المرأة في «الشورى».. الأمل أصبح حقيقة

لم يعد أمل المرأة في المشاركة والمساهمة في تدبير الرأي السياسي أملاً بل أصبح حقاً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وذلك بعد النجاحات التي حققتها من خلال مساهماتها الفاعلة ومشاركاتها التنموية. ولم يك هذا الأمل أملاً لها وحدها بل كان أمل كل مواطن مخلص يدرك الإمكانات والقدرات التي تتمتع بها المرأة السعودية.
ولقد كان خادم الحرمين الشريفين كما عهدناه محققاً لأمال شعبه وأمته فهو في الوقت المناسب يتخذ قراراً حكيماً ومناسباً يرتقي بنا نحن السعوديين إلى المرتبة التي نستحقها كشعب مسلم مخلص لقيادته وأمته.
فحق علينا الشكر لله أولاً ثم لك يا خادم الحرمين على هذا القرار الذي سيكون له أثره في تحقيق سعادة شعب المملكة والارتقاء به إلى المكانة اللائقة بين الشعوب.
وإن ما تشهده بلادنا من تنمية وتطور على كافة مناحي الحياة الاقتصادية منها والاجتماعية لأمر يستوجب الاقتداء بها والاقتباس من طرائقها، كيف لا وهي تواءم بين الأصالة والمعاصرة والمحافظة على الجوهر والأخذ بوسائل التقدم والنماء على جميع الأصعدة.
كما أن السياسة الحكيمة على الصعيدين الداخلي والخارجي للمملكة العربية السعودية محل تقدير العقلاء في العالم. ولقد وجدت قلمي يسيل لهذا الإعجاب تقديراً لك يا أبا متعب وتقديراً لما تقدمه لشعبك وأمتك. حفظكم الله أيها الملك الشهم الوفي فقد وصل عطاؤك إلى جميع المواطنين على كافة المستويات ولن أبالغ إذا ما قلت إن كل فرد من أفراد هذا الشعب الوفي يدرك أبوتك ويدعو لك مخلصاً.
وقد كان صدور قرار مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى والمجلس البلدي في ذكرى اليوم الوطني له مغزاه وأهميته الخاصة.
فاليوم الوطني هو يوم استذكار قيام الدولة السعودية المعاصرة على يد صقر الجزيرة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - بعد أن وحدها على أسس من كتاب الله ومنهج رسوله (صلى الله عليه وسلم) وعندما يتخذ هذا القرار في هذه المناسبة العظيمة تذكير بأن هذه المشاركة لا تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية وأصولها التي قامت هذه الدولة وقام هذا الكيان الشامخ على أساسها. وقد ذكرنا المليك بأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يشاور أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها - في أهم القرارات السياسية بل في قرار الحرب. كما وقد كان (صلى الله عليه وسلم) يعمل قبل الإسلام في التجارة تحت إدارة أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها- أما أمور الدنيا فقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) ''أنتم أعلم مني بأمور دنياكم''. وفي إطار ما يراه ولي الأمر من مصلحة وخير تتم سياسة وإدارة البلاد وهذا ما تقرر بفضل الله.
ثم إن هذا القرار الرشيد لم يصدر من القيادة كرد فعل لمطالبات أو شكاوى بل أتى نتيجة استشعار القلب الأبوي وتطلعاته تجاه ما يخدم مصالح شعبه ويحقق تطوره. وأرجو أن تتبع هذا القرار الحكيم قرارات أخرى تساهم في التنمية وترفع من شأن المرأة ومشاركتها في العمل والتنمية مع الالتزام بما يحفظ لها مكانتها ومشاركتها.
دام عزك يا وطن
ودام عزك يا أبا متعب
محام ومستشار قانوني

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي