من رئيس السد؟

- رغم أني لست من قطر، أجد قلمي اليوم مجبورا على الكتابة عن كيان رياضي متميز، أبهر كل المتابعين وفرض احترامه على الجميع بعد أن وضع اسمه ضمن الأندية الأربعة الكبار في العالم، هو المتربع على عرش الزعامة المحلية، وأول فريق عربي يحقق اللقب القاري عام 1989 تحت المسمى القديم "بطولة الأندية الآسيوية"، كما أنه أيضا أول فريق قطري يحقق الفوز ببطولتي الأندية العربية والخليجية، هو نادي السد الرياضي.
- فوز "الزعيم السدّاوي" بلقب بطل دوري أبطال آسيا في نسخته الأخيرة 2011 وتأهله إلى مونديال أندية العالم لم يأت من فراغ، بل جاء بفضل عمل متقن قدمته إدارة (محترفة)، ولكي لا يساء فهم كلمة (محترفة)، أود التأكيد على أني أعني الاحتراف الإداري بمفهومه الحقيقي وليس احتراف (التشخيص) و(الهياط) الذي تتميز به معظم إدارات الأندية الخليجية.
- يلحظ المراقب لنادي السد أن إدارته تؤمن بأن الرياضة منظومة متكاملة، فلا بد من وجود الفكر الإداري المتطور القادر على تحويل الوفرة المالية إلى أرباح محققة، وللدلالة على احترافية الإدارة السدّاوية، أستذكر - على سبيل المثال وليس الحصر - صفقة النجم الأرجنتيني الشاب ماورو زاراتي الذي انتقل إلى نادي السد في سن الـ20 قادما من نادي أتلتيكو فيليز سارسفيلد الأرجنتيني مقابل 15 مليون يورو بعد تألقه في كأس العالم للشباب وحصوله على لقب هداف البطولة عام 2007، وفي عام 2009 باعت إدارة السد اللاعب الأرجنتيني لنادي لاتسيو الإيطالي مقابل 21 مليون يورو، محققةً أرباحا تقدر بستة ملايين يورو، أي بنسبة ربح 40 في المائة من قيمة الصفقة الأساسية في غضون سنتين ومن صفقة واحدة... فقط لا غير! وهنا يتضح أن إدارة نادي السد ترجمت إيمانها بتكاملية المنظومة الرياضية إلى عمل ملموس على أرض الواقع عبر توظيف الموارد المالية في صفقات استثمارية مربحة، على النقيض من أندية خليجية أخرى قامت بتبذير أموالها في صفقات مضحكة!
- التميز والأسبقية والنموذجية في نادي السد تتعدى الجانب الرياضي لتمتد إلى الجانب الاجتماعي، حيث أعلنت إدارة "الزعيم" أخيرا إطلاق برنامج "المسؤولية الاجتماعية" الذي يركز على خمسة عناصر، هي (التعليم - الصحة - التطوير الاجتماعي - الاندماج الاجتماعي - البيئة)، وسيتم تنفيذ البرنامج لخدمة المجتمع القطري على مدى خمس سنوات. ليتنا نتعلم منهم.
- للسد اليوم موعد مع المجد حينما يلتقي برشلونة الإسباني في الدور نصف النهائي لمونديال أندية العالم في مباراة تاريخية ستبقى محفورة في أذهان كل مشاهد عربي وخليجي، وبصرف النظر عمّا ستؤول إليه نتيجة المباراة، يكفي "عيال الذيب" فخرا وصولهم إلى مقارعة أفضل فريق كرة قدم في العصر الحالي، وستنتهي المباراة وتبقى الذكرى الجميلة.
- في حين أننا نرى صور رؤساء الأندية الخليجية تتصدر مختلف وسائل الإعلام، على الرغم من غرق أنديتهم في أتون (الفشل) الرياضي، يسجل نادي السد (إنجازا) تلو الآخر، ويظل السؤال المحيّر يطرح نفسه: من منّا يعرف اسم رئيس السد؟! هو رجل ينجز بصمت، بلا (بهرجة) ومن دون (تطبيل) ولا يرتجي من وراء عمله (حب خشوم) من أحد.

آخر فنجان:
تنفق أندية الخليج الملايين لاستضافة الفرق الأوروبية في مباريات استعراضية، فيما يواجه السد في اليابان أفضل فريقٍ في العالم، (بذراعه) و... بالمجان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي