السيد أبو عبد الله، نعم، معك المستشفي المرجعي التخصصي .. تم قبول حالتك في قسم القلب .. شكرا وجزاك الله خيرا.. يا ولدي.. بس متى الموعد؟ الموعد يا عم بعد سنة .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. سنة .. ما أقدر .. حالتي صعبة .. آسف يا عم .. بس الدكتور اللي عندنا قال لي لازم أشوف دكتور القلب بسرعة .. يعني خلال كم يوم أو بالكثير أسبوع أو أسبوعين .. آسف يا عم مو بيدي .. طيب وشس السوات .. دبر حالك .. آه لو عندي فلوس كان دبرت حالي .. خير .. خير.. أنت ما تقدر تفزعلي .. لا لا.. والله ما أقدر يا عم .. لو أقدر أخدمك بعيوني .. مع السلامة ربنا يعينك لازم أروح أخدم مرضى آخرين .. آسف يا عم .. هل مرت عليك مثل هذه القصة أو ما يشابهها؟
منذ 20 عاما أو أكثر بدأ النظام الصحي في الدول الغربية بتداول العمل بما يسمى "نظام المواعيد المفتوح" ليسهم في تخفيف معاناة المرضى في الحصول على موعد مع الطبيب المناسب للحصول على رعاية طبية معينة في وقت قياسي. حيث ساهم في تقليل مدة الانتظار إلى ساعات أو أيام معدودة، إن لم يكن يوما أو يومين للتخصصات الأولية. ويعتقد الكثيرون أن تأخير المواعيد لعامة المرضى ناتج عن عدم توافر الخدمة أو قلة مقدميها. لكن الأبحاث العلمية تقول إن هذا ناتج عن عدم التخطيط أو سوء التخطيط أو التخطيط غير المنطقي للمواعيد مع سوء استخدام للموارد المتاحة.
الأنماط المعمول بها هي advanced access المواعيد المتقدمة والآخر open access المواعيد المفتوحة. وتعرَف هذه الأنماط كالتالي: المواعيد المتقدمة هي قدرة وحصول المريض على موعد مع الطبيب المناسب في اليوم نفسه، مع تحديد نسبة معينة للمواعيد المتكررة وطويلة الأجل. والمواعيد المفتوحة هي الحصول على موعد مع الطبيب المناسب خلال يوم أو يومين من طلب الموعد مع تحديد نسبة معينة لمواعيد المتابعة المتكررة وطويلة الأجل مع ترك جل المواعيد لتفتح للاستخدام بشكل تدريجي ابتداء من أول يوم لكل أسبوع ولمدة خمسة أيام (أيام العمل).
والنمطان يعملان كالتالي: تحدد أولا نسبة المواعيد المتكررة وطويلة الأجل، مثل مرضى السكري والقلب والأورام والأعصاب والسمنة وغيرها، بما يقارب 30 في المائة لكل يوم، وتقسم المواعيد المفتوحة والمتقدمة على أيام الأسبوع بنسبة 14 في المائة لكل يوم من أيام العمل الأسبوعي. فمثلا مواعيد يوم الأربعاء من كل أسبوع يكون 30 في المائة منها مفتوحا للحجز مسبقا وطول أيام السنة السابقة، والـ 70 في المائة الباقية تتاح للاستعمال ابتداء من يوم السبت السابق ليوم الأربعاء، حيث تتم إتاحة 14 في المائة يوم السبت، ثم يضاف إليها 14 في المائة أخرى يوم الأحد وهكذا إلى يوم الأربعاء، حيث تتم إتاحة آخر نسبة 14 في المائة، من مواعيد ذلك اليوم للاستخدام صباح الأربعاء ليكتمل المجموع الكلي لمواعيد هذا اليوم لـ 100 في المائة.
هناك ستة عوامل مهمة لتطبيق هذه الأنماط، الأول:supply and demand التوازن بين العرض والطلب، الثاني: تقليل المواعيد المتكدسة والمتأخرةReducing backlog ، ثالثا: Reducing appointment type تقليل نوعية المواعيد إلى مريض جديد ومريض متابعة ما أمكن، رابعا: وجود خطط احتياطية Contingency plans تغطي نقص الإمدادات الطبية أو نقص الكوادر أو في حال وجود جوانح أو أمراض معدية أو كوارث، خامسا: demand profile توازن المواعيد المتوافرة مع أنماط الطلب على الخدمة مثل الولادة، السمنة، السكري، أمراض القلب والأورام والجراحات المختلفة، وسادسا: توفير الإمدادات ذات التأثير العالي في سرعة تقديم الرعاية الصحية (موارد عنق الزجاجة)، التي يؤثر نقصها أو عدم توافرها في جميع أو معظم خطوات أو سلسلة الرعاية الصحية، وهو ما ينعكس سلبا على المريض وتوفير الرعاية له ويزيد التكاليف المالية. وتتأثر هذه العوامل بنوعية القيادة الصحية القائمة وقدرتها على الإدارة والتخطيط، حيث يتطلب تطبيقها قيادة وإدارة قوية. وهذا يرجع إلى أنها مرتبطة بالنتائج التالية: تقليل انتظار المرضى وما ينتج عنه من تقليل المعاناة ومن ثم تقليل التكلفة الاقتصادية على الدولة والأفراد والأسر. ثم تمكين المريض من المتابعة والعلاج من قبل طبيب واحد، ما يقلل تكاليف إعادة التحاليل وجمع المعلومات الطبية، ما يؤدي إلى توفير وقت الطبيب وزيادة الإنتاجية وفاعلية العلاج مع ارتفاع رضا الطبيب والمريض والقيادة الصحية. أيضا زيادة الدخل للقطاع الصحي الخاص والعام من الخدمات المؤمنة والخدمات ذات المقابل المادي المباشر. زيادة إنتاجية جميع الخدمات الصحية المساندة ورفع الروح المعنوية للعاملين بناء على النتائج المتحققة وما يتبعها من مردود مادي ومعنوي. تقليل الضغط على خدمات طب الطوارئ ما يؤدي إلى تقليل التكلفة المالية وتوجيه العناية والموارد الطبية المتاحة لمن يحتاج إلى خدمة طارئة مثل من يصابون بجلطة الدماغ أو القلب، وآخرها زيادة الرضا العام كناتج مباشر لرعاية سريعة ومتقدمة. وكما قيل: درهم وقاية خير من قنطار علاج.
المراجع :FPM:www.aafp.org/fpm 2/2004,Managed Care Quarterly 1999;7(3):45-55,Health Care Manage Sci (2007)10:111-124, JAMA, Feb 26,2003-Vol 289, No8,
