الغذاء والدواء في خدمة ضيوف الرحمن

أخذت المملكة على عاتقها بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين مسؤولية سلامة الحج وضيوف الرحمن من خلال تقديم جميع الخدمات، ومن ذلك الرقابة على الغذاء والدواء والأجهزة والمنتجات الطبية بمشاركة جميع الجهات ذات العلاقة والاختصاص والتي تشارك في موسم الحج من كل عام بناء على توصية لجنة الحج العليا، حيث تشارك قطاعات الهيئة العامة للغذاء والدواء لهذا العام 1432هـ كجهاز رقابي في العديد من المنافذ الجوية والبرية والبحرية ومنها مدينة الحجاج في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة، وميناء جدة الإسلامي، ومنفذ الحديثة، وحالة عمار، وذلك لضمان سلامة الغذاء، ومأمونية وجودة وفعالية الدواء وسلامة وكفاءة الأجهزة والمنتجات الطبية.
وتشارك الهيئة العامة للغذاء والدواء لموسم هذا العام بعدد من المختصين في مجالات الرقابة على الغذاء والدواء والأجهزة والمنتجات الطبية بالتعاون مع الجمارك، حيث يقوم المختصون بالاستجابة لاستدعاءات الجمارك بهدف فحص الشحنات الخاصة بالحجيج، والتأكد من صلاحية استخدام الغذاء للاستهلاك الآدمي، ومدى مأمونية الأدوية والمستحضرات التجميلية والعشبية، إضافة إلى التأكد من كفاءة الأجهزة والمنتجات الطبية، حيث قامت الهيئة العامة للغذاء والدواء العام الماضي بإنهاء إجراءات أكثر من ألفي استدعاء خلال موسم الحج وذلك بالتفتيش على الأغذية والأدوية والأجهزة والمنتجات الطبية. وتم فسح العديد منها ورفض عدد آخر من الشحنات المخالفة.
كما يشارك قطاع الغذاء بالهيئة في دعم أعمال الرقابة الصحية في أمانتي العاصمة المقدسة والمدينة المنورة، وذلك بالتفتيش على المنشآت الغذائية التي تقوم على إعداد الوجبات الغذائية للحجاج، إضافة إلى المنشآت الغذائية القريبة من مقار سكن الحجاج مثل المطاعم والبوفيهات ومحال الوجبات السريعة والمخابز للتأكد من التزامها بالاشتراطات الصحية الواجب توافرها في تلك المنشآت وضمان تقديم وجبات سليمة خالية من مسببات التسمم الغذائي - لا قدر الله - بما يحقق السلامة الغذائية لضيوف الرحمن.
كما يشارك قطاع الغذاء خلال موسم الحج من كل عام بعدد من الأطباء البيطريين وذلك لغرض الرقابة على المسالخ الواقعة في منطقة المعيصم في مشعر منى خلال فترة هدي الأضاحي وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية بالرقابة والتفتيش على الأضاحي قبل وبعد الذبح بهدف ضمان سلامة لحومها، وخلوها من الأمراض، وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي. وقبل ذلك كله تقوم الهيئة بالتنسيق والتعاون مع وزارة الزراعة في مجال استيراد الأضاحي ووقف استيرادها من المناطق الموبوءة إلى حين التأكد من خلو البلد المصدر من الوباء.
كما تقوم الهيئة العامة للغذاء والدواء بعمل دراسات ميدانية لتقييم وضع المنشآت الغذائية والعاملين فيها، وطرق تداول وحفظ الأغذية ابتداء من التحضير والإعداد وحتى تقدير الوجبات اللازمة للحجاج في المشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمسالخ الواقعة في المشاعر ومدى الاستفادة من الكميات الكبيرة للحوم الأضاحي، والطرق الصحيحة لحفظها، وذلك بهدف جمع المعلومات الدقيقة والصحيحة ووضع التوصيات التي من شأنها أن تحسن المستوى الصحي للمنشآت الغذائية والعاملين فيها، وكذلك طريقة تداول الغذاء بما يحق السلامة الغذائية لضيوف الرحمن ومن ثم تزويد الجهات المعنية بهذه التوصيات.
وتقدم الهيئة لهذا العام أكثر من مليون ونصف المليون نشرة توعوية بلغات مختلفة ومنها العربية والإنجليزية والتي تحمل عبارات توعوية في مجالات الغذاء، ومأمونية الدواء، وكفاءة الأجهزة الطبية. وقد عملت الهيئة منذ وقت مبكر هذا العام من خلال لجنة معنية بالحج داخل الهيئة على ترتيب وإعداد وتجهيز الكوادر والمختبرات وفرق المتابعة والمواد التوعوية لتكون المشاركة بالشكل اللائق بمكانة الهيئة كجهاز رقابي معني بضمان سلامة الغذاء ومأمونية الدواء والأجهزة والمنتجات الطبية. واستفادت في ذلك من مشاركات الهيئة في مواسم سابقة تشرفت الهيئة خلال تلك الأعوام بخدمة ضيوف الرحمن كجزء صغير من منظومة الخدمات التي حرص على توفيرها مولاي خادم الحرمين الشريفين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي