العولقي كان يتنقل بحرية ويتواصل مع الناس في مناطق خارجة عن سيطرة الدولة

العولقي كان يتنقل بحرية ويتواصل مع الناس في مناطق خارجة عن سيطرة الدولة

كان الإمام المتشدد المرتبط بالقاعدة أنور العولقي الذي قتل الجمعة في غارة أمريكية يتنقل بحرية على ما يبدو في المناطق اليمنية الشاسعة الخارجة عن سيطرة الدولة، كما كان يلقي المحاضرات في المساجد.
والعولقي الذي كان تعتبره واشنطن عدوا لدودا تساويه بأسامة بن لادن، قتل في منطقة صحراوية في شرق اليمن مع ستة أشخاص آخرين بينهم الأمريكي الباكستاني الأصل سمير خان رئيس تحرير مجلة "إنسباير" التي ينشرها تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب باللغة الإنجليزية، وذلك بحسب مصادر قبلية.
والقتلى الستة يمنيون جميعهم باستثناء سعودي واحد، إلا أن هذا السعودي ليس إبراهيم حسن العسيري الذي كان يوصف بأنه مصمم القنابل في التنظيم، وذلك بحسبما أفادت المصادر القبلية نفسها لوكالة فرانس برس.
وذكر شيخ قبلي أن الإمام المتشدد اليمني الأمريكي كان يتنقل في الأشهر الأخيرة بحرية بين مناطق أبين وشبوة في الجنوب ومأرب في الشرق، وهي مناطق قبلية تتحصن فيها القاعدة وتفلت بشكل كبير من سيطرة الدولة المركزية.
يذكر أن العولقي نجا في 20 أيلول (سبتمبر) من غارة استهدفته في المحفد في محافظة أبين الجنوبية، وبعد ذلك غادر الجنوب متجها إلى الجوف في الشمال، وهي منطقة صحراوية قريبة من الحدود السعودية بحسبما أفاد الشيخ نفسه.
وقال الشيخ القبلي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن العولقي كان قبل ذلك "يمضي معظم وقته في منطقة خور العوالق وهي منطقة جبلية تسيطر عليها قبيلة العولقي (العوالق) في محافظة شبوة الجنوبية. إلا أنه كان يزور أحيانا مدنا قريبة مثل عزان والروضة"، وهي مدن يسيطر عليها مسلحو تنظيم القاعدة.
وقد تعزز تنظيم القاعدة بشكل كبير في جنوب اليمن خلال الأشهر الأخيرة لا سيما في محافظة أبين التي يسيطر على عدة مدن فيها. واستفاد التنظيم من ضعف وتفكك الدولة المركزية اليمنية التي يواجه رأسها علي عبدالله صالح حركة احتجاجية واسعة مطالبة باسقاطه.
وقال أحد سكان شبوة طالبا عدم الكشف عن اسمه "شاركت في محاضرات ألقاها العولقي في المساجد، محاضرتان في عزان وأخرى في الروضة، وذلك قبل شهر رمضان وخلاله وبعده".
وذكر هذا الرجل أن العولقي "كان يدعو في المحاضرات إلى الجهاد في سبيل الله، وإلى قتال الامريكيين"، مشيرا إلى أن "عددا كبيرا من الشباب كانوا يبدون تاثرا واضحا بافكار العولقي".
وذكر شاهد آخر انه شاهد العولقي يؤدي صلاة الفجر خلال شهر رمضان في مسجد لودر في محافظة ابين، وهي مدينة يسيطر عليها أيضا مسلحو القاعدة.
إلا أن العولقي غادر هذه المنطقة بسرعة بعد رصد طلعات مكثفة لطائرات من دون طيار.
من جهته، قال شيخ قبلي آخر التقى العولقي بطلب من هذا الأخير في آب (أغسطس) إن الإمام المتشدد كان محاطا بتدابير أمنية مشددة.
وذكر هذا الشيخ أنه توجه إلى مكان محدد مسبقا من قبل أنصار الإمام في محافظة أبين، وأنه حين وصل إلى المكان نقل إلى "منطقة جبلية قاحلة".
وقال الشيخ "لقد رأيت عشرات المسلحين المنتشرين على التلال المحيطة بمكان الاجتماع".
وطلب العولقي من هذا الشيخ أن يسمح للمقاتلين المرتبطين بالقاعدة بالمرور بحرية في الأراضي التي تسيطر عليها قبلية الشيخ، إلا أن هذا الأخير أكد لوكالة فرانس برس أنه رفض هذا الطلب. من جهة أخرى، كشف مصدر في مكتب نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن توجه أمريكي بريطاني فرنسي بموافقة خليجية لإحالة الملف اليمني إلى مجلس الأمن الدولي لتطبيق المبادرة الخليجية وفقا للبند السابع. وقال المصدر في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية /بي. بي. سي/ أمس، إن هادي بذل جهودا كبيرة للخروج باتفاق لنقل السلطة سلميا في اليمن قبل إحالة ملف المبادرة الخليجية إلى مجلس الأمن وصدور قرار بتطبيقها تحت البند السابع.
وأضاف المصدر أن حزب المؤتمر الشعبي، وهو الحزب الحاكم في البلاد، متمسك بعدم تنحي الرئيس، وأن الطريق الوحيد لنقل السلطة سلميا يتمثل في انتخابات مبكرة تشرف عليها دول الخليج والأمم المتحدة... مشيرا إلى أن الحزب سيصدر بيانا في وقت لاحق اليوم بهذا الشأن. وكان مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر قد غادر صنعاء أمس بعد زيارته الخامسة لليمن التي استمرت عشرة أيام تلقى خلالها وعودا من أطراف عدة في البلاد بإجراء حوار جاد على أن يعود إليها في وقت لاحق.
ميدانيا، قتل أربعة جنود، وأصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة في اشتباكات مع ملسحي تنظيم القاعدة صباح الإثنين في مدينة زنجبار الجنوبية، حسبما أفاد مصدر طبي في عدن.

الأكثر قراءة