مبادرة عالمية للزراعة «الذكية مناخيا» تخفض العوادم وتمتص الكربون

مبادرة عالمية للزراعة «الذكية مناخيا» تخفض العوادم وتمتص الكربون

كشفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) والمفوضية الأوروبية أمس، عن مشروع للزراعة الذكية مناخياً يستهدف مساعدة دول إفريقية وآسيوية.
وقالت منظمة الفاو أمس، إن قطاع الزراعة والمجتمعات التي تعتمد عليه كمورد للمعيشة ومصدر لأمن الغذاء عرضةً إلى حدٍ بعيد لتأثيرات تغيّر المناخ، في الوقت الذي تسهم الزراعة ذاتها كمصدر ضخم لإطلاق غازات الاحتباس الحراري، بقسطٍ لا يستهان به في ارتفاع درجات الحرارة على صعيد الكوكب ككل.
وفي تقدير الخبير حافظ غانم، المدير العام المساعد مسؤول قسم التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدى المنظمة ''فاو''، فإن ''الزراعة الذكية مناخياً'' هي نهج يسعى إلى طرح القطاع الزراعي كحلّ لهذا التحدي المزدوج، متضمناً تطبيق تغييرات في النظم الزراعية لنيل أهداف متعدّدة في آن معاً مثل زيادة المساهمة في المعركة ضدّ الفقر والجوع، وتعزيز المرونة في الاستجابة لتغيّر المناخ، وخفض ابتعاث العوادم، وتدعيم قدرة الزراعة على امتصاص وعزل الكربون من الأجواء''.
وأضاف خبير المنظمة ''فاو''، ''يجب أن نبدأ بوضع الزراعة ''الذكية مناخياً'' موضع التطبيق، بالتنسيق مع المزارعين ومجتمعاتهم''، وأضاف، ''لكن ما من حل واحد هنالك يناسب كل الظروف، إذ تتطلب الممارسات الأفضل في مجال الزراعة ''الذكية مناخياً'' أن تفي بشتى الشروط المحليّة، سواء جغرافياً، أو بمقياس الطقس والموارد''.
ومن خلال التنسيق مع وزارات الزراعة والوزارات الأخرى في كلّ من البلدان المشاركة، وبالتعاون الوثيق مع المنظمات المحليّة والدولية، يرمي المشروع بعد مرور ثلاث سنوات إلى أن يحدّد فرصاً عينية حسب كل بلد للتوسّع في تطبيق ممارسات الزراعة ''الذكية مناخياً'' أو تطبيق تقنيات مستجدة، يفحص العقبات التي تعترض الترويج لتبنٍ أوسع لتقنيات الزراعة ''الذكية مناخياً''، بما في ذلك تكاليف الاستثمار، يروّج لتكامل الاستراتيجيات الزراعية وتلك المعنية بتغيّر المناخ لدعم تطبيق الزراعة ''الذكية مناخياً''، يبتكر آليّات إبداعية لربط تمويلات المناخ باستثمارات الزراعة ''الذكية مناخياً''، يبني القدرات المحلية لتخطيط وتطبيق مشاريع الزراعة ''الذكية مناخياً''، لجذب الاستثمارات الدولية.
وستأخذ المنظمة ''فاو'' بزمام التوجيه العام للمشروع، بالعمل في شراكة وثيقة مع الهيئات الوطنية للبحوث والسياسات، إلى جانب المنظمات العالمية مثل هيئة الائتمان العالمي لتنوع المحاصيل GCDT.
ونظراً إلى دمج اعتبارات تغيّر المناخ في تخطيط التنمية الزراعية، يأتي هذا المشروع بمثابة خطوة ملموسة إلى الأمام. ويوجز الدكتور حافظ غانم الوضع بالتأكيد على''إن مشكلات تغيّر المناخ تُحس على نحو متزايد على أرضية الواقع، ولذا فثمة حاجة إلى اتخاذ إجراءات مبكّرة تصدياً للمشكلة، حتّى مع استمرار المفاوضات الدولية سعياً إلى إبرام اتفاق عالمي شامل بشأن المناخ''.

الأكثر قراءة