المريض أولا

يحسب لوزارة الصحة ولوزير الصحة شجاعة الطرح والاعتراف بالقصور الموجود حاليا في خدمات القطاع الصحي الحكومي، حيث ورد الآتي: ''المريض هو مركز النظام الصحي وليس مجرد جزء فيه، وهذا معناه أن منظومة الخدمات الصحية تتمحور كلها حول تلبية احتياجاته الصحية في الوقت المناسب والمكان المناسب، ابتداءً بالرعاية الصحية الأولية وانتهاءً بالخدمات العلاجية المتخصصة، وبطريقة مهنية يضمن معها المريض كافة حقوقه مثل حقه في معرفة طبيعة حالته، وحقه في معرفة خيارات العلاج المختلفة، وحقه في اختيار الطبيب المعالج، وحقه كذلك في أن تتم معاملته دائماً بطريقة تضمن كرامته، وتلبي تطلعاته وتوقعاته بلطف واهتمام وعناية، وهذه كلها جوانب لم تلق حظها من الاهتمام الكافي فيما مضى'' ص 7. وحلها لهذا الأمر هو ''المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة''.

والسؤال الملح هو نفس السؤال الذي سأله الملك عبد الله، حفظه الله، للوزير عندما قدم إليه المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة هو من أين ستأتي الوزارة بالقوى البشرية؟ حيث إن البناء والتجهيز سهل نسبيا ولكن إيجاد القوى البشرية الوطنية بالأعداد الكافية لن تكفيه عشر سنوات حتى مع تزايد الكليات والخريجين يبقى أمر التدريب ونقل المهارات من جيل لآخر أهم جزء من أي حل. من سيقوم به وأين وكيف وهل هناك تخطيط أو خطة لإيجاد المدربين وطنيا أم سنبقى نبعث طلابنا للخارج دون خطة للاعتماد على الذات في عملية التعليم التدريب. وإذا كنا مضطرين للاعتماد على عاملين ومدربين من الدول الأخرى سيكون السؤال هنا إلى متى؟.

الحل يكمن في تملك وزارة الصحة عددا كافيا من المستشفيات في جميع مناطق المملكة، حيث تستطيع بالتعاون مع الهيئة السعودية للتخصصات الطبية ووزارة التعليم العالي في جعلها مستشفيات تعليمية وتدريبية للطلاب المواطنين. ويمكن القيام بهذا كالتالي:

1- إيجاد كليات (تخصصات) مناسبة لحاجات الوطن الصحية مثل التمريض والعلوم الطبية المساعدة وكليات الطب والعلوم ذات العلاقة في كل منطقة من الـ 13 منطقة.

2- عدد الكليات يكون حسب التعداد السكاني الحالي والمستقبلي مع خطط للتطوير والزيادة حسب توقعات التعداد السكاني للسنوات المقبلة (50 سنة من التخطيط الوقائي والاستباقي).

3- جلب أساتذة مدربين ذوي خبرة وعلم من العديد من الدول المناسبة لتطلعات المواطنين وولاة الأمر مع إمكانية التوطين بما يناسب بلادنا من الناحية الثقافية والعلمية والإنتاجية.

4- وضع برامج تعليمية وتدريبية غير تقليدية ولكن قيادية وإبداعية تغطي حاجات البلاد من الأيدي الوطنية الصحية العاملة.

5- يجب أن تكون الخطط متكاملة مع المراجعة الدورية لها وتعديلها حسب حاجة الوطن.

6- يكون المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة هو الأساس والهدف لهذا التخطيط.

7- البدء بالأهم فالأهم مثل الرعاية الأولية وتشمل طب الأسرة والطب الباطني وطب الأطفال والنساء والولادة. أيضا مساعدي الأطباء والقابلات وجميع التخصصات الفنية الطبية المساعدة مثل الأشعة والمختبرات والتمريض وغيرها.

8- وضع حوافز مناسبة لزيادة أعداد المواطنين العاملين في القطاع الصحي من الجنسين.

9- دعم كل هذا إعلاميا من النواحي الاجتماعية والنفسية.

10- يجب أن تكون جميع الخطط والتنفيذ، مناسبة لبلادنا من النواحي الشرعية والاجتماعية.

11- أن يكون الإبداع والابتكار وعدم التقليد هو الأساس في وضع البرامج العلمية والتدريبية.

وكما قيل: إذا وجدت الرغبة وجد الحل والسعيد من وعظ بغيره واعقلها وتوكل.