خيام المخالفين في مكة .. مراكز تفويج تتحدى المنظومة الأمنية
خيام المخالفين في مكة .. مراكز تفويج تتحدى المنظومة الأمنية
تحايل مواطنون وثلة من العرب وخليجيون، على الأنظمة التي سنتها السعودية في الحد من عمليات التسلل إلى الأراضي المقدسة، والتي تهدف من خلالها إلى تنظيم عملية توافد الحجاج وفق نظام ''لا حج بلا تصريح''.
واتخذ هؤلاء المخالفون مواقع بعينها داخل أحياء العاصمة المقدسة والتي يوجد بها مساحات بيضاء لم تقم على أرضها مشاريع حيوية وإسكانية، لتكون محطات تفويج مصغرة، بعيدة عن أعين الرقابة الأمنية، حيث عمدت تلك المجاميع إلى نصب خيام قبيل الدخول الفعلي للمنع في نقاط وحلقات التفتيش المنتشرة على منافذ مكة المكرمة.
#2#
وقبيل الدخول الفعلي لزرع تلك النقاط التفتيشية تتمكن تلك المجاميع من عمليات تهريب منظمة للتحايل على الأنظمة الأمنية المعمول بها في المملكة، حيث تمكنت من خلال قراءتها المتواصلة لأعمال الحج المعلنة من قبل مسؤولي الجهات المعنية، إلى خلق بؤر مربكة لعمليات الخطط الأمنية والتي تستهدف العملية التنظيمية وتكالب دور الجهات الأمنية في صدها.
وبدأ تموضع المخالفين عبر تلك الأماكن أشبه بعمليات الإخلاء والإيواء التي تشاهد عقب الكوارث الطبيعية، بيد أن المشهد يعكس الحقيقة تماما، حيث نصبوا أنفسهم في تلك الخيام ككارثة طبيعية بحد ذاتها، متخذينها نواة لتفريخ حجاج غير نظاميين.
#3#
حلقة الوصل نحو المشاعر المقدسة لم تتوقف عند تلك الخيام، بل واصلت مخالفتها نحو استئجار حافلات ذات سعة مختلفة لنقل ما يمكن نقله من كتل بشرية وعينية مخالفة لنظام الحج، حيث يتحين سائقو الحافلات الفرصة ويتمركزون في مواقع تلك الخيام، لبدء المفاوضات لنقلهم إلى المشاعر المقدسة، ولا يجد هؤلاء الحجاج المخالفون غضاضة في دفع أسعار مرتفعة للهروب إلى مناطق آمنة داخل المشاعر المقدسة وبعيدة عن أعين الرقابة الأمنية.
نشوء تلك الخيام المخالفة، لم تفت على الباعة الجائلين، وناصبي الأكشاك المتنقلة، حيث حضرت هناك أسواق مصغرة، تدور في رحاها اقتصاديات ذات ربح وفير، يستغلها الوافدون من المقيمين في مكة المكرمة، يعرضون فيها على هؤلاء الحجاج المخالفين المستلزمات الضرورية التي تعينهم على قضاء أيام موسم الحج، من مواد غذائية، وأدوات منزلية تستخدم في طهي الطعام.
مُبررات وضعها هؤلاء المخالفون لأنظمة الحج، بارتفاع أسعار حملات الحج، والتي أكدوا أنها تقصم ظهروهم حيث لا يستطيعون تلبية رغبات أسرهم لأداء الحج بسبب هذه الارتفاعات التي اعتبروها مبالغ فيها، ما أجبرهم على الإقدام على مثل تلك الخطوة بالدخول إلى المشاعر المقدسة، والإقامة فيها قبل بدء وقت المنع التي تقدم عليها السلطات الأمنية في مكة المكرمة.
#4#
الدفاع المدني بدوره حذر من وجود بعض تلك الخيام التي تنصب على سفوح الجبال المجاورة لمشعر منى، من مخاطر السيول التي قد تدهمهم، خصوصا أن توقعات المراصد الجوية تؤكد بين الفينة والأخرى أن مكة المكرمة ستشهد أمطارا غزيرة خلال موسم حج هذا العام.
وفي هذا الصدد قال الرائد عبد الله الحارثي الناطق الإعلامي للدفاع المدني ''إن الدفاع المدني معني بسلامة كل الحجاج حتى لو كانوا من المخالفين الذين ينصبون الخيام على سفوح الجبال، وخطة مجابهة السيول يشترك فيها جميع أعضاء إدارة الدفاع المدني، ولدينا 38 فرقة متخصصة في عملية إنقاذ مخاطر السيول، منها وحدة الإنقاذ المائي التي يعمل فيها رجال متخصصون، دربوا على التعامل مع الحالات المشابهة في المياه الراكدة والجارية، ومتواصلون في التنسيق مع الزملاء في هيئة الأرصاد وحماية البيئة لتزويدنا بكل جديد فيما يتعلق بالأحوال الجوية في المشاعر المقدسة''.