منذ نحو ستة أشهر، تركت وظيفة مريحة للغاية في شركة من الدرجة الثانية لتولي منصب جيد (وإن كان براتب أقل) في الشركة الرائدة في القطاع التنافسي للغاية الذي أعمل فيه. وكان المنصب الجديد خيبة أمل كبيرة. فالقسم مدار بشكل سيئ، ولا يبدو أن الإدارة العليا تهتم وزملائي الجدد ليسوا ودودين كثيرا.
والآن سمعت أن رئيسي القديم حريص على إعادتي. وأرغب أن أعرف إن كان جادا بذلك، ولكن قد يبدو هذا كأني أعود زاحفا معترفا بخطأي. إلى جانب ذلك، لا أريد أن أكون متسرعا جدا. ففي النهاية، يحتاج المرء إلى بعض الوقت ليتم تقبله في فريق ناجح.
مدير - في منتصف الخمسينات من العمر
إجابة لوسي
العودة إلى الوظيفة القديمة ليست أبدا فكرة سيئة. فمعظم حالات التنقل بين الوظائف عمياء - قد تنجح أو لا تنجح. وأنت تركت وظيفتك القديمة لأنك تريد العمل مع الشركة الرائدة في هذه الصناعة، ولكنك وجدت ألا علاقة بين كون الشركة هي الأكبر وكونها مكانا لطيفا للعمل به أو كونها الأكبر ومدارة بشكل جيد.
وعلى النقيض من ذلك، فأنت تعلم بالضبط كيفية العمل مع رئيسك القديم. وتعرف أن العمل في شركته مريح وقد اكتشفت شيئا مهما وهو أن الراحة شيء جيد. لم أفهم قط لماذا ''مناطق الراحة'' لها سمعة سيئة: كلما رأيت واحدة، أتجه إليها فورا؟
ولا أعتقد أيضا أنك ستبدو ''عائدا زاحفا'' لو عدت إلى وظيفتك القديمة، خاصة إذا قمت بذلك على النحو الصحيح. وأنت تقول إن مديرك القديم حريص على إعادتك، ولكن لو كنت مكانك لما تحدثت معه الآن. انتظر ودعه يأتي إليك. ثم حاول أن تحول خروجك لمصلحتك عن طريق التفاوض على العودة براتب أعلى وترقية. وهكذا تكون قد قفزت عائدا بدلا أن تعود زاحفا.
ولن تكون أكثر ثراءً فحسب، بل أكثر سعادة أيضا، حيث إنك ستثبت بالتأكيد أن العشب الأخضر على الجانب الآخر من الطريق هو في الواقع أصفر وغير متجانس حين تراه على مسافة قريبة.
والشيء الوحيد في رسالتك الذي يستوقفني هو حقيقة أنك ابتعدت لمدة ستة أشهر فقط. ولست واثقة أن هذه مدة طويلة بما فيه الكفاية لتقييم مكان عملك الجديد. فبعض الشركات لا تحب الغرباء؛ ويستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتم تقبلهم، وإلى أن يحدث هذا، يكون الزملاء غير ودودين.
لو كنت مكانك، سأمضي الوقت وأنا أنتظر أن يأتي الرئيس القديم لي وأعمل في الوقت نفسه بجد في الشركة الجديدة وأكون ودودة بقدر ما أستطيع. ثم إذا انتهى بك الأمر بالعودة إلى شركتك القديمة، ستكون متأكدا أنك حاولت بجد في الشركة الجديدة. وهناك دائما الاحتمالية (الصغيرة، لكن ليست المستحيلة تماما) أن تبدأ الإدارة العليا بملاحظتك، وأن تبدأ بتفهم زملائك الجدد وهم يتفهمونك بدورهم. وربما حينها ستكتشف أن الشركة ليست مدارة بشكل سيئ للغاية.
نصائحكم
لا تذهب إلى المنزل
يقول عنوان رواية توماس وولف ''لا يمكنك العودة للمنزل ثانية'' كل شيء. الحقيقة هي أنك إذا عدت، سيعتبرك زملاؤك فاشلا، وستترك العمل بعد العودة في الوقت المناسب. انتقل إلى شيء آخر ولا تنظر إلى الوراء.
مدير قسم تكنولوجيا المعلومات (42 عاما)
ليس هناك شيء تخسره
بما أنك اكتشفت الآن أن الشركة الرائدة في السوق ليست شركة رائعة، يمكنك مساعدة شركتك الأقل شأنا على تعزيز موقفها في السوق، باستخدام الخبرة التي اكتسبتها من ''مهمتك السرية''.
وإذا كنت في منتصف الخمسينات من العمر، قد يستغرق الأمر وقتا طويلا لكي يأتي رئيسك إليك. اذهب إليه واعرف إن كان جادا بشأن عودتك. ليس لديك شيء لتخسره.
مجهول
كن مرغوبا
لقد عدت إلى وظيفة قديمة ليس مرة، بل مرتين خلال حياتي المهنية. وفي كلتا الحالتين، اكتسبت خبرات جديدة في دول جديدة ووسعت سيرتي الذاتية كثيرا. إذا لم تكن تريد فعل الشيء نفسه، لا تعد. وإذا كنت تريد ذلك، فلِمَ لا تعود؟ من الرائع دائما أن تكون مرغوبا.
مديرة (50 عاما)
اصمد
لا تعد، فالأسباب التي تركت من أجلها الشركة لا تزال قائمة. وقد يؤدي الصمود في وظيفتك الحالية إلى دور أفضل لك في شركة رائدة أخرى.
مجهول
كن سعيدا
يستهلك العمل جزءا كبيرا غير متناسب من حياتنا. فلماذا تبقى في شركة تعتقد أنها مدارة بصورة سيئة ولا تشعر فيها بالسعادة؟.. لقد فعلت الشيء نفسه بالضبط، ولم يكن لذلك تأثير على مسيرتي المهنية. وأنا أكثر سعادة بكثير بسبب ذلك.
مجهول
أنت محظوظ
حيث إني طالب أَمُر في وضع لا أُحسَد عليه، وهو محاولة العثور على عمل، فإن مشكلتك تبدو لي وكأنها نوع من الترف. كن ممتنا لأن لديك الخيار.
إن أماكن العمل مليئة بالتأكيد بأشخاص كريهين. وهذا ليس سببا قويا يدفعك إلى ترك العمل. إذا عدتَ إلى وظيفتك الأولى سيتولد لديك إحساس بالفشل. حاول ألا تلجأ إلى الخيار السهل.
طالب (20 سنة)

