ثرى عرفات الطاهر يوحد القلوب في المؤتمر الإسلامي الكبير

ثرى عرفات الطاهر يوحد القلوب في المؤتمر الإسلامي الكبير

ثرى عرفات الطاهر يوحد القلوب في المؤتمر الإسلامي الكبير

موقف مهيب احتشد فيه ملايين الحجاج من ضيوف الرحمن على صعيد عرفات الطاهر، محرمين برخيص الأزر نازعين لأردية الدنيا وملابسها الفاخرة، وفدوا إلى المشاعر المقدسة بثقافات متنوعة ويتحدثون بألسنة متعددة ويتعاطون ويتعاملون بحسب ما ألفه كل منهم في الوطن الذي جاء منه، وقفوا على عرفات في يوم الحج الأكبر فرحين وخاشعين آمنين تحوطهم عناية ورعاية الدولة السعودية قيادة وشعبا على اعتبار أنهم ضيوف الرحمن وحجاج بيته الحرام، الذين قدموا من ديار بعيدة، وأتوا من كل فج عميق، مختلفين في عاداتهم، وتباينت أعرافهم الاجتماعية، وأحوالهم السلوكية، بالأمس قضت مواكب الرحمن الركن الأهم في الحج الوقوف بعرفات وسط خدمات تكاملية وفرتها المملكة، معلنين بذلك بدء الفريضة تحت إشراف مباشر من الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس اللجنة العليا للحج، وبمتابعة ميدانية من الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، حيث تشكلت منظومة الحج، وقوامها أمن الحاج، بنية تحتية وعلوية، خدمات لوجستية، وكادر بشري، وداخل تلك المنظومة ينتشر آلاف الرجال لحماية النفس والمال والعرض، مؤهلين للتعامل مع جميع الظروف والمعطيات والمتغيرات، وتضخ المليارات في مشاريع البنية التحتية والعلوية لرفع الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة، ففي يوم عرفة توحدت القلوب في المؤتمر الإسلامي الكبير في موقف واحد لا يتكرر إلا مرة كل عام، ألا وهو وقفة عرفات، حيث تسمو الأنفس وترق الأرواح وتتطهر الأبدان وتلوذ الأفئدة بحثا عن الغفران، وحيث تتجلى ملامح الوحدة ومظاهر المساواة في كل شيء من الشعائر إلى الألبسة، ويكون اللون الأبيض رمزا لها، مثلما هو رمز دائم للطهارة والبياض والسمو؛ فالجميع سواء يؤدون النسك نفسها ويمارسون العبادات نفسها والشعائر نفسها.
في هذا المشهد التاريخي يقول الحاج مصطفى البر، عضو لجنة البعثة الرسمية لجمهورية مصر العربية: منذ 20 عاما وأنا أتشرف بخدمة ضيوف الرحمن عبر البعثة الرسمية لمصر، وفي كل عام تذهلنا السعودية بحزمة من المشاريع والعديد من الأنظمة التي تسهم بشكل مباشر في تيسير رحلة الحج والتي أصبحت ميسرة ومريحة لضيوف الرحمن، فقبل 20 عاما مضت كانت المملكة تسعى أن ترتقي بالمشاعر المقدسة فاختزلت المملكة المراحل وسابقة الزمن من خلال تنفيذ مشاريع جبارة تقف اليوم شاهدة على ما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين من تسهيل أمور الحجاج فمن منشأة الجمرات التي حولت الزحام والتخوف من رمي الجمار إلى رحلة ميسرة عبر مدينة متكاملة الخدمات، ومن 18 ساعة هي رحلة الحج بين المشاعر المقدسة إلى 15 دقيقة عبر قطار المشاعر، وقريبا دخول قطار الحرمين الشريفين ليختزل الوقت بين جدة ومكة والمدينة والمشاعر المقدسة.

الأكثر قراءة