الملك عبد العزيز.. و«منقية» فرسان

في الماضي كان القائد الميداني أو عقيد ربعه يقوم بفرز الفرسان الشجعان ومن ثم يختار منهم مجموعة لتقوم بمهام معينة تتطلب رجالا بخصال محددة، وعادة ما يطلق على هذه المجموعة اسم (المنقية) أي أنه تم انتقاؤهم بعناية من بين عدد كبير من الرجال المشهود لهم بالشجاعة والشهامة والمرجلة.
فرحم الله والدنا الملك عبد العزيز ولي أمرنا ومؤسس هذا الكيان الشامخ- طيب الله ثراه- الذي جعلنا بادية وحاضرة من أقصى الشمال إلى آخر حبة تراب في الجنوب ومن المدينة إلى القطيف قبيلة واحدة تحت راية التوحيد تقودنا مجموعة من الفرسان ''المنقية'' هم أبناء الملك عبد العزيز كافة، الذين يسطرون أروع معاني الإخلاص للوطن، وكل من ينتمي إليه حتى لو كان في مكان بعيد من البدو الرحل، ولقد تجلى هذا المشهد حين التف جموع المواطنين ومن شرائح وأطياف المجتمع كافة كتف إلى كتف بين أبناء المؤسس وأحفاده يستقبلون جثمان فقيد الأمة سلطان الخير- رحمه الله. وهنا التحام القائد بشعبه بكل صدق وفي جميع الأوقات ليس بغريب على وطن شعبه وقيادته أثبتت الأيام في أوقات الرخاء والشدة أنهما يزدادان تمسكا بأخلاق الفرسان من النبل والنخوة والشهامة. وبالفعل ها هم ''منقية'' عبد العزيز يقفون شامخين دون حواجز بينهم وبين أفراد شعبهم يتزاحمون لتوديع أحد الفرسان يترجل بقدرة خالق الكون- سبحانه وتعالى- وبنفس الحماس وصدق المشاعر اصطفوا لمبايعة فارس شهم لتولي ولاية العهد، فهنيئا للوطن وجود إنسان في خصال ومقام نايف بن عبد العزيز ساعدا أيمن لقائد مسيرتنا خادم الحرمين- رعاه الله.
وبدون شك يأتي اختيار ومبايعة الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد بمنزلة إعلان ثقة تقدمه القيادة والشعب بأنه سيكون خير خلف لخير سلف، وهذه ليست عبارة إنشائية نرددها ونمر عليها مرور الكرام، بل تعبر عن الواقع والحقيقة، فالأمير نايف غني عن التعريف وبفعل حنكته ونظرته الثاقبة جعل كل سعودي مخلص لدينه ووطنه يفتخر بما يتردد على الساحتين الدولية والإقليمية من ثناء على إنجازات وطننا الأمنية. واليوم أصبحت التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب مثالا ونموذجا يحتذى بها في العالم- بفضل الله- ثم جهود نايف الأمن صاحب العبارة الشهيرة الصادقة بأن ''المواطن هو رجل الأمن الأول''.
لذلك اصطف المواطنون وفي كل بقعة من أراضي هذا الوطن الشامخ لمبايعة رجل الأمن الأول، الذي بكل ثقة نقول سوف يكون وبعون من الله الرجل الذي يدعم مسيرة أخيه قائد الأمة لتصبح بلادنا في المراكز الأولى ليس أمنيا فقط، بل في الاقتصاد والمعرفة والتقدم العلمي، ونقول ذلك ليس من باب التمني أو التوقعات، بل هي حقائق يراها القاصي والداني، فبلادنا تتقدم بخطوات ثابتة إلى الأمام اقتصاديا وعلميا، وعلى كل الأصعدة، ويعود ذلك بعد توفيق من الله إلى الأمن والاستقرار اللذين تعيشهما بلادنا. فمن جلس مثلي على طاولات التشاور والنقاش لقادة الأعمال على هامش اجتماعات مجموعة الدول العشرين سيرى ويشعر بمدى أهمية الاستقرار الاقتصادي وأمن المجتمعات، وأثناء التشاور دخل رئيس وزراء تركيا والوفد التركي إلى قاعة الاجتماع ليهمس بأذني أحد الجالسين إلى جانبي وهو رئيس لإحدى الشركات الأوروبية الكبرى قائلا: ''فقط أنتم في المملكة العربية السعودية وتركيا تشاركون في هذا التجمع (يقصد مجموعة الدول العشرين) بثقة عالية ورؤوسكم مرفوعة''. أدام الله علينا وعلى وطننا هذا الرخاء وكفانا شر كل حاسد.
وفي الختام، نجدد البيعة للقيادة الحكيمة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ونقدم السمع والطاعة لأبناء الملك المؤسس الذين هم ''منقية'' الفرسان، الذين ''يتناخون'' لتقديم ما هو أفضل للوطن والمواطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي