Author

الاستثمار في المنافذ الحدودية

|
أعتقد جازما أن من يأتي إلى المملكة ويغادرها عبر المنافذ الحدودية سيدهش (سلباً) من قلة الخدمات والمرافق الموفرة للزائر أو المغادر، وهي خدمات لا تليق بدولة مثل المملكة بوابة الحرمين الشريفين، فعلى سبيل المثال خذ أي منفذ حدودي ستجده بلا خدمات غذائية أو صحية، بل لا تجد أي عناية تذكر وترى عملية تكدس كبيرة للشاحنات على الحدود والعديد من العمال القادمين والمغادرين رغم أن النقل (الشحن) يجب أن يكون بعيدا عن إجراءات المسافرين، وله منطقة خاصة به لا تربك الموظفين في عمل الإجراءات. أما إذا طالعت المكان فلأول وهلة ترى أنك لست في مركز حدودي أو منفذ لدولة مثل المملكة، حيث تجد أكوام النفايات والحاويات في كل مكان مع انتشار أعداد كبيرة من المتسولين عند محطات الوقود، لا دورات مياه جيدة أو استراحات مهيأة، إذا فما السبب؟!.. هل هي فرضيتنا بأننا أفضل من الآخرين، أم سلوكياتنا وأخلاقنا كمواطنين أم غياب الاستراتيجيات والتخطيط السليم، فمنافذنا الحدودية كمنازلنا يجب أن تكون نظيفة وأنيقة تليق بوطننا وتعطي انطباعات أولية عنا. هذا الضغط الهائل والحاصل على المنافذ يجعلها بمستويات أقل وأدنى من المطلوب من الخدمات، بينما ما يؤلمني أن دولا مجاورة لنا منافذها، ومرافقها متطورة ونظيفة، وفيها الخدمات متوافرة، وثمة خصوصية للنساء، ولا وجود للضغط لتوافر أعداد كبيرة من الموظفين، بينما في منافذنا تضطر للانتظار لساعات ليكمل الموظف معاملاته (حسب رغبته)، ولربما لأن عدد الموظفين أقل فيصبح مع الوقت غير مبال لدرجة كبيرة، متى نشعر بالمسؤولية ونعمل بجد وإخلاص مثل باقي الدول المتقدمة ويكون لنا آليات مراقبة صارمة وتوعية بالانضباط في أداء العمل. السؤال؟.. الذي سمعته من الكثير من القادمين إلى المملكة هو التالي (مع كل هذه الميزانيات والنفط وليس لديكم منافذ محترمة، على الأقل تعتني بمواطنيكم الذاهبين والقادمين، وما أكثرهم مغادرين إلى الإمارات وقطر والبحرين وعمان والأردن وسورية) كما أن الدول المجاورة لنا بدأت في تحسين الخدمات والمرافق الحدودية منذ دخول المواطن السعودي منافذها، رغبة في دعوته للاستمرار في زيارتها، والأكثر من ذلك في الأردن أزالوا كاميرات التصوير، وأعفوا المواطن السعودي من المخالفات على الطرق الدولية، أما في قطر فيقال إنهم أزالوا الكاميرات عن الطريق العام. إننا في حاجة لمراجعة شاملة لهذه النقائص والعيوب. وزارة الداخلية عودتنا على الانضباط وعلى دقة العمل والمتابعة، وصيانة وتجديد المنافذ الحدودية، المسألة التي تخص الوطن وكل مواطن سعودي، كونها تعطي صورة أنيقة ولائقة عنه وعن وطنه السعودية، كل ما نتمناه من أمير الأمن الأمير محمد بن نايف ـــ حفظه الله ــــ تشكيل لجنة من جميع المؤسسات الحكومية برئاسة وزارة الداخلية لوضع الخطط الاستراتيجية السليمة لإعادة بناء المنافذ الحدودية، حيث تصمم مبانيها بما يعكس الصورة التراثية والتاريخية للمملكة، وتوفر فيها الخدمات المناسبة كافة، وهذا باعتقادي ليس بغريب عن أميرنا المحبوب ورجال الداخلية الذين هم ساهرون دوما على أمن الوطن وراحة المواطن. مستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية
إنشرها