم .
ثم تطرق معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والأمين العام المكلف لمركز الملك عبد الله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافة في فينا الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للحوار بين أتباع الأديان والحضارات.
وأشار بن معمر إلى أن المملكة تعد ممرا تجاريا مهما على مر التاريخ والأزمنة وتكتنز العديد من الحضارات مثل مدائن صالح وغيرها من المعالم الحضارية التي تعانق التاريخ والتراث عن كثب ، وأكبر شرف للمملكة وجود الكعبة المشرفة على أرضها التي بناها نبي الله إبراهيم عليه السلام ويتوجه إليها قرابة المليار و 600 مليون مسلم في خمس صلوات مفروضة في اليوم والليلة فهي بذلك قلب العالم الإسلامي ، منوهاً بدور المملكة في إشاعة العدل والسلام ومكافحة الإرهاب وتعزيز دور المنظمات العالمية ، معتبرة في ذلك أن الحوار جزء من عقيدتها الإسلامية.
بعد ذلك عرض فلم يحكي الآثار المدمرة التي خلفتها قنبلتا هورشيما ونجازاكي وعانا منها الشعب الياباني كثيراً .
من جهته نوه مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة السفير محمد بن أحمد طيب بما تعمل عليه المملكة من بناء مستقبل مستدام عبر مصادر متنوعة للطاقة ، وما تقوم به مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في تهيئة هذا المستقبل المستدام للمملكة خلال استخدام تقنيات متطورة للطاقة البديلة.
ولفت السفير الطيب النظر إلى أن المملكة تسعى عن طريق الاستعانة بالعلوم الحديثة والأبحاث والدراسات وعبر الشراكات الصناعية والتطوير التقني لبناء جيل جديد من إمكانات وقدرات إنتاج الطاقة المستدامة المرتبطة بالطاقة الذرية والمتجددة في توفير إمدادات من الكهرباء والمياه المحلاة والتي يمكن الاعتماد عليها على المدى الطويل .
وأكد السفير أحمد طيب على ضرورة توظيف الطاقة الذرية والتقنية النووية في الأغراض السلمية والمملكة تعزز هذا الدور وتسعي لتطوير مصادر بديلة للطاقة ، مما يعزز قدراتها على تلبية الطلب العالمي المستقبلي على النفط وسيساعدها في الوقت ذاته على بناء قطاع اقتصادي متنوع ، يوفر المزيد من فرص الأعمال والوظائف الأمر الذي سيرفع من مستوى حياة المواطنين ، وينقل المملكة لتصبح إحدى الدول الرائدة في مجال الطاقة البديلة على مستوى العالم.