Author

محاربة الفساد بأوامر ملكية

|
حصلت هيئة مكافحة الفساد على دعم ملكي إضافي واستثنائي، فقد سبق أن أكد خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ــــ موقفه من الفساد والفاسدين، وقال سنضرب بالعدل هامة الجور والفساد، وقال ليس هناك كبير لا يمكن محاسبته (كائنا من كان)، وقبل أيام صدر توجيه ملكي كريم للمؤسسات الحكومية كافة بالتعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ومحاصرة الفاسدين. لكن عندما تصدر دراسة رسمية تؤكد أن 68 في المائة من رجال المال والأعمال يضطرون للتعامل مع الفساد لتمرير أعمالهم، فعندها يكون الفساد قد أصبح مشكلة لها أبعادها وآثارها؟ فالمسؤول الذي لا يعمل على تنفيذ التوجيهات الملكية السامية يعتبر متساهلاً في الفساد، وهو كذلك إذا تباطأ في اتخاذ الإجراءات التنفيذية وبما يتعلق بالتعيينات والتوظيف، لأن التساهل في ذلك يضغط على أعصاب المواطنين وأصحاب الحاجة. خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، يعملان بجد وجهد عظيم للتخفيف عن كاهل المواطنين للحد من الفساد، بينما بعض المسؤولين والروتين البيروقراطي يطيلون أمد هذه الإجراءات، حتى أصبح المواطن يشعر بأثر الفساد، ومنظومة العلاقات العامة التي تجعل من هذا المسؤول متنفذا بشكل غير مشروع. نعم لدينا مشكلة وإن لم ننظر إليها من الآن ويتحمل كل مسؤول مسؤولياته بإخلاص وأمانة، فإن العواقب والتداعيات ستكون سلبية علينا جميعاً، لذا يجب أن نعترف كمواطنين بأن ولاة الأمر لم يبخلوا على المواطن بشيء، بل إن من يراقب موازنة الخير وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين فيما يتعلق بموضوع الإسكان سيجد أن مبلغ (250 مليار ريال) تعد ميزانية ضخمة ستسهم بشكل كبير في حل مشاكل الإسكان في المملكة. الفساد الإداري أيضاً مقلق في بعض المؤسسات الحكومية والخاصة، فكيف لمسؤول أن يجمد أو يعطل ترقيات وعلاوات بعض الموظفين لسنوات طويلة بسبب خلاف شخصي، ويوظف أقاربه وأصدقائه، ويدير محافظ مالية ومن يتكلم يجمد أو ينقل أو يفصل من عمله. نحن مع هيئة مكافحة الفساد كهيئة وطنية، ونحن نحفظ عن ظهر قلب توجيهات خادم الحرمين الشريفين، ونأمل أن تكون جميع هذه التوجيهات ولقاءات رئيس الهيئة مع كبار المسؤولين ومفتي المملكة الداعم الشرعي لقيام هيئة مكافحة الفساد بمهامها وأعمالها على أكمل وجه، وأن تضرب بيد من حديد على الفساد والفاسدين. وعلى الهيئة أن تحدد أين الخلل وفي أي قطاع؟ وأن تقوم بواجباتها على وجه السرعة وتستدعي من تراه مخالفا، وتستعين بالخبراء، ففي بلادنا نخبة كبيرة من الشرفاء والمؤتمنين، حيث إن هذه البلاد بلاد خير وعطاء للجميع من دون استثناء، وأن ولاة الأمر ــــ يحفظهم الله ــــ يعملون لصالح الوطن ومواطنيه، والمطلوب منا جميعا أن نتعاون ونتكاتف لمحاربة الفساد وكشفه من أجل الوطن.
إنشرها