Author

إصابات الملاعب.. الهاجس الأكبر

|
من ما لا شك فيه أن إصابات الملاعب أصبحت هاجساً يؤرق مضاجع جهات كثيرة تتعامل مع كرة القدم وأولهم اللاعبون والمدربون والإداريون والجمهور، وتعددت أشكال الإصابات مثلما تعددت أسبابها ومهما تعددت الإصابات، فالفقد واحد ونذكر منها الكسور بأنواعها، والجروح بأنواعها، التقلصات والتمزقات العضلية بأنواعها، الإصابات الدماغية وتهتك الأعضاء الداخلية، إصابات الركبة وهي الأكثر ومن ثم إصابات الكاحل, وهناك إصابات (الصفاق) وهي إصابة في العضلات الضامة مع عظمة العانة، ولكني هنا سوف أتعرض لواحدة من أسوء أنواع الإصابات وأكثرها قسوة وهي إصابات الرباط الصليبي.. فهي من الإصابات المؤلمة جسدياً ونفسياً، وبقليل من الكلمات دعونا نتعرف عليها، يتكون الرباط الصليبي من رباطين معا لهما بدايات ونهايات محددة المكان. وأولهما هو الرباط الصليبي الأمامي الذي يساهم في توفير الدعامة لعظمتي الفخذ والساق أثناء ثني الركبة أو تمددها ويمتد الرباط الصليبي من أول عظمة الساق إلى عظمة الفخذ ويقوم بتثبيت المفصل ومنع عظمة الفخذ من الحركة أو الالتفاف المفاجئ الذي يعوق الشخص عن الحركة أو الجري بشكل سليم وتحدث أصابه الرباط الصليبي الأمامي غالباً أثناء عمليه الجري أو القفز، وتكون غالباً بسبب التواء الركبة ووجود قوة هائلة (مثل وزن الجسم) لا يتمكن الرباط من مقاومتها مما يؤدي إلى قطعه، وثانيهما هو الرباط الصليبي الخلفي وهو أخف وطأة لأن إصابته قليلة وتكاد تكون نادرة ولا تأتي إلا عن طريق ضربة مباشرة بقدم لاعب أو بأي جسم صلب للجزء الخلفي من الركبة. وواحد من العوامل المساعدة في حدوث إصابة الرباط الصليبي هو الإجهاد المستمر، وهذا يؤدي إلى أن تقوم الركبة أو العضلات بحركات لا إرادية في اتجاهات مختلفة مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابات المختلفة للركبة وعدم التناسق أو التناغم العضلي العصبي بمعنى أن يريد المخ أن يقوم بحركة معينة وتكون استجابات العضلات؛ إما متأخرة أو متقدمة أو غير مناسبة وخصوصا في العضلات المحيطة بالركبة وإذا كان هنالك ضعف في العضلات المحيطة والمؤثرة على حركة الركبة وعدم تناسق حركاتها وذلك ينبع من ضعف التأهيل بعد الإصابات الطويلة وأنواع إصابات الرباط الصليبي هي: قطع جزئي أو قطع كامل والقطع الجزئي غالبا لا يحتاج لإجراء عملية جراحية ويكون من الممكن أعاده المصاب لحالته الطبيعية وذلك بتثبيت المفصل لمدة أسبوعين مع عمل العلاج الطبيعي حسب تعليمات الطبيب ولكنها قد تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر في حالة فشل العلاج التأهيلي والطبيعي في الحصول على النتيجة المرجوة يصبح التدخل الجراحي حتميا، أما القطع الكامل فلا حل غير التدخل الجراحي ويتبعه فتره تأهيل تتراوح يحددها الطبيب ولكن في الغالب تتراوح بين أربعة وستة أشهر وقد تصل إلى ثمانية أشهر؛ لقد ذكرت بالتحديد إصابة الرباط الصليبي لأنها انتشرت بصورة غير معهودة وهي من الإصابات التي ربما تنهي حياة اللاعب أو تسبب في هبوط مستواه أو تنهي تعاقده إن كان من زمرة اللاعبين المحترفين. وإذا أردنا أن نستعرض بعض الأمور التي تعتبر من الأسباب المهمة التي تحدث الإصابة ويتجاهلها الكثيرون بجانب تلك الأسباب المعروفة مثل العادات السيئة كالسهر والتدخين وملحقاتهما وعدم الانتظام في التدريبات وطريقة أدائها والإخلاص في تنفيذها، فبعض اللاعبين يؤدون الحركات الخاصة بالإعداد البدني بطريقة فيها كثير من الإهمال للأداء الصحيح وفق ما يقدمه مدرب الإعداد البدني أو كما يسمى مدرب اللياقة البدنية فينتج عن ذلك عدم اكتمال الإعداد البدني بصورة مثالية قبل الدخول في مجالات الإعدادات الأخرى مثل الإعداد المهاري والخططي وغيرها لذلك نلاحظ أن عددا كبيرا من اللاعبين يتعرضون للإصابات أثناء فترات الإعداد، وهذا مؤشر إلى احتمالية أن يكون للمدربين المختصين في الإعداد البدني دور كبير في هذه الإصابات لعدم تدرجهم في فقرات البرنامج التدريبي أو زيادة الحمل؛ ولذا يجب على المديرين الفنيين دراسة برامج الإعداد البدني بدقة شديدة ومتابعة تنفيذها من قبل مدربي الإعداد البدني، وهنالك بعض الأمور نورد ذكرها لأهميتها ولدورها الكبير في تعرض اللاعبين للإصابات ونذكر منها الآتي: الفحص الطبي الشامل يجب الاهتمام بالفحص الطبي الشامل وعلى المدير التنفيذي أو المدرب أن يتأكد من أنه قد تم إجراء الفحص للاعبين على جميع الأجهزة الحيوية للجسم المتمثلة في الأجهزة التالية: الجهاز الدوري الدموي (القلب) - الجهاز التنفسي (الرئتين) - الجهاز الهضمي (المعدة) - الجهاز البولي (الكليتين)؛ إذ إن سلامة هذه الأجهزة تجعل من اللاعب إنساناً قادراً على أداء جميع الحركات المطلوبة منه أثناء التدريب وتقلل نسبة وقوع الإصابات التي يمكن أن تحدث أثناء التدريب أو المنافسات، وفي حال اكتشاف أي خلل عضوي لدى أي لاعب فعليه إبعاده حتى يشفي تماماً من هذا الخلل. الغذاء الكافي إن غذاء اللاعب يحدد عادة حسب المجهود الذي يبذله ذلك اللاعب وما يحتاج إليه من سعرات حرارية وعدم الانتظام في تناول الغذاء المطلوب وأن عدم مناسبة كمية الغذاء المتناولة من قبل اللاعب حتما سيوقع اللاعب في الإصابات بجانب تنظيم كمية الغذاء المتناولة والتقيد بنظام ومواعيد الأكل وتناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية بجانب الخلود للراحة الكافية وهي لا تقل أهمية عن الأكل والغذاء وهي الراحة الفسيولوجية للجسم فعلى اللاعب وحتى يتجنب الإصابة أثناء ممارسة النشاط أن يأخذ قسطاً وافراً من النوم، كما يجب أن تكون هنالك فترات من الاسترخاء بين فقرات التدريب مما يؤدي إلى جعل اللاعب قادراً على أداء الحركات المطلوبة دون تعب أو ملل مما يؤدي أيضاً إلى راحة العضلة وبقاء ذهنه متفتحاً للانتقال لمراحل التدريب الأخرى ولاستيعاب المطلوبة منه. المنشطات الصناعية من الأسباب المهمة والتي لا يعرفها اللاعبون هي الأضرار البليغة التي يحدثها تعاطي المنشطات الصناعية فيتعاطونها من اجل بذل طاقة أكبر من طاقتهم الطبيعية ليتمكنوا من تحقيق الفوز على خصومهم مما يؤدي إلى إعطاء نتائج إيجابية مؤقتة تزول بزوال المؤثر تاركة آثاراً سلبية على جميع أجهزة جسم اللاعب، ومثل هذه المنشطات ممنوع تعاطيها في جميع الأحوال والمنافسات الرياضية، ومن هذه المنشطات الكافيين والكورامين... إلخ، وإضافة إلى تأثيراتها السلبية في نزاهة النتائج، بكل التداعيات الإعلامية والرياضية والاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية، فإن هناك تأثيرات سلبية بدنية ونفسية وصحية تطول بشكل مباشر اللاعبين المستخدمين لها أنفسهم، وبشكل غير مباشر تطول غيرهم من اللاعبين في الوسط الرياضي برمته. ومن أهم ما يحدث تفاقم الإصابات عدم العلاج الفوري للإصابات التي تحدث وربما تكون الإصابة طفيفة ولكن نتيجة لإهمالها تتفاقم وتتضاعف، وقد يصعب علاجها. وهنا لابد أن أتعرض بجرأة شديدة للأطباء والمعالجين الطبيين الذين يرافقون الفرق والمنتخبات ودورهم الكبير في تحديد نوع الإصابات التي يتعرض لها اللاعب داخل الملعب في المباريات وخاصة المباريات الحساسة، وقد شاهدنا كثيرا من هؤلاء الأطباء والمعالجين يستعملون (العلاجات المخدرة والمخففة للألم) من أجل استمرار اللاعب في اللعب فلا يشعر اللاعب بالألم وبالتالي لا يعرف مدى خطورة الإصابة التي تعرض لها فيواصل اللعب وبالتالي تزداد الإصابة وتتفاقم وربما يتسبب ذلك في فقداننا لموهبة من المواهب الواعدة، فعلى الأطباء والمعالجين الطبيين التعامل بجدية في هذا الأمر وسرعة معالجة الإصابات التي تحدث وعدم وضع المعالجات الوقتية للإصابات ووضع مصلحة اللاعب وسلامته فوق مصلحة ونتيجة مباريات فريقه لأنه من الأفضل أن يخسر الفريق مباراة من أن يخسر لاعبا، بجانب أنه يجب إعداد هؤلاء الأطباء والمعالجين وتطوير مستوياتهم وتزويدهم بالوسائل والمعارف والنشرات التي تشرح المستجدات في هذا المجال لأن المهمة التي يقومون بها مهمة صعبة وضرورية وحساسة وتحتاج إلى إنسان متمكن، كما عليهم هم أنفسهم مهمة البحث والدراسة لمواكبة التطور الذي يحدث في كل يوم في العالم في هذا المجال.
إنشرها