هيئة أعضاء الترف!

التطور، أكتب لكم اليوم عن ظاهرة أخرى من الظواهر السلبية للرياضة وهي جلسة فناجيل ودلال، في مجلس رجال!!! ... أو ما يطلق عليها اصطلاحاً بهيئة أعضاء الشرف.
تتألف هيئة الشرف من النُخب المحبين لكيان رياضي، فالأعضاء هم في الغالب أصحاب سمو وأصحاب معالي وأصحاب سعادة ورجال أعمال يسددون اشتراكات سنوية في مقابل الحصول على (باقة) من الصلاحيات غير المحدودة التي تخولهم الإمساك بكل مفاصل القرار في الكيان الذي «يتشرف» بانتمائهم إليه! ... لا حسيب عليهم ولا رقيب، والكل لرغباتهم مجيب!
وجدت الهيئات الشرفية لرسم الخطط العامة وتحديد الأهداف المرجوة للكيانات الرياضية ومتابعة تحقيقها، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لمجالس الإدارات، ولأغراض أخرى كلعب دور «مجلس حكماء» يختص بتقديم المشورة للرؤساء والوساطة بين الفرقاء، وتصحيح المسار من خلال المشاركة في صنع القرار، وفض النزاعات التي تعترض سبيل حصد الإنجازات واعتلاء المنصات.
على النقيض مما سبق، نجد معظم هيئات الشرف تحولت إلى بؤرٍ للأزمات، مليئة بالانشقاقات ومثقلة بالخلافات، تنسف جهود الإدارات من خلال ممارسة كل أشكال التدخلات، حتى صرنا نسمع عن «شرفي» يأمر رئيس النادي بإقالة الجهاز الفني للفريق عبر اتصالٍ هاتفي وآخر يعيد تشكيل الأجهزة الإدارية برسالة فاكس ... وتحول الدعم المالي والمعنوي (المفترض) إلى ابتزاز مالي وتدمير معنوي، أدى برؤساء الأندية إلى امتهان التسوّل على وسائل الإعلام واستجداء عطف وكرم أعضاء هيئة الشرف لإنقاذ إداراتهم من الديون والأزمات المالية وارتفاع العجز في الميزانية!
ما يحدث في الهيئات الشرفية هو عبث غير مسؤول يدل على عقليات قديمة، ولإنقاذ ما تبقي من رياضتنا، يجب على الجهات المعنية الإسراع بإنهاء إجراءات خصخصة الكيانات الرياضية، حتى تتحول إلى شركاتٍ تجارية (حقيقية) تعمل بمبدأ الربح والخسارة، وتخضع لأحكام القانون التجاري بدلاً من أن تخضع لأهواء كل من (العضو الداعم) ... (العضو الفاعل) ... (العضو المؤثر) ... (العضو المخرّب) ... (العضو النائم)!!! ... وغيرها من الضمائر «الغائبة» و«المستترة».
...
آخر فنجان: هيئة أعضاء الشرف هي هيئة تبرعات، تقصي الكفاءات وتشتري الولاءات، وتسود فيها ثقافة «الشيكات» ... تتّسم بالخَرَفْ، وتُعدُ وجهاً من أوجُه الترف!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي