الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

السبت, 1 نوفمبر 2025 | 10 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين10.82
(0.65%) 0.07
مجموعة تداول السعودية القابضة199
(0.51%) 1.00
الشركة التعاونية للتأمين136.2
(2.41%) 3.20
شركة الخدمات التجارية العربية118.6
(1.28%) 1.50
شركة دراية المالية5.74
(0.70%) 0.04
شركة اليمامة للحديد والصلب36.8
(0.82%) 0.30
البنك العربي الوطني24.24
(-1.94%) -0.48
شركة موبي الصناعية12.72
(0.00%) 0.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة36.52
(0.61%) 0.22
شركة إتحاد مصانع الأسلاك24.9
(-0.32%) -0.08
بنك البلاد29.66
(-1.13%) -0.34
شركة أملاك العالمية للتمويل13.86
(4.21%) 0.56
شركة المنجم للأغذية57.8
(1.40%) 0.80
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.02
(-2.99%) -0.37
الشركة السعودية للصناعات الأساسية61.05
(0.08%) 0.05
شركة سابك للمغذيات الزراعية122.6
(-1.13%) -1.40
شركة الحمادي القابضة34.92
(0.92%) 0.32
شركة الوطنية للتأمين14.61
(0.00%) 0.00
أرامكو السعودية25.9
(-0.08%) -0.02
شركة الأميانت العربية السعودية20.24
(-0.74%) -0.15
البنك الأهلي السعودي39.88
(-2.45%) -1.00
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات34.5
(-0.23%) -0.08

إذا كانت مدينة حائل قد اشتهرت على مدار التاريخ بجبلي آجا وسلمى، فإن تاريخها الحديث يتباهى بمحمد الدعيع الذي يعتبر أحد أهم معالم المدينة وأشهرها.

هو كنز رياضي كبير اغتنت خزائن الكرة السعودية وأنديتها بالبطولات بسببه - بعد توفيق الله، لذا إذا كان الشارع الرياضي يعيش منذ عقدين من الزمن وما زال، نقاشا بيزنطيا حول من هو أسطورة الكرة السعودية فبعضهم يرى أنه ماجد عبد الله، وآخرون يرون أنه يوسف الثنيان، أو سامي الجابر، فإن الحقيقة تقول إن أسطورة الكرة السعودية هو محمد الدعيع فهو من قاد الأخضر الصغير عام 1989 لتحقيق كأس العالم للناشئين، ووصل مع الأخضر الكبير لأربعة نهائيات كأس العالم 1994 ، 1998 ، 2002 ، 2006 كما أنه حقق كأس آسيا عام 1996، وكأس الخليج 1995، 2001، وشارك مع الأخضر في كأس القارات لأربع مرات 1992، 1995، 1997، 1999 وعلى مستوى الأندية التي لعب لها استطاع أن يصل بناديه السابق الطائي إلى نهائي كأس ولي العهد 1997 كأهم إنجاز يحققه فارس الشمال، أما مع الفريق الهلالي فقد حقق قرابة 25 بطولة محلية وقارية أهمها كأس الملك عبد العزيز، والدوري السعودي لعدة مرات، وعلى المستوى الخارجي دوري آسيا للأندية وكأس السوبر الآسيوية، أما على المستوى الشخصي فقد سيطر الدعيع على الأفضلية المحلية والإقليمية على المستوى الخليجي والعربي والقارة الآسيوية ولعل أفضل إنجازاته عندما حقق واحدا من أفضل عشرة حراس مرمى في نهائيات كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة. ويبقى تربعه على عمادة لاعبي العالم لعدة سنوات أسوة بماجد عبد الله الذي احتفظ بالعمادة لعدة سنوات.

الليلة والشارع الرياضي السعودي يودع الرجل المطاطي أو الأخطبوط في مباراة تكريمية تجمع فريقه الهلال بجوفنتوس الإيطالي لسان حاله يقول "رحل آخر جيل العمالقة".

محمد الدعيع عميد لاعبي العالم وأحد أفضل من أنجبتهم الملاعب على المستوى الدولي والأفضل على المستويين العربي والآسيوي.

محمد الدعيع تاريخ وأثر يصعب، بل يستحيل نسيانه وتعويضه فهو من قهر كبار نجوم اللعبة، أمثال: البرازيليين روماريو، ورونالدو، والإنجليزيين ألان شيرر، ومايكل أوين، والعملاق الإيراني علي دائي.

الدعيع الذي يودع الملاعب حقق كل شيء على المستويين الشخصي والجماعي حتى باتت الشباك والقفازات مرتبطة باسمه، وهو القدوة لجميع الحراس على المستوى المحلي والعربي والقاري.

انبهر منه كبار المدربين، وبكى منه عمالقة الهجوم، وتمناه الخصوم، وتباهى به الرياضيون السعوديون، فقد قال ماجد عبد الله أول قائد سعودي في نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة 1994 "وصلنا للنهائيات لأننا نملك محمد الدعيع"، أما شقيقه الأكبر عبد الله الذي سار محمد على خطاه في حماية شباك الطائي والمنتخبات السعودية ومن ثم الهلال، وأحد أفضل حراس المرمى في الثمانينيات الميلادية عندما أسهم مع الأخضر في تحقيق بطولتي الأمم الآسيوية 1984، 1988 "ظلم لمحمد عندما يتم وضعه في مقارنة مع حراس المرمى الذين سبقوه، أبناء جيله، ومن سيأتي بعده". أما المهاجم الياباني ميورا الذي كان أهم لاعبي المنتخب الياباني إلى جانب راموس في تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1994 "الحارس السعودي غير طبيعي، أعتقد أنه ساحر"، كما قال عنه سامي الجابر عندما وصل الأخضر نهائيات كأس العالم 2002 "يجب أن نحمد الله جميعاً لأننا نملك محمد الدعيع"، أما أنجلو يوردانيسكو مدرب الهلال السابق قال "لا أحتاج إلى مدافعين طالما أني أملك محمد الدعيع"، فيما تحسر البرتغالي آرثر جورج الذي درب النصر وبعدها الهلال عندما خسر النصر نهائي البطولة العربية أمام غريمه التقليدي الهلال "خسرت فقط لأن الهلال يملك الدعيع"، وقال الخبير التونسي الشهير عبد المجيد الشتالي "الكرة السعودية تفوقت على نظيراتها في العالم العربي والقارة الآسيوية خلال عقدين من الزمن لأنها تملك علامة فارقة ألا وهي محمد الدعيع". وبكى منه الإماراتيون عندما حرمهم تحقيق حلم نيل كأس الأمم الآسيوية عندما استضافوا النهائيات 1996 قبل أن يخسره أمام الأخضر السعودي بركلات الترجيح، ليقول مدربه آنذاك "كان يجب علي أن أفكر كيف أكسب الدعيع وليس المنتخب السعودي لأنه هو من هزمني". فيما قال لاعبو كوريا الجنوبية عن الدعيع بعد أن عجزوا عن هزيمة الأخضر خلال عقد التسعينيات "لن نكسب المنتخب السعودي إلا عندما نتخلص من الدعيع"، أما رونالدو فقال عن الدعيع عندما واجه الأخضر البرازيل في ستاد الملك فهد الدولي في بطولة القارات 1997 قبيل نهائيات كأس العالم في فرنسا 1998 "الحارس السعودي لا يقل قيمة عن كبار حراس المرمى في القارة الأوروبية"، أما ألان شيرر فقال عنه عندما تواجه المنتخب السعودي ونظيره الإنجليزي 1998 في ملعب ويمبلي الشهير وانتهى حينها اللقاء بالتعادل السلبي "واحد من أصعب حراس المرمى الذين واجهتهم هو الحارس السعودي، وأطالب الأندية الإنجليزية بالتعاقد معه". أما إدارات الطائي فرفضت عدة مرات التخلي عنه، قبل أن ترضخ للأمر الواقع لينتقل للهلال 1999". الدعيع أحد معالم مدينة حائل فكيف نتخلى عنه"، فيما قال عنه الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس الهلال الحالي عام 2000 عندما حقق الهلال كأس المؤسس أمام الأهلي "عندما تعاقدنا مع الدعيع وكلف حينها 5.5 مليون ريال قلت إنه مبلغ كبير ولكن بعد هذه المباراة أنا أعتذر للدعيع وأقول له إن الهلال مدين لك لأن ما دفعه الهلال قليل في حقك".

محمد الدعيع الذي يودع الملاعب الليلة بات غير مصدق فيقول لـ "الاقتصادية" في حديث الوداع "أشعر أني أحلم فكرة القدم جزء من حياتي وما زلت غير مصدق"، كما تحدث عن أمور عدة تخصه قد يكون بعضها يكشف لأول مرة، فيقول العملاق السعودي "أولاً أشكر الله سبحانه وتعالى على ما حققته في تاريخي الرياضي الذي أعتز به". ويضيف "ولله الحمد حققت كل ما أطمح إليه، وأنا راض تمام الرضا عن كل ما حققته رغم ما شابه من إخفاقات ولكن هذا هو حال كرة القدم".

وشدد الدعيع على أن ما وجده من القيادة الكريمة والقيادة الرياضية يجعله يعتز ويرى نفسه مقصرا تجاه بلده بعد ما وجده من حفاوة وتكريم، كما قدم الدعيع شكره وتقديره للأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب وللأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال وأعضاء شرف الأزرق وقال "حقيقة ما وجدته من القيادات الرياضية برئاسة أعلى هرم الأمير نواف بن فيصل يجعلني أغادر الملاعب براحة كبيرة ورضا تام". وأضاف "لا أستطيع أن أفي الأمير عبد الرحمن بن مساعد حقه، فبعد توفيق الله ما كان اعتزالي سيقوم من دونه وكذلك الشكر موصول لأعضاء شرف الهلال الذين أخجلوني، ولا يمكن أنسى وقفاتهم الصادقة معي والمساحة لا تكفي لذكرهم، ولكن كل ما أستطيع أن أقوله إنهم سر زعامة الهلال وتفرده عن البقية". وعرج بحديثه إلى ناديه السابق الطائي فقال "من لا يشكر الناس لا يشكر الله، لذا حق علي أن أقول لرجال هناك في مدينتي حائل كان لهم وقفات صادقة معي ومع عائلتي إدارات الطائي وأعضاء شرفه الذين أدين لهم بالكثير ولن تكتمل فرحتي إلا بوجودهم وحضورهم".

#2#

وشدد عملاق الشباك على أنه لا يمكنه نسيان الكلمات التشجيعية التي وجدها من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال رعايته المناسبات الرياضية وأفصح الدعيع "لا يمكن أن أنسى ما وجدته من دعم من الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز فهو له بالغ الأثر وكلماته - حفظه الله - لا يمكن أن تبرح مخيلتي، وكذلك كلمات القيادات الرياضية - يحفظهم الله - كما لا أنسى المغفور لهما بإذن الله الملك فهد بن عبد العزيز والأمير سلطان بن عبد العزيز فقد كانا داعمين للشباب السعودي، ولهما وقفات خاصة معي لا يمكن أن أنساها".

وكشف الدعيع لـ "الاقتصادية" أن الأمير الراحل فيصل بن فهد صانع أمجاد الرياضة السعودية، له الفضل بعد الله فيما وصل إليه، فقال "في بداياتي عندما كنت في ناشئي الطائي وكنت حينها في المنتخب السعودي للناشئين، تعرضت لإصابة في إحدى المشاركات، ولكن لقلة خبرتي وصغر سني لم أهتم بتلك الإصابة وأهملتها ولم أكمل البرنامج العلاجي، وبعد معرفته - رحمه الله - وقف على برنامجي العلاجي، وكان دائم السؤال وتكفل حينها بعلاجي، وكان لبعض ما قاله لي وقع كبير كان له بعد توفيق الله بالغ الأثر فيما حققته في تاريخي الرياضي - رحمه الله. وما زلنا نعيش صدمة رحيله، ولكن عزاءنا نجله الأمير نواف بن فيصل الذي أرى فيه شخصية الفقيد الغالي". كما ثمن الدعيع وقفات الأمير سلطان بن فهد الرئيس السابق لرعاية الشباب، فقال "الأمير سلطان بن فهد أحد صانعي إنجازات الكرة السعودية، وله أفضال عليّ لا يمكن أن أنساها، ولعل تكريمه لي رغم ابتعاده عن الرياضة دليل كبير على ما قدمه وما يقدمه للشباب والرياضة السعودية".

وفي سؤاله عن كيف استطاع أن يجمع الرأي الرياضي العام حوله حتى بعد انتقاله للهلال فقال "الحمد لله هذا فضل كبير من ربي أحمده وأشكره عليه، ولكن فعلاً اللاعب عمره في الملاعب قصير، لذا يجب عليه أن يفكر فيما بعد التوقف لأن النجومية لا تستمر لأنه لو دامت لغيرك لما وصلت إليك".

وعن تقهقر فريقه السابق الطائي بعد توقف عائلة الدعيع عن دعم الطائي باللاعبين كما في السابق أبان "الطائي فريق كبير قبل أبناء الدعيع وما زال، وما أبناء الدعيع إلا جزء من كل ولكن هذا حال كرة القدم الفرق تمر بمراحل، وأنا على يقين أن الطائي سيعود في يوم من الأيام".

ووصف الدعيع أن مشاركة المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 1994 ونهائيات كأس آسيا 1996 هي الأجمل فيما نهائيات كأس العالم 2002 الأسوأ بالنسبة له، وقال "كثيرة هي اللحظات الجميلة التي عشتها مع الكرة السعودية، إلا أن نهائيات كأس العالم 1994 الأجمل بالنسبة لي، إضافة إلى نهائيات الأمم الآسيوية 1996، أما أسوأ مباراة في حياتي الرياضية فكانت أمام ألمانيا في نهائيات كأس العالم 2002".

وأكد الدعيع أنه لا يمانع أن يلعب ابنه عبد العزيز كرة القدم، وأنه يتمناه في الهلال أو الطائي، ولكن لن يقف أمامه لو قرر أن يلعب لأي فريق آخر.

وعن اختياره فريق جوفنتوس الإيطالي للمشاركة في تكريمه في اعتزاله رغم حضور الفريق الإيطالي للمشاركة في اعتزال حمزة إدريس مهاجم المنتخب السعودي والاتحاد سابقاً، قال "جوفنتوس الإيطالي فريق كبير جداً ويحظى بشعبية جارفة واختياره جاء لأنه سيضيف للحفل"، ويستطرد "أما بخصوص مشاركته في تكريم أخي الأكبر حمزة إدريس فهو شرف لي وبالمناسبة حمزة إدريس أحد من زاملتهم وأتشرف بحضوره الليلة".

ورفض الدعيع أن تكون الكرة السعودية عاجزة عن إنجاب حارس بحجم محمد الدعيع، وقال "الكرة السعودية ولادة ولن تقف على اسم بعينه فقد رحل عمالقة واستمرت الإنجازات، وأنا على يقين أن ما تمر به الكرة السعودية مجرد كبوة جواد، وسرعان ما ستعود بقيادة الأمير الشاب نواف بن فيصل".

وختم الدعيع حديثه "أشكر الله العلي القدير على ما من به علي، وأشكر الوسط الرياضي أجمع على ما وجدته وهو غير مستغرب على أبناء هذا الوطن الغالي بقيادة الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله ويرعاه".

ويواصل "مهرجان اعتزالي لن يكتمل إلا بقدوم الجماهير الرياضية لدرة الملاعب والمساهمة في إنجاح المهرجان وكلي ثقة أنهم سيكونون على الموعد بإذن الله".

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية