مقابلة شخصية

- منذ تسلّمها مقاليد الأمور في البيت الهلالي، أحدثت إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد نقلة نوعية وقفزة كبرى في مستوى التعاقدات مع الأجهزة الفنية والمحترفين الأجانب، فاستقطبت العجوز البلجيكي "الداهية" إيريك جيريتس مدرب فريق مارسيليا الفرنسي، الذي خلق نظاما تدريبيا متطورا، وقام بفرض أسلوب انضباطي صارم ما زال مطبقاً في الهلال حتى يومنا هذا، وأبرمت صفقات ثقيلة مع أسماء كروية لامعة ذات قيمة فنية عالية، عملت على توسيع فارق المنافسة بين الهلال وباقي منافسيه، ولكن الآية انقلبت رأساً على عقب في الموسم الحالي!
- في باريس حيث عسكرت الإدارة الهلالية، أعلن رئيس الهلال عن التعاقد مع المدرب الألماني "الفقير" فنياً توماس دول، ومنذ توليه الإدارة الفنية للفريق الأزرق في يوليو الماضي، لم يقدم دول حتى الآن أي إضافة فنية للفريق، ولن يقدم! لأن فاقد الشيء لا يعطيه! ... عند الخوض في تفاصيل سيرة دول الذاتية التي (أهملتها) الإدارة الهلالية، أجد أن أفضل إنجاز حققه دول في مسيرته التدريبية "الهزيلة" هو حصوله على المركز الثالث في دوري الدرجة الأولى الألماني "بوندسليجا" مع فريق هامبورج في موسم (2005 -2006)، وحصوله مع هامبورج أيضاً على كأس "إنترتوتو" وهي بطولة صيفية تضم الفرق التي فشلت في التأهل إلى البطولات الأوروبية الرسمية على مستوى الأندية. وقد تم إيقافها في عام 2008 لانعدام الجدوى منها، فكيف لإدارة تطمح إلى تحقيق "الآسيوية" أن تتعاقد مع مدرب يعتبر لقب "إنترتوتو" إنجازاً؟! ... معادلة فلسفية طريفة لم أجد لها حلاً!.
- من باب الإنصاف، أقول إن تركيز الهجوم الإعلامي والجماهيري على توماس دول ليس منطقياً؛ فالرجل لم يفرض نفسه على متخذي القرار في الهلال، بل قبل عرضهم وفق عملية تعاقدية قائمة على تراضٍ متبادل بين طرفي التعاقد. وأتى إلى الرياض برغبة وحماسة من الرئيس "ابن مساعد"، وهو "شاعر التناقضات" الذي وقع في (فخ التناقض) حينما صرّح أخيرا بأن توماس دول ليس عبقرياً! متناسياً تشبيهه الألماني دول بالبلجيكي إيريك جيريتس في تصريحه (الغريب) الذي خرج به لوسائل الإعلام بعد التعاقد مع دول الصيف الماضي، وشتّان ما بين الاثنين (دول - جيريتس)! فلماذا نغض النظر عن الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة؟
- معيار "المقابلة الشخصية" الذي اعتمده كل من الرئيس "ابن مساعد" ومدير الكرة سامي الجابر كمعيار أساسي لاختيار مدرب الفريق هو في حد ذاته "بدعة رياضية" ابتدعتها إدارة الهلال! وهنا أتساءل: هل كانت الإدارة بصدد البحث عن مدرب لفريق كرة القدم؟ أم عن متحدث رسمي باسم النادي؟ وبحث الإدارة عن مدرب "جوعان" على حسب وصف الجابر يعبّر ضمنياً عن أن "الزعيم" قد أصبح - بمباركة الإدارة - (محطة ترانزيت) ينتقل منها المدربون المغمورون إلى عالم النجومية التدريبية! وقبل الاتفاق النهائي مع دول، ارتكبت الإدارة خطأً استراتيجياً فادحاً في تعاقداتها مع المحترفين الأجانب حينما أغفلت حاجة دفاع الهلال (المُهلهل) إلى لاعب يسد الخانة الشاغرة في الفريق بعد رحيل الكوري الجنوبي لي! فبأي منهجية أعدت الإدارة العدّة للموسم الحالي؟
- سأسير في طريق (التشبيهات) نفسه الذي سلكه الرجل الأول في الإدارة الهلالية الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد، وأشبّه سياسة إدارته التعاقدية الحالية بقصيدته الجميلة المعنونة: (عجب عُجاب).
آخر فنجان:
وضعت الإدارة الهلالية قواعد بناء الفريق (الصيفية) في باريس، فهل ستبدأ أعمال الترميم (الشتوية) من لندن؟ ... عند "مدرب الظل" الخبر الأكيد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي