الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

السبت, 18 أكتوبر 2025 | 25 رَبِيع الثَّانِي 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين11.05
(0.00%) 0.00
مجموعة تداول السعودية القابضة208
(-0.19%) -0.40
الشركة التعاونية للتأمين135.5
(-1.53%) -2.10
شركة الخدمات التجارية العربية103.9
(-2.53%) -2.70
شركة دراية المالية5.68
(0.18%) 0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب38.38
(0.05%) 0.02
البنك العربي الوطني25.32
(-0.63%) -0.16
شركة موبي الصناعية13.5
(1.96%) 0.26
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة36.8
(2.00%) 0.72
شركة إتحاد مصانع الأسلاك25.32
(-0.63%) -0.16
بنك البلاد29.16
(0.34%) 0.10
شركة أملاك العالمية للتمويل12.99
(-1.29%) -0.17
شركة المنجم للأغذية60.6
(-0.98%) -0.60
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.38
(0.49%) 0.06
الشركة السعودية للصناعات الأساسية61.75
(1.23%) 0.75
شركة سابك للمغذيات الزراعية123.5
(1.81%) 2.20
شركة الحمادي القابضة34.98
(1.57%) 0.54
شركة الوطنية للتأمين15.68
(-0.63%) -0.10
أرامكو السعودية25.3
(1.32%) 0.33
شركة الأميانت العربية السعودية21.35
(-0.65%) -0.14
البنك الأهلي السعودي38.62
(-0.82%) -0.32
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات34.84
(-0.46%) -0.16

قد يتساءل قرائي الكرام ما الأمر الذي يدفع الكاتب إلى توجيه شكر وتقدير إلى داعية إسلامي بهذا الشكل؟.. تقبيل الرأس إشارة العرفان بالجميل. والمرء في البلاد العربية يقبل رأس والديه.

وقد يتساءل القراء هل يعني الكاتب ما يقول؟ أي لو التقى الكاتب الشيخ القرني في مؤتمر علمي يحضره كبار أساتذة السويد، فهل سيقبّل رأسه، ولماذا؟

نعم. لو صادف وأن التقيت الشيخ الفاضل هذا لقبلته على رأسه في أي مكان في الدنيا. لماذا؟ لأنه أنقذني فكريا ومعنويا أمام حشد من العلماء والأساتذة في مؤتمر علمي خصص جله لمناقشة السياقات والتراكيب اللغوية الشائعة في الغرب للتعبير عن الصراع العربي (الفلسطيني) الإسرائيلي.

واللغة أعني بها الخطاب وما يشمله من رموز وصور ثابتة ومتحركة يجري توظيفها، ولا سيما في الإعلام لتوضيح أو إسناد وجهة نظر معينة. وغالبا إن لم يكن دائما تكون الغلبة للمجموعات التي تمتلك السلطة والقوة على حساب المجموعات التي لا سلطة ولا قوة لها.

بمعنى آخر، إن الخطاب الإعلامي مثله مثل المواد الأولية في صناعة معينة، حيث إن أصحاب هذه الصناعة يوظفون هذه المواد لتصنيع بضائع محددة تخدم مصالحهم ومصالح زبائنهم. اللغة هي المادة الأولية التي يلجأ إليها الأقوياء قبل السلاح لتصنيع القناعات التي توائم منهجهم الفكري وتسوق لتطلعاتهم ووجهات نظرهم خدمة لمصالحهم. واليوم قصب السبق في استخدام اللغة لتطويع الأفكار وخلق القناعات والعقائد في يد إسرائيل. أما العرب، أصحاب البيان والشعر والبلاغة فخطابهم قلما يخدم قضاياهم إن لم يكن يسيء إليها. وعلى رأس القضايا التي تشغل العرب تأتي القضية الفلسطينية.

والشيخ عوض القرني استخدم أخيرا خطابا، في رأيي المتواضع، أدخل العرب والمسلمين وبقوة في دنيا صناعة الخطاب. خطاب شيخنا الجليل لا رياء ولا نفاق ولا ازدواجية فيه. إنه خطاب ينطلق من صلب الرسالة التي أساسها محاربة الظلم من حيث أتى ومناصرة المظلومين.

ونعود إلى شيخنا الفاضل والمؤتمر حول الخطابين العربي والإسرائيلي. وفي خضم مناقشة حادة، انبرى واحد من المدافعين عن إسرائيل، مستشهدا بخطابها الداعي إلى السلام ليس من قبل سياسييها، بل حتى من قبل حاخاماتها. وقارن خطاب السلام هذا، كما يدعي، بالخطاب العربي وبعض الدعاة من المسلمين؛ كي يبرهن أن الخطاب المقابل خطاب عنف وقتل وحرب، وعرج على أن أحد الدعاة العرب ذهب بعيدا في عدائه لإسرائيل، حيث خصص مبلغ 100 ألف دولار لكل من يأسر جنديا إسرائيليا.

للخطاب العربي، الديني والدنيوي، مشكلتان. الأولى أن أغلبه يساير السلطة. الثانية، لا مكان للفرد فيه وإن بزغ شخص فإن إشعاع بزوغه لا بد وأن يقع ضمن هالة السلطة. ولهذا كرر المتحدث مرات عدة قائلا: "وهذا في بلد مثل السعودية".

يتصور العالم أن الفرد العربي لا فكر مستقلا له. أما الفردان الإسرائيلي والغربي لهما مطلق الحرية. فإن أفتى حاخام إسرائيلي بإبادة الفلسطينيين أو قتل كل الأسرى الذين أطلق سراحهم أخيرا وتخصيص مليون دولار لكل من يقتل أي واحد منهم أو الدعوة العلنية إلى تصفية الشيخ عوض القرني، كل هذا جزء من حرية الفرد ولا يمثل الوجهة الرسمية.

لكن هذه المبادرات الفردية، ولا سيما من أصحاب الشأن، هي التي تشكل في نهاية المطاف السياسات الحقيقية على أرض الواقع. فكيف تسيطر إسرائيل على الخطاب الأمريكي إن لم يكن من خلال هذه السياسات الفردية؟ والشيخ عوض القرني لم يطالب بقتل أحد أو هدم بيت أحد أو الاستيلاء ظلما على أملاك أحد أو دك تل أبيب بالصواريخ. إنها مبادرة فردية ما أحوج العرب المتنفذين من الأفراد والدعاة إلى القيام بها.

ألم يقل الرسول: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". وهل هناك منكر مثل إسرائيل؟ أعد قرائي الأعزاء أن أكمل مشوار المؤتمر هذا معهم وتأثير الشيخ الجليل فيما كتبته وقلته في سلسلة مقالات بعون الله.

وعيدكم مبارك وأعاده الله عليكم بالسؤدد ودعائي له أن يمكنكم قريبا الصلاة في ثالث حرميه.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية