مبادرة خفض الأسعار .. رسالة لبناء الثقة مع المواطنين

من الخطأ أن نعمم النظرة السلبية التي يتناقلها الناس بسبب ارتفاع الأسعار على جميع رجال الأعمال في بلادنا، فالكثير من هؤلاء يقدرون ما يقدم لهم من تسهيلات، بل وما قامت به الدولة من إقالة عثرات الكثير منهم، وتوفير السبل كافة لنجاحهم، هؤلاء يحفظون للدولة مواقفها ويراعون ما للمجتمع من حقوق، وهي حقوق من أبسطها توفير ما يحتاج إليه المواطن من سلع بالسعر المعقول، أما بعض التجار ويتبعهم كثيرٌ ممن دخل السوق من مواطنين ووافدين سعياً للثراء السريع، فهؤلاء هم الذين يتسببون بجشعهم في إيقاع المجتمع في أزمات متتابعة، وهم يدركون أن الدولة سوف تسارع إلى بذل المزيد من الدعم حتى لا يتأثر المواطن من ارتفاع سعر، أو اختفاء سلعة، وأنه سينالهم من هذا الدعم نصيب.
القطاع الاقتصادي في بلادنا على الرغم مما يتمتع به كثيرٌ من العاملين فيه من نزاهة ووطنية، ابتلي بهذه الفئة من الذين لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة، ولهذا فموقف الدولة الحكيم والحريص على رفع المعاناة عن المواطنين، يجب ألا يستفيد منه المُحسن والمسيء، بل يجب حرمان من يستغل الأوضاع، وتطبيق أشد العقوبات عليه، سواء كان مواطناً، أو وافدا.
لقد بادرت الدولة إلى دعم عديد من السلع، أملا في أن ينعكس هذا الدعم إيجاباً على المواطنين، إلا أن البعض رأى في هذا الدعم مزيداً من المكاسب، ولعل الأمر الملكي الذي صدر هذه الأيام بزيادة دعم الأعلاف ومدخلاتها بنسبة 50 في المائة عما هو معمول به حاليا بهدف تخفيف تكلفة أسعار اللحوم والدواجن ومشتقات الألبان وغيرها على المواطنين، وربط هذا الدعم بالتشديد على الجهات المعنية لمراقبة الأسواق وإيقاع أقصى العقوبات بحق كل مخل أو متكسب جشع، فيه الحل الذي يقضي على أطماع هذه الفئة من الذين لم يراعوا الله في الناس.
ومما يحمد لهذا الأمر الملكي أنه فرق بين التجار الجشعين والذين أدوا الأمانة، ووضعوا نصب أعينهم الخشية من الله، فاستحقوا الشكر والتقدير.
إن ما تبذله الدولة من جهود للحد من ارتفاع المواد الغذائية وغيرها من السلع يحتاج إلى جهد مماثل من رجال الأعمال الصادقين، عبر مبادرات لخفض الأسعار، كما فعل رجل الأعمال سليمان الراجحي، وأن يتم الإعلان عن هذا التخفيض، وما يشمله من سلع، وبهذا يمكن قطع الطريق على من يسعون لاستغلال الوضع، كما سيكون هذا التخفيض خير رسالة لبناء الثقة مع المواطنين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي