زراعة 550 كلية في السعودية سنوياً.. و13 ألف مريض انتظار

زراعة 550 كلية في السعودية سنوياً.. و13 ألف مريض انتظار

مع تطور أساليب الحياة وتعقد نمط المعيشة ومظاهرها تتفاقم المشكلات الصحية وتزداد تنوعاً وانتشاراً.. ويعد مرض الفشل الكلوي أحد هذه المشكلات، حيث بلغ عدد المسجلين على قوائم الانتظار لزراعة الكلى في المملكة 13 ألف مريض موزعين على مختلف المناطق والمحافظات السعودية. ومع ازدياد عدد الحالات المكتشفة للفشل الكلوي في المملكة وارتفاع تكلفة العلاج تتعاظم مسؤولية الجميع وزارات ومؤسسات وهيئات (حكومية وأهلية وخيرية) وأفراد لمد يد العون لهؤلاء المرضى سواء بسن اللوائح والأنظمة أو الدعم أو التبرع. ففي الوقت الذي وقع فيه صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) وجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي (كلانا) قبل أيام قليلة، اتفاقية تعاون لتسهيل توظيف المواطنين المصابين بالفشل الكلوي أو ذويهم من الدرجة الأولى، وتدريب 320 شابا وفتاة من ذوي المرضى من الدرجة الأولى في تخصص (تمريض غسيل كلى) لمدة أربع سنوات أعلن الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز أن عدد المرضى على قوائم الانتظار لزراعة الكلى في المملكة أكثر من 13 ألف مريض، مضيفاً أن تكلفة علاج المريض الواحد تقدر بنحو 180 ألف ريال في السنة خارج الجمعية، فيما تبلغ 115 ألف ريال إذا تلقى العلاج عن طريق الجمعية، وتكلف قيمة الغسلة الواحدة 1400 ريال خارج الجمعية و450 ريالا عن طريق الجمعية. وفي غضون ذلك قامت وزارة الصحة أخيرا بترسية مشاريع بقيمة تتجاوز 158 مليون ريال لإنشاء وترميم مراكز كلى، حيث تمت ترسية إنشاء ستة مراكز كلى جديدة بسعة 40 سريرا في محافظة الجوف، سكاكا، عرعر، حائل، ينبع، الباحة، تصل تكلفة المركز الواحد تتجاوز 18 مليون ريال، هذا إضافة إلى إنشاء مراكز كلى داخلية في المستشفيات وترميم القائم منها بتكلفة تتجاوز الـ 50 مليون ريال. وبحسب الدكتور فيصل عبد الرحيم شاهين مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء، أنه وفقا لإحصائيات المركز السعودي لزراعة الأعضاء فإنه تتم في المتوسط زراعة نحو 550 كلية من متبرعين أحياء ومن متوفين دماغيا سنويا، ويوجد الآن على قائمة الانتظار نحو أربعة آلاف مريض ''جاهزين للزراعة'' من مجمل 13 ألف مريض، يواصلون الغسيل الكلوي، وتقدر فترة الانتظار للحصول على زراعة كلية من سنتين إلى ثلاث سنوات. وحول مشكلة نقص الأعضاء المتبرع بها في المملكة، اعتبر شاهين أن مشكلة نقص الأعضاء المتبرع بها مشكلة عالمية تواجه مراكز الزراعة، وبحاجة إلى جهود تثقيفية لجميع أفراد المجتمع وميزانيات كبيرة وسنوات طويلة من أجل توضيح مفهوم الوفاة الدماغية والتبرع بالأعضاء، مشيراً إلى أنه تمت ملاحظة أن نسبة كبيرة من أهالي المتوفين دماغيا تصل إلى 92 في المائة يوافقون على التبرع بالأعضاء إذا علموا أن ذلك كان رغبة المتوفى دماغيا، بينما تنخفض هذه النسبة إلى نحو 40 في المائة إذا لم يعرفوا بذلك، ومن هذا المنطلق فإن العمل على تنشيط التبرع بالأعضاء، لافتاً إلى سعي المركز إلى تحقيق أفضل النتائج من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في هذا البرنامج الإنساني والوطني. وتعتبر الكلية عضوا لازما لاستمرارية الحياة، وإذا توقفت الكليتان عن العمل فسوف تنتهي حياة المريض بعد أيام قليلة. والوظيفة الرئيسية للكلى كما هو معروف هي تكوين البول بكميات مناسبة تكفي لتنقية الدم في جسم الإنسان واستخراج كل ما هو ضار بوظائفه الفيزيولوجية الأساسية، ولتحقيق هذه الأغراض الحيوية تقوم مجموعة النفرونات المكونة للكليتين بعمليتين أساسيتين؛ الأولى هي ترشيح الدم ثم يأتي بعد ذلك عملية الامتصاص لكل ما هو صالح لتغذية الجسم واستخراج كل ما هو طالح وضار بحيوية الجسم عن طريق إفراز كمية البول اليومية. ويعتبر ضغط الدم وداء السكري من أهم الأسباب المؤدية للفشل الكلوي حيث أثبتت الدراسات أن الإصابة بهذين المرضين يؤدي مع مرور الزمن إلى ضيق الشرايين المغذية للكلية، ومن ثم حدوث ضمور في منطقة قشرة الكلية مما يؤدي إلى إصابة الكليتين بالفشل المزمن، كما أشارت بعض الدراسات إلى أن الاستخدام المفرط لأدوية المسكنات ولفترة زمنية طويلة وبجرعات عالية (مثل الباراستيمول، الأسبرين، أدوية الروماتيزم، بعض المضادات الحيوية، أدوية السرطان والأدوية المخدرة) من أهم الأسباب المؤدية للفشل الكلوي، حيث تصيب نخاع الكلية التي تصب في حوض الكلية مما يؤدي إلى موتها. يذكر أنه إذا توقفت إحدى الكليتين عن العمل بسبب المرض أو الإصابة أو عن طريق الاستئصال الجراحي فإن الله يعوض الجسم البشري عن ذلك بتضخم الكلية المتبقية وزيادة أنسجتها وكفاءتها حتى تصبح قادرة على القيام بنفس كمية العمل الذي تقوم به الكليتان مجتمعتين. أما إذا نقص الجزء الصالح الفعال من نسيج الكلى عما مقداره ربع الكلية، فإن الجسم كله يمرض وتبدأ أعراض الفشل الكلوي. وضمن الجهود الوطنية المبذولة لخدمة هذه الفئة من المرضى فقد أسهم تحفيز العاملين في وحدات العناية المركزة والإخصائيين للتبليغ عن حالات الوفاة الدماغية ومتابعة الحالة للاستفادة من الأعضاء، إلى زيادة عدد الحالات المبلغة من 408 حالات ــــ عام 2005 إلى 710 حالات ـــ عام 2011، وكذلك ارتفعت الأعضاء المزروعة من 2799 عضواً ــــ عام 2009 إلى 3265 عضواً ــــ عام 2011. كما تبنت جمعية الأمير فهد بن سلمان بن عبد العزيز برنامجاً لدعم مراكز الغسيل الكلوي بالأجهزة سواءٌ التابع منه لوزارة الصحة أو الجمعيات الخيرية، وقد تم توفير 292 جهاز غسيل دموي تصل طاقتها التشغيلية إلى أكثر من 274 ألف جلسة غسيل في السنة. ومن المعلوم أن عملية زراعة الكلى لا تتضمن العمل الجراحي فقط ولكنها تشمل إجراءات خاصة ومهمة قبل وبعد العملية، حيث يجب على المرضى اتباع إرشادات الفريق الطبي المعالج لضمان سلامة الكلية المزروعة. إن استمرارية عمل الكلية المزروعة يعتمد على كثير من العوامل، بعضها يعتمد على المرضى مباشرة وبعضها خارج عن إرادتهم، وسنستوفي هذه العوامل بالتفصيل. إن تعاونك مع الفريق الطبي المعالج والالتزام بالمواعيد المحددة للفحوصات والعلاج يساعد على ضمان صحتك وسلامة الكلية المزروعة.
إنشرها

أضف تعليق