الأمير سلمان والريادة في العمل الخيري
دائما يقال الشيء بالشيء يذكر، وهذا يدل على مناسبة هذا المقال الذي بني على مقال سابق لي عن الجمعيات الخيرية، ومع ما أعلن عنه الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن توجيه الاحتفال بمرور 50 عاما على تقلده إمارة الرياض إلى صرح اجتماعي خيري يخدم المنطقة. وحقيقة أشكر وزارة الشؤون الاجتماعية على التجاوب وإيضاح بعض الغموض للرأي العام حول عمل بعض الجمعيات الخيرية، وإيضاح الأدلة الإرشادية للعمل في الجمعيات، ولكن ما كان يهدف له المقال السابق هو شيء من المتابعة والرقابة على بعض الجمعيات والقرب منها وتسهيل عملها وإرشادهم للطريق الصحيح، وعدم التركيز على الرقابة المالية وعدم العناية بالجوانب الأخرى، ورغم وجود بعض الأجانب في بعض الجمعيات الخيرية - وهذا أمر واضح للجميع أينما اتجهت في هذا الوطن المعطاء - ورغم وجود بعض المخالفات في بعض الجمعيات سواء إدارية أو مالية، إلا أن هذا لا ينتقص من الدور الذي يقوم به كثير من الجمعيات الرائدة في هذا الوطن. ومن أمثلة الجمعيات الرائدة في العمل الخيري وفي رعاية كثير من الأسر الفقيرة، جمعية البر الخيرية، وجمعية إنسان وغيرهما من الجمعيات والمؤسسات الخيرية، وكذلك بعض رجال الأعمال الذين لهم دور ريادي في فعل الخير المؤسسي المنظم؛ مثل أوقاف صالح الراجحي الخيرية. وفي هذا المجتمع الذي فطر على حب الخير الذي ينبع من عقيدته الإسلامية، وقيادته الحكيمة، التي جعلت التنمية الاجتماعية هدفا رئيسيا لها لتحقيق الرفاه لأبناء هذا الوطن المعطاء. فجمعية البر الخيرية ترعى عددا كبيرا من الأسر في مختلف أنحاء هذا الوطن المعطاء ولها كيان مؤسسي عريق من النموذج المثالي للعمل الخيري. وكذلك جمعية إنسان التي تهتم بشريحة مهمة في المجتمع من الأيتام والأرامل، وترعى عددا كبيرا من الأسر في منطقة الرياض وغيرها الكثير من الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي لها دور بارز، ولكن مثل جمعية البر وجمعية إنسان عبارة عن نماذج ريادية في العمل الخيري.
وبما أننا في هذا الشهر الفضيل شهر الخيرات يكون دعم مثل هذه الجمعيات الرائدة في مجال العمل الخيري، التي حققت إنجازات كبيرة في دعم العمل الخيري التنموي، يكون من وجوه البر، ومثل هاتين الجمعيتين لا أحد يستغرب من النجاح المحقق لهما لأنه يقف خلفهما رائد من رواد العمل الخيري الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وأبناؤه الذين لهم أياد بيضاء في دعم العمل الخيري، ورجال مخلصين للعمل الخيري، وبذلك أصبحتا من المؤسسات الخيرية التي يشار إليها بالبنان في آلية العمل الخيري كما ونوعا. ومن الجوانب الإنسانية والخيرية في شخصية الأمير سلمان بن عبد العزيز توجيه سموه الكريم بتحويل احتفال الأهالي بمرور 50 عاما على تقلده إمارة منطقة الرياض إلى مشروع خيري يخدم منطقة الرياض تحت اسم جمعية الأمير سلمان بن عبد العزيز للأعمال الخيرية، وهذه الحاضنة الخيرية سوف تسهم في تقدم العمل الخيري في منطقة الرياض بشكل خاص والمملكة بشكل عام، ولا شك أن تناسب الإعلان عن هذا الكيان الخيري الاجتماعي في هذا الشهر المبارك شهر الخيرات سيحقق - بإذن الله - الريادة في دعم العمل الخيري كما ونوعا من خلال تفاعل أهالي منطقة الرياض مع هذه الجمعية الخيرية، وجعلهم يتسابقون في الخيرات.
حفظ الله رائد العمل الخيري الأمير سلمان بن عبد العزيز، وبارك الله له في مسيرته التطويرية والإنسانية التي تعد مفخرة للجميع.
والله من رواء القصد