«سوبرمان» والأربع لجان
انتهت مغامرة الأزرق الكويتي في تصفيات مونديال البرازيل 2014 وآن لنا أن نفيق من عالم الأحلام والأوهام، فسكرات الباء لن تنفع، وإقامة المآتم على فشل منتخبنا لن تعيد إلينا ما ضاع من أيدينا، ولكن ذلك لا يعني أن يمر الإخفاق مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن، بل يجب تقييم المرحلة السابقة وتشخيص الأخطاء لمعالجتها وعلى كل مسؤول أن يتحمل مسؤولياته كاملةً دون زيادة أو نقصان، فقد حان وقت المحاسبة ولن نجامل كائناً من كان على حساب السمعة الرياضية للوطن.
يلاحظ المراقب لعمل المسيّر الأول لشؤون لعبة كرة القدم في الكويت أن اتحاد الكرة قد نجح في ''الكرنفالات الكروية'' مثل دورة ألعاب غرب آسيا، ''خليجي 20 '' ودورة ''فوكس'' الودية، وفشل في الاستحقاقات الكبرى، كأس آسيا 2011 وتصفيات مونديال البرازيل 2014. الفشل نتيجة حتمية لا مناص منها لاتحادٍ يدار بطريقة فوضوية كما هو حال الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وأنا لا أنظر لعمل الاتحاد بعين العاطفة الخاوية، بل أقيّم عمله وفقاً لعلاقة السببية وهي ارتباط السبب بالنتيجة.
يرأس الشيخ طلال الفهد مجلس إدارة اتحاد الكرة بمعية أربعة أعضاء، من الممكن أن يكون هؤلاء الأربعة من بين الخيارات المثالية لعضوية مجلس إدارة اتحاد الحمام الزاجل! ولكنهم بكل تأكيد لا يصلحون لإدارة شؤون لعبة متطورة مثل كرة القدم. بالإضافة إلى ترؤسه لمجلس إدارة الاتحاد، يرأس ''سوبرمان'' الكرة الكويتية أربع لجان عاملة تحت مظلة الاتحاد وهي (اللجنة الفنية - اللجنة المالية - لجنة التسويق والإعلام - ولجنة دوري المحترفين وترخيص الأندية)، ناهيك عن المناصب الأخرى الحكومية والإقليمية والقارية!... على فكرة، أخبرنا يا ''ريّس'' كم ''سنة ضوئية'' تفصل دورينا عن مسابقة دوري المحترفين؟
لغة العقل والمنطق تقول إن اللجنة الفنية هي المسؤول الأول عن الإخفاق، فليس للجنة الانضباط أو ''بوّاب'' الاتحاد (مثلاً) ذنب بخروج الأزرق من التصفيات! ومن هذا المنطلق، أحمّل ''الفهد'' بصفته رئيساً للجنة الفنية المسؤولية المباشرة وأطالب باستقالته أو إقالته من رئاسة اللجنة فوراً، وهنا يتبادر إلى ذهني سؤالان مهمان، السؤال الأول: هل يتحلى ''الفهد'' بالشجاعة الأدبية الكافية للاستقالة؟ الجواب: لا، بلا أدنى درجة من الشك! السؤال الثاني: من سيقيل ''الفهد'' من رئاسة اللجنة الفنية؟ الجواب: هو من يملك سلطة إقالة نفسه وفقاً لأحكام ''التخبيص الإداري'' الحاصل في الاتحاد الكويتي لكرة القدم.
من أبجديات علم الإدارة الرياضية الحديثة التي يجهلها بالطبع الشيخ طلال الفهد أن رئيس مجلس الإدارة يتولى رسم السياسة العامة للاتحاد ويشرف على تنفيذها من خلال اللجان العاملة بالاتحاد، مع تركها لأشخاص متفرغين؛ حتى يتسنى لمجلس الإدارة محاسبتهم بعد تقييم نتائج أعمالهم المنجزة، هذا أحد مظاهر مبدأ ''تفويض السلطة'' في التنظيم الإداري الذي يختلف كلياً عن مبدأ ''تقويض السلطة'' والاستفراد بها، وهي المنهجية التي يسير عليها رئيس الاتحاد الذي هو بأمس الحاجة لضبط النرجسية، ولمعالجة ''الأنا'' المستشري في فكره.
يا شيخ.. عالج نفسك وصحح أخطاءك، لمصلحتك ولمصلحة الكرة الكويتية، فالأسلوب البدائي الذي تتبعه في إدارة اتحاد الكرة لا يصلح! ومع اتباع هذا الأسلوب الإداري، لن تصل بمنتخبنا إلى نقطة أبعد من كأس الخليج الذي نصّبت نفسك كأبٍ ملهمٍ للإنجاز بعد تحقيقه أخيراً، فلم نشهد من بعده سوى توالي الانتكاسات.
ملاحظة أخيرة... أخاطب الأشخاص وأنتقدهم (بصفاتهم) وليس (بذواتهم). من لا يعجبه هذا النوع من النقد فهذا شأنه وليعذرني، لست ممن يجيدون فن التطبيل.
آخر فنجان:
لقد أسمعت لو ناديت حياً...
ولكن لا حياة لمن تنادي