في الشرق.. هناك فرق

بعيداً عن الأسباب المعروفة لتفوق دول شرق آسيا رياضياً على دول غرب آسيا مثل وضع البرامج والخطط والاستراتيجيات طويلة المدى لتطوير كرة القدم، وتصدير اللاعبين إلى أوروبا بمبالغ زهيدة واستقدام كوادر تدريبية عالمية يتم التعامل معها باحترافية، حيث تترك لهم الحرية المطلقة في العمل مع إعطائهم الوقت الكافي لإنجاز المهمات التي أتوا من أجلها.
هناك سبب آخر يقف خلف تفوق دول الشرق على دول الغرب، وهو أن رزنامة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تتحدد وفقاً للمواعيد التي تناسب أهل الشرق، حتى غدت شمس المسابقات والمنافسات الآسيوية تشرق وتغرب حسب التوقيت المحلي لدول شرق آسيا!
عند النظر إلى رزنامة المسابقات الآسيوية في شرق وغرب القارة الصفراء ومقارنتها برزنامة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أجد تضارباً في جداول المسابقات المحلية لدول الغرب مع جدول المسابقات القارية، في الوقت الذي يتناسق فيه جدول المسابقات القارية مع جداول المسابقات المحلية لدول الشرق! على سبيل المثال، تبدأ الجولة الأولى لدوري زين السعودي في أيلول (سبتمبر)، وتدور عجلة دوري اتصالات الإماراتي في منتصف تشرين الأول (أكتوبر)، وفي الطرف الآخر من القارة وفي اليابان وكوريا الجنوبية بالتحديد، تلعب ركلة البداية للدوري المحلي في كلتا الدولتين مع بداية آذار (مارس) من كل عام، وهو التوقيت ذاته الذي يشهد بداية الجولة الأولى من دوري أبطال آسيا، وهي البطولة الأهم في رزنامة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم! وبالعودة إلى الموعد (شبه المعتاد) لبداية الموسم الرياضي في دول غرب آسيا وهو سبتمبر، وعند الفترة التي لم تصل فيها أندية غرب القارة إلى مرحلة الجاهزية الفنية والبدنية التامة، يحين موعد الأدوار الحاسمة لدوري أبطال آسيا ابتداءً بالدور ربع النهائي الذي يلعب في نفس الشهر! وهنا يتضح الفارق وعدم تكافؤ الفرص بين دول الشرق والغرب، برعاية الاتحاد الآسيوي للعبة.
الأدهى والأمر من ذلك هو أن موعد المباراة النهائية للنسخة الأخيرة من دوري أبطال آسيا والتي جمعت السد القطري وجيونبك هيونداي الكوري كان في التاسع من ذي الحجة، ورفض الاتحاد الآسيوي مطالبات نادي السد القطري بتأجيل المباراة لوقوعها في ''يوم عرفة'' المقدّس لدى المسلمين! وأعتقد بأن الاتحاد الآسيوي قد يتجاوب مع مطالبات أخرى بتأجيل المباراة لو أنها تصادفت مع عيد ميلاد الإمبراطور الياباني! ويرجع اعتقادي إلى أن بطولة دوري أبطال آسيا نشأت في عام 2003 من فكرة يابانية أشرف على تنفيذها الرئيس السابق للجنة المسابقات في الاتحاد الياباني لكرة القدم توكواكي سوزوكي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس دائرة المسابقات في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
أحد أسباب تفوق أصحاب العيون الضيقة علينا هو الفارق الثقافي بين طرفي القارة، فشعوب الشرق إنتاجية تتمتع بروح المبادرة وتحسن استغلال الإمكانات المادية والبشرية المتوافرة لديها، وتنفق الأموال في أماكنها الصحيحة فلا يدفع ''ين'' ياباني أو ''وون'' كوري واحد إلا وتقدم معه فكرة أو مشروع يؤدي إلى الحصول على مكاسب أكثر وسيطرة أكبر، أما دول غرب آسيا الغنية فهي دول استهلاكية لا تحسن استغلال إمكاناتها المادية وتنفق الأموال على مسؤولي الاتحادات الآسيوية في صورة هدايا وعطايا انتخابية تمكن ممثليها من الحصول على مناصب قارية من أجل التواجد فقط وليس من أجل تقديم عمل مؤثر يعود بالفائدة على دولنا.
آخر فنجان:
مع انتهائي من كتابة المقال وصلتني معلومة من مسؤول ''آسيوي'' تفيد بأن هناك اجتماعا سيعقد في كوالالمبور بتاريخ 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري لمناقشة إمكانية تغيير موعد بطولة دوري أبطال آسيا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي